يضرب المتطوعون من الجنود المجهولين، الذين يقدمون أقصى ما لديهم، أمثلة رائعة في ظروف استثنائية يمر بها العالم، 17 فارساً وفارسة متطوعون من طلبة وخريجي الجامعات. بالإضافة إلى المسؤول، فضلاً عن الكادر الطبي والتمريضي، في مركز المسح الوطني بإمارة الشارقة، حرصوا جميعاً على أداء الواجبات المنوطة بهم على الوجه الأمثل، منذ مرحلة تسجيل المراجعين مروراً بـ«مرحباً» وصولاً إلى «صحبتكم السلامة»، لتسهم جهودهم منذ اللحظات الأولى لانطلاق المسح الوطني بالشارقة. في صياغة سطور جديدة لتاريخ المجتمع الإماراتي بعاداته وتقاليده وسماحته وكرمه، بمهارات وخبرات مشهودة. أحمد علي النيادي، مدير مركز الفحص الوطني في الشارقة، الذي ترك عائلته وأبناءه في العين متطوعاً ليرد جزءاً من الجميل لوطنه الحبيب، ينفذ المهام الموكلة إليه بكفاءة وجودة عالية، بما ينقل الصورة المشرقة لدولة الإمارات إلى العالم، يوضح في مستهل حديثه مع «البيان» أن المراجعين هم من فئة الشباب والأطفال وكبار المواطنين وأصحاب الهمم بنسب متساوية، وبإقبال لافت قارب الطاقة الاستيعابية للمركز والبالغ 500 شخص يومياً. وعي ويرجع النيادي هذا الإقبال على إجراء المسح للكشف المبكر عن الإصابة بفيروس «كورونا كوفيد 19» إلى ارتفاع الوعي لدى الناس من مختلف الشرائح والجنسيات بأهمية إجراء هذا الفحص، للحد من تفاقم انتشار الفيروس، وعملاً بالمقولة العظيمة «درهم وقاية خير من قنطار علاج»، من أجل حماية المجتمع والوطن. وبسؤاله عن أكثر المواقف التي أثرت فيه خلال الأسبوع الأول. قال: إن هناك عدداً من المواقف الإنسانية، التي مرت علينا، ومن أهمها أن العديد من المواطنين والمقيمين من مختلف الجنسيات، يحضرون إلى المركز ويعرضون علينا رغبتهم في التطوع معنا والمساهمة في محاربة الفيروس وخدمة المجتمع. فيما عرض آخرون مساهمات مالية لشراء مستلزمات طبية وغذائية وغيرها مما تراه الحكومة مناسباً، لتجنيب سكان الإمارات خطر الإصابة بالفيروس، وكلهم تم توجيههم للتواصل مع برنامج «معاً نحن بخير»، الذي يقدم فرصة المشاركة لأفراد الجمهور في دعم جهود مواجهة التحديات الصحية والاقتصادية الراهنة. سعادة وعبر المتطوعون الـ17، وأغلبهم من سكان مدينة العين، عن سعادتهم بالمشاركة في الأعمال التطوعية ضمن الصفوف الأولى، لحماية الوطن من خطر انتشار الفيروس المستجد، الأمر الذي يمكنهم من المساهمة في دعم مسيرة الدولة في مواجهة التحديات الصحية والاقتصادية الراهنة، وتحقيق السعادة لجميع فئات المجتمع، لا سيما أن أهداف حملة المسح الوطني تركز على وقاية كل من على أرض هذه الدولة، كما تهدف إلى إسعاد البشرية ليس في الإمارات فحسب. وقالوا: إن التطوع في حد ذاته عمل يستحق الثناء والتقدير، وينعكس في مضمونه، على شخصية الفرد في تحمل المسؤولية تجاه بلده ووطنه، ليقدم جهوداً لا توصف بلا مقابل لمجتمعه طواعية، لمساعدة وإسعاد الآخرين بدافع خلق روح إنسانية وتعاون بين أفراد المجتمع، الأمر الذي يمنحه سعادة ورضاً نفسياً. وقال جميل صالح، متطوع، إن ما يقدمونه من جهود ومهارات وخبرات ليست غريبة على مجتمع الإمارات وعاداته وتقاليده وسماحته وكرمه، وإن هذه الظروف الاستثنائية تتطلب من الجميع التكاتف من أجل صالح الوطن وسلامة المجتمع. وأشارت خلود عبد الله، نائب مسؤولة المتطوعين، إلى أن عبارات الترحاب والابتسامة التي لم تفارق هؤلاء الجنود على مدار أسبوع مضى، عكست المعاني النبيلة، للعطاء والقيم والأخلاقيات، التي زرعتها القيادة الرشيدة لدولة الإمارات في نفوس أبنائها، لا سيما أن الإمارات لعبت أدواراً متميزة في العمل التطوعي والخيري والإنساني في مختلف بلدان العالم.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :