قال القس يوساب عزت، كاهن كنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا الجديدة، وأستاذ القانون الكنسي والكتاب المقدس بالكلية الإكليريكية والمعاهد الدينية، عن احد القيامة، قام حقا مَن قضى على الموت إذ به الآبُ ارتضى: ~وأوضح القس يوساب في تصريحات خاصة للبوابة نيوز إن قيامة المسيح من بين الأموات حقيقية جوهرية في المسيحية. فالإيمان المسيحي يُخبرني عن شخص مبارك ومجيد، غالب ومنتصر، هو الآن مُخلِّصًا، يُعطي التوبة وغفران الخطايا لكل من يأتي إليه ويؤمن باسمه.وأضاف الإيمان المسيحي يقود النفس ليس إلى أسفل صليب فارغٍ خالٍ، وليس إلى قبر، حتى ولو كان هذا القبر أيضًا فارغٍ خالٍ. ولكنه يقودني إلى قدمي المُخلِّص المُقام والمرتفع. إن «ربي والهي» ليس على الصليب الآن، وليس هو في القبر. أين هو؟ إنه مُقام وممجَّد في السماء. هو مخلِّصي المُقَام والمنتصر على الموت والقبر.لقد تجسد ربنا (يوحنا1: 14)، وكالقدوس لم يكن للموت سلطان عليه لأنه لم تكن فيه خطية، ولكنه وضع حياته باختياره (يوحنا10: 18). وصُلب رب المجد، وذاق بنعمة الله الموت، ثم قام، وبذلك كسر شوكة الموت. وبموته وضع الأساس لإبادة ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس (عبرانيين2: 14). وقيامة المسيح هي البرهان أن الله قَبِلَ عمله في الموت، وأن الجميع مطاليب الله العادل قد وفيَّت في الصليب تمامً. ونستطيع نحن أن نفتخر بهذه الحقيقة: أن ذاك الذي حمل في جسمه خطايانا على الخشبة، قد أُقيم «بمجد الآب» (رومية6: 4)؛ وفي هذا الضمان الأكيد الراسخ بأن خطايانا قد ذهبت عنا إلى الأبد.واكمل نعم، لقد مات وقام، وتبرهن أنه ابن الله (رومية1: 4)، وتبررنا نحن بقيامته (رومية4: 25). وصار لنا رجاء حيّ (1بطرس1: 3،21). ولأنه حيّ سنحيا نحن أيضًا (يوحنا14: 19). وهو الذي طمأن قلب يوحنا، تلميذه الساقط الضعيف، قائلًا له: «لا تخف» - ويا لها من كلمة تُبدِّد الخوف وتأتي بالطمأنينة والسلام «أنا هو الأول والآخر، والحي وكُنت ميتًا، وها أنا حيٌّ إلى أبد الآبدين!... ولي مفاتيح الهاوية والموت» (رؤيا1: 17،18).وتابع إننا لا نستغرب ما أحدثه الشيطان من ضجة في سفر الأعمال، عندما بَشَّر الرسُلُ وعلَّموا الناس الحق، لأنهم بماذا بشَّروا؟ «في يسوع بالقيامة من الأموات»، «وبقوةٍ عظيمةٍ كان الرسُلُ يؤدّون الشهادة بقيامة الرب يسوع» (أعمال4: 2،33)، فلو كانوا قد بشَّروا بيسوع المسيح كمَن عاش على الأرض فقط، لما اهتم الشيطان بالأمر لأنه مات، وشخص ميت لا يُخلِّص ولا يمكن أن يهب حياة للموتى بالذنوب والخطاي. ولكن الرُسُل نادوا بأن الله قد أقامه من الأموات بالبر عن يمين الله، وهو الحياة والبر والقداسة والفداء لكل نفس تؤمن به (1كورنثوس1: 30). ولذلك لا عجب أن الشيطان حاول في ذلك اليوم أن يضع الرُسُل في السجن، لأن القيامة التي كانوا ينادون بها هي البرهان القاطع على أن المسيح قد هزمه وألغى قوة الموت. وإذ أزيل الموت، الذي هو أجرة لخطية الإنسان، برهنت قيامة المسيح على أن الخطية قد أُزيلت.واستطرد ونحن نذكر أنه في صباح القيامة نزل ملاك ودحرج الحجر عن قبر المسيح. ولماذا؟ ليس لكي يُسهّل للمسيح الخروج من القبر، حاشا! فالمسيح كان قد قام فعلًا من قبل وغادر القبر والحجر عليه؛ إذ أن له سلطان أن يضع نفسه وله سلطان أن يأخذه. بل وأكثر من ذلك قام «بمجد الآب» تعبيرًا عن السرور والرضا الذي وجده الله في عمل المسيح الكامل (رومية6: 4)... إذًا لماذا دحرج الملاك الحجر؟! لكي يُمكنني أنا أن أنظر داخل القبر وأراه فارغًا، فأهتف قائلًا: هللويا! إن مُخلَّصي الذي اجتاز الموت لأجل خطاياي قد خرج منه. وهكذا يُمكنني أن أتحوَّل عن القبر الفارغ لكي أتطلع، كمؤمن، إلى مجد الله، وهناك عاليًا، أعلى من أولئك الملائكة الذين لم يُخطئوا قط، أرى هناك «إنسان» لأجلي، إنسانًا «فيه يحلّ كل ملء اللاهوت جسديًا» (كولوسي1: 19؛ 2: 9). هو مُخلِّصي الذي ذهب إلى الموت لأجل خطاياي، ومات موتي، وهو الآن قَام من الأموات، وأنا مُقَام معه ومقبول فيه.واختتم لا تخف،ارفع رأسك وابتسم مطمئنًّ، فالرب يسوع المسيح حيّ، وسوف يظل إلى الأبد
مشاركة :