قال خبير ألماني إن الإمساك قد يكون سبب فقدان الشهية لدى الأطفال. وأوضح اختصاصي الجهاز الهضمي الألماني أكسيل إنينغر أن ذهاب الطفل البالغ من العمر 4 سنوات إلى المرحاض مرة واحدة في الأسبوع فقط يمنحه شعوراً مزمناً بالشبع ويُضعف شهيته، وفي الوقت ذاته يتجنب الطفل التبرز قدر استطاعته لتجنب الآلام المصاحبة له. للخروج من تلك الحلقة المفرغة، ينصح الطبيب الألماني الآباء بإعطاء طفلهم المصاب بالإمساك أحد المُلينّات المتوفرة في الصيدليات لبضعة أيام، مشيراً إلى إمكانية أن يتعاطى الطفل المُليّن بجرعة قليلة على مدار فترة طويلة، وذلك كي تعود حركة الأمعاء إلى طبيعتها وليتعلم الطفل أن التبرز ليس مؤلماً. وأضاف إنينغر أن تناول الوجبات بانتظام، كتناول 5 وجبات يومياً، يساعد الطفل على التخلص من الإمساك، مشيراً إلى أنه ليس من الضروري تعديل النظام الغذائي بالكامل إلى منتجات الحبوب الكاملة، حيث يتسبب ذلك في وقوع الطفل تحت ضغط عصبي بلا داع. ويعد الإمساك من المشكلات الشائعةً جداً عند الأطفال، ويعرف بأنه خروج براز قاس مترافق مع ألم وانزعاج، أو بتعريف آخر انقضاء أكثر من أربعة أيام من دون تغوط، ويتبرز معظم الأطفال مرة إلى مرتين في اليوم، بينما يتبرز بعضهم الآخر كل 2-3 أيام على شكل برازٍ طري. وتختلف عادات التغوط من طفلٍ إلى آخر، مع العلم أن عدم تغوط الطفل يومياً لا يعني بالضرورة أنه مصاب بالإمساك طالما أنه يتمتع بصحة جيدة مع تغوط طري القوام من دون ألمٍ أو انزعاج. وهناك عدة أسباب للإمساك نذكر من أهمها: {الغذاء: إن نقص الألياف في الطعام، وعدم شرب كمية كافية من السوائل، أو شرب كمية كبيرة من الحليب (أي أكثر من 3 أكواب في اليوم)، كل ذلك قد يسبب الإمساك. {المرض: تنقص شهية الطفل المريض مهما كان سبب المرض، وبالتالي يتغير نظامه الغذائي مما قد يؤدي إلى حدوث الإمساك، وهناك بعض الأمراض التي تسبب الإمساك مثل قصور الغدة الدرقية. {الأدوية: قد يكون الإمساك بسبب التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية التي يتناولها الشخص. {حبس البراز: قد يحبس الطفل البراز لأسبابٍ مختلفة، فقد يتجنب استعمال الحمام بسبب الألم الناتج عن خروج براز قاس، أو بسبب انشغاله باللعب، أو عندما يكون خارج المنزل فيتجنب استعمال المرافق العامة. {أسباب أخرى: إن أي تغيرٍ في حياة الطفل (كالسفر، ضغوط نفسية، ولادة طفل آخر) قد يؤثر في الطفل، وبالتالي على عادات التغوط. ويؤكد أطباء الأطفال إن عدم معالجة الإمساك يؤدي إلى تفاقم المشكلة، لأنه كلما طالت فترة بقاء البراز في القسم السفلي من الجهاز الهضمي ازدادت قساوة البراز وازداد حجم الكتلة البرازية، ما يؤدي إلى صعوبة طرحه وحدوث ألم أثناء التغوط. ومن أعراض الإمساك: مرور عدة أيام من دون تغوط براز قاس يؤدي إلى ألم وانزعاج أثناء التغوط ألم في البطن (مغص) غثيان نقص شهية نزف شرجي، والذي قد يكون بسبب حدوث شق شرجي سلس برازي تغير سلوك الطفل وقيامه بحركات متكررة في الطرفين السفليين مع الشد على إليته وتغيَر تعابير وجهه، فيبدو وكأن الطفل يحاول التبرز، لكن في الحقيقة أنَ الطفل يحاول حبس البراز ما يزيد المشكلة سوءاً. والأهم في معالجة الإمساك هو تغيير نوعية الغذاء إلى غذاء غني بالألياف، أي تناول الخضار (فول، بازلاء، سبانخ، ذرة، شوربة خضار) والفواكه غير المقشورة (لكن المغسولة جيداً)، خصوصاً الخوخ والمشمش. وينبغي الانتباه إلى أن كمية الألياف المطلوبة يوميا ً بالغرام = عمر الطفل + 5 فإذا كان عمر الطفل 3 سنوات فهذا يعني أن حاجته اليومية من الألياف هي 8 غرامات في اليوم. كما يجب زيادة الكمية المتناولة من السوائل وعصير الفواكه أي نحو 2-3 أكواب في اليوم. وتخفيف الأطعمة التي تسبب الإمساك كالجزر المطبوخ، والموز، والحليب، والأجبان، لكن لا بد في هذه الحالة من إعطاء الطفل الكالسيوم لتجنب حدوث نقص في مستواه.