رواية «حابي» للكاتب الكويتي طالب الرفاعي، كانت موضوع النقاش عن بُعد في «الملتقى الأدبي» بأبوظبي، بإدارة أسماء صديق المطوع ومشاركة الرفاعي ذاته من منزله في الكويت، حيث أجمع النقاش على أن الكاتب استطاع أن يجذب القارئ بأسلوبه المشوق وطريقة سرد الأحداث بالتناوب بين الماضي والحاضر، وأن يعبر عن مشكلة خَلْقيّة بعمق وبحث سردي مقنع بين عناصره الصحية والشرعية والقانونية. فالرواية تعالج موضوعاً إنسانياً محرجاً ومؤثراً هو الهوية الجنسية؛ وذلك أن الفتاة ريان كانت تشعر أنها ولد وليست بنتاً، وقد أثبتت الاختبارات الطبية الدقيقة ذلك، ونشبت في البيت معركة عائلية ضارية، لكن صمود الأم إلى جانب فلذة كبدها تكلل بالنصر. في بداية النقاش، رحبت المطوع بالروائي الرفاعي وشكرته لمشاركته، مشيرة إلى أهمية الموضوع وما تميزت به الرواية من بحث رصين؛ وألمحت إلى المعرفة العميقة التي تنطوي عليها الرواية، وتصميم البطل (حابي) على مواصلة الطريق. وأشادت نادية طرابيشي بالأسلوب الجديد للروائي الرفاعي، وقالت: إن أصوات شخصيات الرواية ما زالت، بكل ما فيها من أحاسيس، تصدح في أذني. واليوم، فرحت جداً بعد أن أكد الروائي طالب أنها رواية حقيقية. وأشارت روضة المنصوري إلى أن الكاتب استطاع أن يوضح جميع الوثائق الطبية الشرعية والقانونية التي أخذ بها القضاء عند تغيير اسم ريان من فتاة إلى شاب، مشيدة بالطرح الرائع لهذه الرواية العميقة. وقالت الشاعرة بروين حبيب: هذه الرواية مختلفة، وتكشف اللثام عن قضية شائكة في المجتمعات العربية. وأكدت أن الكاتب أضاء على قضية مهمة موجودة في مجتمعاتنا، ولن يجرؤ أحد على طرح مثل هذا الموضوع، حيث الرقابة الدينية والمجتمعية تحول دول بحث هذه الإشكالية. وعنوان الرواية بحسب الكاتب، مستمد من أسطورة «حابي» في مصر القديمة (ص:78)، وهو «إله فيضان النيل؛ صورته على هيئة إنسان، ويظهر جسده معالم الجنس الأنثوي والذكري في الوقت نفسه».
مشاركة :