عندما تصبح الوحدة مصدر قلق كبير، يحين الوقت للقيام بما هو مناسب، وتكمن أول خطوة بإدراك المشكلة، فعديد من الأشخاص يرون الوحدة أمرا معيبا ويتجنبون التفكير بها، فضلا عن قيامهم بشيء حيال ذلك. إذن ما الذي يمكننا فعله حيال الوحدة؟ رغم عدم وجود حل واحد يناسب الجميع، سنورد بعض التوصيات مستندين إلى سبب المشكلة: تطوير مهارات التواصل: لا تكون الوحدة بالضرورة بسبب عدم وجود أشخاص كثيرين حولنا. ففي بعض الأحيان تنشأ بسبب عدم قدرتنا على التواصل مع الآخرين حول الأمور التي تهمنا، تستطيع الشركات تعزيز مهارات التواصل من خلال اتباع منهج تدريبي مناسب. إن المشاركة بالمناسبات الاجتماعية حيث يوفر عديد من المواقع والمؤسسات مثل، Meetup.com وInterNations أو النوادي المحلية، أنشطة مصممة خصيصا لتطوير المهارات الاجتماعية وزيادة فرص التفاعل الاجتماعي. على صعيد العمل، تستطيع الشركات توفير تمويل أو حوافز للموظفين لتأسيس لجان مجتمعية أو الانضمام لشبكات تواصل. وحول أهمية التواصل من خلال القيام بأنشطة إنسانية فالقيام ببعض الأعمال التي تنم عن اللطف أو المشاركة في أنشطة إنسانية مثل التطوع، يساعد على إيجاد نوع من الانتماء. بإمكان الشركات منح موظفيها إجازات مدفوعة للتطوع كجزء من برامج المسؤولية الاجتماعية للشركات. تجربة نمط الحياة المشترك: هناك طريقة فاعلة للتخفيف من حدة الشعور بالوحدة تتمثل، في إنشاء مجتمعات حيث يتشارك فيها الأشخاص الأماكن المخصصة للأكل والغسيل والترفيه. تساعد مثل تلك الأماكن على تأسيس نواد وتنظيم رعاية الأطفال والمسنين والاحتفال بالمناسبات. وبالمثل تستطيع الشركات تعزيز فكرة مشاركة وسائل النقل. إيجاد هدف: إيجاد مغزى للحياة قد يكون بمنزلة الترياق للشعور بالوحدة. ففي العمل، إذا ما شعر الموظفون بأنهم منخرطون في تنفيذ مهمة الشركة سيشعرون بارتباطهم بزملائهم. تناولت في مقال سابق خصائص المؤسسات التي تعزز الثقة والرفاهية. يساعد الإخصائي النفسي الأشخاص على الإدراك والتعامل مع الأفكار السلبية حول العلاج النفسي والطريقة التي ينظرون بها إلى أنفسهم ونظرة الآخرين لهم. كما بإمكانه الغوص في مرحلة الطفولة لاكتشاف سبب الشعور بالوحدة. يجب أن تكون الاستشارة النفسية ضمن المزايا التي يحصل عليها الموظفون. في حال فشلت جميع المقترحات أعلاه قد يكون الحل في تبني أحد الحيوانات الأليفة. حول الحديث عن قيمة العزلة مع إدراكنا أن الشعور بالوحدة قد يترتب عنه خطر على الصحة، لا يجب أن نقلل من شأن العزلة. فإذا ما وجدنا طرقا نستمتع بها، سيقل شعورنا بالوحدة. كما أشار عديد من الفلاسفة وعلماء النفس، فإن التطور على الصعيد الشخصي غالبا ما يكون سببه قضاء الوقت وحدنا. بعيدا عن الوحدة، تعد العزلة ضرورة للنجاح. كما قالت الشاعرة مي سارتون، "الوحدة هي فقر النفس، أما العزلة فهي ثراؤها".
مشاركة :