شيرزاد نايف يكتب: المهدي المنتظر ما بين المستقيل و المستقبل!

  • 12/7/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في العراق خاصة والشرق عامة الاختلاف حول مجيء المهدي المنتظر متفاوت وغير مستقر منذ أكثر من ألف عام، فما بين مكونات الشعب العراقي، الجميع يشترك في انتظار مهديِ قيادي بعد ظلم وجورِ ليملأ الأرض قِسطا وعدلا، فكل غنى ويغني لمهديه، وبعد استقالة رئيس الوزراء العراقي الاخير عادل عبدالمهدي تلبية لمطالب الشباب العراقي المتظاهر، اتبع المهدي المستقيل في نهج قراره، صفات المهدي المنتظر كي يملأ العراق عدلا و قسطا، رغم أن الشعب لم يرَ لا محاسنه ولا مساوئه في الفترة الوجيزة التي فيها تسلم مقاليد الحكم بسبب الظروف الغير مستقرة. إن اختلاف الآراء والأهواء كثيرة فيمن هو منتظر!، ماعدا الاختلاف ما بين السنة و الشيعة، هنالك أيضا الاختلاف الشيعي ـ الشيعي، كان المستقبل كذا شيعيا واليوم وتيرة المحاولات نراها ايرانية تسعى لترشيح مهديه لرئاسة وزراء العراق الجديدة وهو وزير النفط الاسبق ابراهيم بحر العلوم بغض النظر عن الآخرين، من خلال اجتماعات عقدت في بغداد قبل ايام قلائل مع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني المسؤول عن الملف العراقي في الأجندات الإيرانية قاسم سليماني مع القيادات السياسية المكونة (كلهم من المذهب الشيعي ماعد الحلبوسي رئيس برلمان العراق) والمؤيدة لها للاتفاق على حل أزمة البلاد ورسم خطة تكون في صالحهم وما روج فيها الإعلام من دس السموم أكثر في المشهد العراقي بتفعيل فرق تنفيذ عمليات إرهابية خفية ما بين المتظاهرين، لا روج له.لقد كان إخفاق العملية السياسية ما بعد عهد صدام نتيجة للنظام الحكم الديمقراطي الذي لم يتلاءم مع دولة العراق لسببين، أولها المذهبية الأغلبية هي التي تسيطر على مقاليد الحكم ورغم طوائفها وفروعها المتشعبة وهي الشيعة، فإن لها جارة في ممارسات الشعائر الدينية تساويها في المقدار وتوازيها في الاتجاه! وهي إيران الأقرب والأولى مقارنة لنسب شيعة العالم التي تتراوح بين 37 و40%، تجاور قبلة عتباتها اكثر من غيرها و مدى تمسك افرادها بهذه المقدسات و اهل البيت في النجف و الكربلاء و الحسينيات، تحكمهم روابط متينة عطشى من مدى ما وقع بينها النظام البعثي العراقي السابق بخاصة صدام حسين السني المذهب، لذا سينجم عن هذه الحكم رد فعل طابعا دينيا يغلب على ممارسة الحكم، كي يتنافر النظام الديمقراطي عن المذاهب الدينية فعلا لا أدعاءا!، بغض النظر عن العلمانية و اشتراك الجميع فيها، كي يتولد عن هذا عدم رضا لقبول قيادات ديمقراطية تقود بلد محكم بالتقاليد والشعائر الدينية و المذهبية محترما متعقدات أي شخص.السبب الآخر كان العراق يحكمه انظمة دكتاتورية تعود عليها المواطن الاعتيادي وصل لحد النخاع البيئة العسكرية و الحروب، لذلك ينتخب قيادة تحت تاثير دول اقليمية من كل حد و صوب، و التأثير الداخلي الذي مل وعانى من الفساد والحكم الظالم والجائر افرز عنه ما أفرز.. فالاختلاف ما بين الطوائف المتعددة متى يتنهي؟، لربما عن طريق القوة و القائد الأوحد.فدول الشرق الحكم العسكري القوى يلاقي قبولا ونجاحا اكثر من الديمقراطية، لان الامة التي لم تتوحد منذ الاف السنين، متى تتوحد ما بين المهدي المستقيل و المنتظر؟! كما وقعت حكاية الدكتور علي الوردي حين كان في امريكا و نشب نزاع بين المسلمين عن علي و عمر و كانت الاعصاب متوترة، فساله الامريكي عن علي و عمر" هل يتافسان الان على الرئاسة عندكم؟ فقال الوردي" إنهم كانوا في الحجاز قبل 1300 سنة و النزاع حول ايهم احق بالخلافة.!!. فضحك الامريكي حتى كاد يستلقي على قفاه و ضحكت معه ضحكة فيها معنى البكاء وشر البلية ما يبكي.فدول الشرق تحبذ السلطات القوية كأن تكون ذو طابع عسكري تلاقي قبولا و نجاحا اكثر من الديمقراطية بل هي من تحفزها و تقويها، و تجربة الجيش المصري خير مثال، كيف استطاع الجيش المصري ان يحمي الدولة و يمنع تفكيكها نحو الضياع اثناء ثورة 2011 عن طريق ثروتها البشرية العظيمة (الجيش)، عكس ما حدث لدول اخرى، لان فلسفة الجيش تبني على المساواة و تطبيق النظام و ضبط الفوضى.الجانب الآخر من الطبخة العراقية، هو مدى البين الشايع بين اطياف العراق الاتحادي ـ الغير متحد، هو اقليم كردستان العراق الذي يختلف عن بقية مناطق العراق جملةَ و تفصيلا، بل عن المنطقة برمتها، غير عربيِ الغالب، يختلف ثقافة و قومية و رغم الاكثرية السنية كيان صغير متجانس يؤمن بالديمقراطية و حقوق الانسان، تاثر كثيرا بانظمة حكم بغداد بين الحين و الاخر، ، تأقلم مع تجربته وكل مرة أنقذ الميزان السياسي، لكنه سيطر على عدم التطرف في ممارساته المذهبية و الدينية، فقط يحافظ على ممارساته السياسة، رغم الاختلاف القومية عن دول المنطقة، لكنه يتوافق و سنة العراق و تركيا و سوريا الجارات، لذلك يقدر ان يحافظ على تسوية السجال السياسي.. و الاجدر هو انه غير متشبث بنوعية المهدي المنتظر، فقط يسال الله فيمن هدى و ان يعافيه بمن عافاه و يتولى فيمن ولاه، و بارك فيما اعطاه.

مشاركة :