متطوعو التجارب السريرية يضربون أروع الأمثلة برد الجميل

  • 8/22/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: محمد الماحي يضرب المتطوعون في التجارب السريرية للقاح «كوفيد-19» في مرحلتها الثالثة، الذين يقدمون أقصى ما لديهم، أمثلة رائعة في ظروف استثنائية يمر بها العالم.15 ألف متطوع من 107 جنسيات، حرصوا جميعاً على أداء الواجبات المنوطة بهم على الوجه الأمثل، وقرروا الاستثمار في أزمة «كورونا» لتقديم أعمال إنسانية نبيلة.وفي صياغة سطور جديدة لتاريخ المجتمع الإماراتي بعاداته، وتقاليده، وسماحته، وكرمه، بمهارات وخبرات مشهودة، شهدت مراحلة التجارب، على مدار الأيام الماضية، إقبالاً متزايداً من المتطوعين لأبناء الإمارات، دعماً لمفهوم الإنسانية.تأتي المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على اللقاح غير النشط عقب نجاح المرحلتين الأولى والثانية، اللتين أجرتهما شركة «سينوفارم سي إن بي جي» في الصين، حيث أسفرتا عن قيام 100% من المتطوعين بتوليد أجسام مضادة بعد تلقي جرعتين من اللقاح خلال 28 يوماً، وستكون المرحلة الثالثة متاحة أمام المتطوعين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً، ممن يعيشون في الإمارات، والتي ستستمر لفترة تمتد من 6 إلى 12 شهراً، حيث سيُطلب من المتطوعين التواجد لمتابعة حالتهم خلال هذه الفترة.اليوم صفروتبدأ رحلة المتطوع باليوم «صفر»، حيث يأخذ الجرعة الأولى، ثم تتم متابعة أي أعراض جانبية في اليوم الثالث، والسابع، والرابع عشر، حتى يتم أخذ الجرعة الثانية في اليوم ال21، وتتم معاينة الأعراض الجانبية مرة أخرى حتى اليوم ال49.وبعدها يقوم الطبيب المتخصص بالتواصل مع المتطوع عبر الهاتف مرة إلى مرتين شهرياً، ويتم إجراء معاينة صحية عبر الهاتف إلى جانب إجراء فحوص حضورية مرة كل 3 شهور.ويقول الأطباء أنه قد تحدث بعض التفاعلات الشائعة عند تلقي اللقاح من بينها احمرار في موضع التطعيم، وحمى، وصداع، وإرهاق، وغثيان، وقيء، وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتزول من تلقاء نفسها.وتصل الطاقة الاستيعابية اليومية لمنشأة «أدنيك» إلى أكثر من 1000 متطوع، الذي يستمر في فتح أبوابه يومياً من الساعة 8:00 صباحاً حتى الساعة 8:00 مساءً، بهدف استيعاب أكبر عدد ممكن من المتطوعين، كما افتتح أيضاً مؤخراً مركز القرائن الصحي في إمارة الشارقة بسعة يومية تبلغ 500 متطوع.معلومات أساسيةوحددت دائرة الصحة بأبوظبي، وشركة أبوظبي للخدمات الصحية، وشركة «جي 42 للرعاية الصحية»، 9 إجراءات متعلقة بالدراسة والتطوع في التجارب السريرية العالمية للمرحلة الثالثة من اللقاح غير النشط لوباء (كوفيد 19) التي تجرى في أبوظبي تحت مظلة منظمة الصحة العالمية، حيث قامت الشركة الراعية للدراسة بإبرام اتفاقية تتضمن وثيقة تأمين محلية وفقاً لقانون الدولة التي يقيم فيها المتطوع.كما حددت الجهات الثلاث المسؤولة عن التجربة السريرية، 13 معلومة أساسية للمتطوعين في نموذج الموافقة المستنيرة المبنية على العلم المسبق للمرحلة الثالثة من الدراسة السريرية، والتي شملت المخاطر المتعلقة بالدراسة، والفوائد والمزايا والمقابل المادي، واتفاقيات الخصوصية، والانسحاب من الدراسة في منتصفها.وتضمن نموذج الموافقة المستنيرة كل المعلومات الخاصة بالدراسة التي يخوضها المتطوعون، بدءاً من المعلومات الأساسية للمرض واللقاح، وعدد المتطوعين وشروط المشاركة والإجراءات المتعلقة بالدراسة ومدة المشاركة في الدراسة، ومخاطر المشاركة فيها، والفوائد والمزايا، والمقابل المادي، واللقاحات البديلة، واتفاقيات الخصوصية، والانسحاب من الدراسة، وصولاً إلى معلومات الاتصال والتواصل والتوقيع على النموذج.مواجهة التحدياتوعبر عدد من المتطوعين، عن سعادتهم بالمشاركة التجارب السريرية للقاح ضمن الصفوف الأولى، لحماية الوطن من خطر انتشار الفيروس المستجد، الأمر الذي يمكنهم من المساهمة في دعم مسيرة الدولة في مواجهة التحديات الصحية والاقتصادية الراهنة، وتحقيق السعادة لجميع فئات المجتمع، لا سيما وأن أهداف التجارب تركز على وقاية كل من على أرض هذه الدولة، كما تهدف إلى إسعاد البشرية ليس في الإمارات فحسب.وقال عبد العزيز المزيني، إن ما يقدمونه من جهود ليست غريبة على مجتمع الإمارات، وعاداته، وتقاليده، وسماحته، وكرمه، وإن هذه الظروف الاستثنائية تتطلب من الجميع التكاتف من أجل مصلحة الوطن وسلامة المجتمع.أما المتطوع مصطفى محمود فقال إن الإقبال الكبير للمواطنين والمقيمين للتطوع في التجارب السريرية للقاح، عكس المعاني النبيلة، للعطاء والقيم والأخلاقيات، التي زرعتها القيادة الرشيدة لدولة الإمارات في نفوس أبنائها، لا سيما وأن الإمارات لعبت أدواراً متميزة في العمل التطوعي والخيري والإنساني في مختلف بلدان العالم.وأضاف: إنني فخور بالمشاركة في التجارب السريرية، لاسيما وأن الطاقم الطبي قدم لنا شرحاً واضحاً ومفيداً للعملية بأكملها، كما أنني متفائل بنجاح هذه التجارب السريرية، وأننا سنقدم لدولة الإمارات وللإنسانية جمعاء لقاحاً ناجحاً ضد فيروس «كوفيد-19».وقال المواطنون: عبدالعزيز الجسمي «55 عاماً»، وأحمد مبارك «35 عاماً»، وعلي عبيد، وسالم المزروعي، إنهم تطوعوا للمشاركة في التجارب السريرية لدعم جهود الدولة في مكافحة فيروس كورونا، من أجل الإنسانية وكواجب وطني.وأوضحوا أن رحلة التطوع ليست طويلة، والفرق الطبية والإدارية قدمت لهم جميع التسهيلات اللازمة لتوفير الوقت والجهد.وأشاروا إلى أنهم مروا، خلال إجراء التجربة السريرية بمراحل عدة، وصفوها جميعها بالسهلة والبسيطة، لافتين إلى أن اللقاح لا يؤلم، ولم تظهر عليهم أعراض، خلال فترة الملاحظة التي خضعوا لها، واستمرت نحو نصف الساعة.وأكدو أن هذه التجربة جزء من سلسلة من المبادرات الوطنية لتعزيز صحة السكان، وتعزيز قدرات البحث والتطوير الطبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك القدرة المحلية على تصنيع اللقاح.نداء الواجبوأوضحت المواطنة المتطوعة خلود عبد الله محمد، أن المتطوعين في التجارب السريرية للقاح، منهم طلبة من مختلف جامعات الدولة، ومنهم خريجون.وأشارت إلى أن المتطوعين على استعداد وتأهب تام لتلبية نداء الواجب في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة والعالم، ودولة الإمارات ليس بمعزلٍ عنها، ما يسهم في تحصين الوطن داخلياً، ومد أواصر المشاركة الإيجابية، وتعزيز معاني الترابط بين مختلف أفراد المجتمع.التنوع العرقيويقول الدكتور إسماعيل الرمحي اختصاصي طب الطوارئ، تعليقاً على النجاح الهائل الذي حققته التجارب حتى اللحظة: يمثل هذا الحدث إنجازاً مهماً للتجارب السريرية الجارية، وشهادة على الالتزام العالمي والإحساس العالي بالمسؤولية تجاه الإنسانية لدى كل من يعيش في دولة الإمارات.وأضاف: لقد أكدت سرعة هذه التجارب حتى الآن، والتنوع العرقي المذهل للمتطوعين الذين تم تطعيمهم صواب قرار أن الإمارات العربية المتحدة تمثل موقعاً مثالياً لاختبار لقاحنا المحتمل والوصول إلى أوسع مجموعة سكانية وعرقية من المتطوعين.ودعا أفراد المجتمع إلى المشاركة في التجارب، ودعم الجهود التي تبذلها أبوظبي ودولة الإمارات في التصدي لمواجهة أحد أكبر التحديات الصحية، التي شهدها العالم خلال القرن الحادي والعشرين.

مشاركة :