أكدت مصادر زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لـ «الحياة» بعد المشاورات التي أجراها معه أعضاء في الكتلة النيابية حول الموقف من التطورات اللبنانية، أنه متمسك باقتراحه قيام حكومة حيادية «بخروجنا جميعاً من الحكومة ودخولنا جميعاً الى طاولة الحوار». وكان عدد من أعضاء كتلة «المستقبل» والقياديين في التيار، يتقدمهم رئيس الكتلة رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، عقدوا سلسلة مشاورات مع الحريري في باريس. وأوضحت مصادر الأخير تعليقاً على الصيغ المطروحة في شأن الحكومة الجديدة أنه «لن يدخل في لعبة الأرقام بعد اليوم وموقفه ينطلق من التمسك بإعلان بعبدا وانسحاب «حزب الله» من الحرب في سورية كمخرج لا بد منه للبحث في الصيغ المطروحة». وأكدت المصادر أن الحريري يرى أن «الفراغ ليس حتمياً في رئاسة الجمهورية وقد يتم الاتفاق على رئيس للجمهورية... ويعتبر أن الفراغ سيكون سلبياً على الجميع وهو مع تشكيل حكومة بمعادلة يرتاح لها الجميع». ونقلت المصادر عن الحريري تأكيده أن «السعودية لا تتدخل في تشكيل الحكومة في لبنان ومن يتدخل هو إيران وسورية»، رداً على سؤال حول ما يقال من أن السعودية لا تريد مشاركة الحزب في الحكومة. واعتبرت المصادر أن «الحملة على السعودية جزء من مشروع إيراني ينفذه حزب الله». وأضافت المصادر: «لقد نطق (الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصرالله بلسان (الرئيس السوري) بشار الأسد وشن حملة على السعودية». وفي بيروت، أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري في كلمة مساء أمس في اختتام فعاليات اليوبيل الذهبي لمؤسسات الإمام موسى الصدر، أنه «يراهن على الحوار والمبادئ المتضمنة خريطة الطريق التي طرحها في كلمته في 31 آب (أغسطس) الماضي»، مشدداً على أن «الأساس هو الثقة في العلاقات العربية – الإيرانية لما لها من انعكاسات على المنطقة». ورأى أن «جدول الأعمال الدولي لم يعد كما كان عليه»، داعياً الى «انعقاد مؤتمر جنيف 2 لتمهيد الطريق الى الحل السياسي ووقف تدمير البنى الإنسانية والسياسية وتحرير لبنان من ضغط قضايا المنطقة والشروع في تشكيل حكومة أفعال وإطلاق فعاليات العمل التشريعي». وشدد على أننا «لن نقبل بتجريد طرابلس من عمقها الوطني، والشمال هو توأم الجنوب وطرابلس». وقال: «لن نقبل بتعريض حياة المواطنين في طرابلس للحروب الصغيرة». وإذ لفت الى «الخطر الإسرائيلي الذي يتربص بمياه لبنان وثروته البحرية»، شدد على «المثلث الماسي المتمثل بالمقاومة والجيش والشعب»، مشدداً على «ضرورة تحرك لبنان الرسمي لحماية الثروة البحرية من دون تجزئة أو تنازلات أو تفريق، وإلزام الأمم المتحدة بالتزام القرار 1701 الذي نص على ترسيم الحدود اللبنانية البرية والبحرية». وحذّر من أن «الحرمان هو أرضية الانفجار، فانتبهوا لئلا نجد وطناً مفتتاً على رصيف المنطقة». وقال: «هدفنا ردم الهوة التي أحدثها فراغ السلطات، وتعليق قيام حكومة هو محاولة لجر البلاد الى فراغ خطير». وإذ أكد أن «ما يجري وينعكس على لبنان ليس لعبة أولاد»، لفت الى أن «مصادر لاهاي تؤكد أن هناك كلاماً غير رسمي عن دور للبنان للانتهاء والخلاص من المواد الكيماوية»، محذراً أن «ما من قوة على الإطلاق بإمكانها أن تقنعنا أو تفرض علينا هذا الأمر». وقال بري: «كنا ولا نزال نخاف على العراق من اللبننة، واليوم نخاف على المنطقة برمتها من العرقنة أيضاً... وأصبح واحدنا ومجموعنا مشغولاً بنفسه وبنظامه وبالمخاوف والهواجس المرتبطة بتقسيم المقسّم». على صعيد آخر، تفاعلت قضية استدعاء رئيس «الحزب العربي الديموقراطي» علي عيد الى التحقيق معه من قبل فرع المعلومات بناء لإفادة مرافق ابنه (الأمين العام للحزب) أحمد علي محمد، بأنه هرّب متهماً بوضع سيارة مفخخة أمام مسجد في طرابلس، بناء لطلب من عيد الأب. ورفض عيد وهو نائب سابق، المثول أمام فرع المعلومات «لأنني لا أثق به». وأمّت منزله وفود من الطائفة العلوية تضامناً معه. ورجحت مصادر قضائية أن يصدر القضاء العسكري إجراء قانونياً في حق عيد من أجل الاستماع الى أقواله في قضية تفجير مسجدي السلام والتقوى في طرابلس في 23 آب الماضي.
مشاركة :