رمضان فرصة لتغيير العادات والسلوكيات السيئة

  • 6/21/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - نشأت أمين: تواصلت أمس الأول فعاليات مهرجان "بشائر الرحمة" الذي تنظمه مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف" خلال الشهر الفضيل بعدد من المواقع، من بينها "كتارا" والشيحانية وإزدان مول والمدينة التعليمية وقاعة فندق الشعلة بأسباير زون. واستضافت فعاليات قاعة فندق الشعلة بأسباير زون كلاً من الداعية السعودي د.سليمان الجبيلان، والشيخ أحمد البوعينين، إمام وخطيب مسجد صهيب الرومي بالوكرة، واللذين تحدثا، وسط حضور جماهيري كبير، عن قوة الإرادة وأهميتها في حياة الإنسان، وقدما عدداً من النماذج والأمثلة عليها.. كما أكدا أن شهر رمضان فرصة كبيرة لتغيير الكثير من العادات والسلوكيات السيئة التي تنتشر بين المسلمين وبصفة خاصة الشباب وفي مقدمتها التدخين. كما تحدثا عن مكانة النية وأهميتها في العمل وضرورتها للحصول على الثواب من الله جل وعلا، وضرورة استحضارها في كل الأعمال التي يقوم بها الإنسان..كما حثا على ضرورة إصلاح النوايا، مستشهدين بقول أحد العلماء "رب عمل صغير تكبّره النية ورب عمل كبير تصغره النية". الشيخ أحمد البوعينين: الإرادة تفعل المستحيل.. ورمضان شهر التغيير الدوحة - الراية: تحدث الشيخ أحمد البوعينين عن الإرادة وأهميتها، مبيناً أن قوة الإرادة تفعل المستحيل، مستحضراً قصة إسلام سيدنا عمر بن الخطاب، قائلاً إنها قصة كلها إرادة، فقد خرج عمر بن الخطاب حاملاً سيفه واتجه إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاصداً قتله وفي الطريق سأله أحدهم إلى أين يا عمر؟ فقال له: ذاهب لكي أقتل محمداً. فقال له الرجل: من باب أولى أن تقتل فاطمة بنت الخطاب التي اتبعته هي وزوجها. وأضاف الشيخ البوعينين: قام عمر بتغيير مساره واتجه إلى منزل شقيقته وما إن فتحت له الباب حتى ضربها بيده ضربة قوية أدمت وجهها وضرب زوجها فلما أراد أن يأخذ الصحيفة التي كانت تقرأ منها القرآن رفضت وقالت له اذهب فتوضأ أولاً. وعندما أخذ عمر بن الخطاب الصحيفة وقرأ قوله تعالى "طه ، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى، إلا تذكرة لمن يخشى، تنزيلاً ممن خلق الأرض والسماوات العلا، الرحمن على العرش استوى، له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى،" قال عمر: هذا ليس بقول بشر.. فتغير حاله من النقيض إلى نقيضه وقال: دلوني على محمد، فذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأعلن إسلامه بين يديه وهذا دليل على الإرادة القوية لدى عمر بن الخطاب. وضرب خطيب مسجد صهيب الرومي مثالاً آخر على قوة الإرادة فأشار إلى أن رجلاً هندياً يسكن في منطقة يفصل بينها وبين مناطق العمران جبل وفي أحد الأيام أصيبت ابنته بمرض فطلب لها الإسعاف، ولكي يصل الإسعاف إليها يجب أن تقطع مسافة تصل إلى نحو 70 كيلو متراً بسبب وجود هذا الجبل وعندما وصلت سيارة الإسعاف كانت ابنته قد فارقت الحياة، فقرر الرجل أن يصنع طريقاً في الجبل حتى إذا أصيب أحد أبناء قريته بما تعرضت له ابنته يجد من يسعفه بسرعة وظل مدة 25 عاماً وهو يحفر في الجبل حتى يصنع ذلك الممر. وتعجب الشيخ البوعينين من بعض الشباب الذين يحصلون على الشهادة الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية ثم يتوقف عن الدراسة بسبب عدم وجود إرادة لديه لاستكمال تعليمه، كما يتوقفون عن التدخين في نهار رمضان بسبب قوة الإرادة غير أنهم يعودون إليه في المساء عندما يفقدون هذه الإرادة. وقال إن رمضان يجب أن يكون فرصة لنا لتغيير سلوكياتنا وبدلاً من أن تكون قوة الإرادة لمدة 15 ساعة هي فترة ساعات الصيام تكون أكثر من ذلك. وذكر قصة شيخين أحدهما عمره 70 عاماً والآخر أكبر منه بعد أعوام وقد تنافسا فيما بينهما على تحقيق الحديث الشريف:"من صلى لله أربعين يومًا في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق". وأشار إلى أن أحدهما تعثر بعد مرور 20 يوماً فقط حيث فاتته تكبيرات الإحرام في إحدى المرات فكان عليه أن يبدأ من جديد ففعل وتمكن من إدراك تكبيرة الإحرام لمدة 40 يوماً. وأضاف: لقد تمكن هذا الشيخ الكبير من تحقيق تلك البراءة "البراءة من النار، والبراءة من النفاق"، بينما عندنا الشباب عندما يذهبون لأداء صلاة التراويح يبحثون عن المسجد الذي تنتهي فيه الصلاة بسرعة. الدكتور سليمان الجبيلان: قطر تطورت بفضل قوة إرادة قيادتها الرشيدة تحدث د.سليمان الجبيلان في البداية عن شهر رمضان قائلاً إنه شهر عظيم القدر والمكانة وهو نعمة كبيرة امتن بها المولى عز وجل على عباده المؤمنين، بما أعده لهم سبحانه وتعالى فيه من ثواب، مستشهداً بالحديث الذي رواه طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ َأنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِيٍّ وَهُوَ حَيٌّ مِنْ قُضَاعَةَ، قُتِلَ أَحَدُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأخِّرَ الآخَرُ بَعْدَ الْمَقْتُولِ سَنَةً ثُمَّ مَاتَ، قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ الْجَنَّةَ فِي الْمَنَامِ، فَرَأَيْتُ الآخَرَ مِنَ الرَّجُلَيْنِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الأَوَّلِ، فَأَصْبَحْتُ فَحَدَّثْتُ النَّاسَ بِذَلِكَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:"أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ، وَصَلَّى بَعْدَهُ سَنَةً، سِتَّةَ آلافِ رَكْعَةٍ وَكَذَا وَكَذَا رَكْعَةً ؟". وأضاف أن الإنسان إذا أمد الله في عمره سنة فليحمده سبحانه على أن أدرك رمضان لينال هذا القدر العظيم من الثواب. كما تحدث د.الجبيلان عن الإرادة قائلاً إنها هي مناط التكليف الشرعي، والذي ليست لديه إرادة ليس له تكليف شرعي، ومثال ذلك المجنون فهو إنسان لا إرادة له لذلك لم يكلفه الشرع، وكذلك الشخص النائم ليست له إرادة لذلك فهو لا يحاسب على ما يرى في منامه والصائم الذي يأكل ناسياً أيضاً لأنه لم يأكل عن إرادة. وشدد على أن الإرادة شأنها عظيم في الشريعة الإسلامية وأن الأعمال بالنيات وأن لكل امرئ ما نوى، موضحاً أن الكثير من الناس يعملون الأعمال دون أن يستحضروا لها النية فيفقدوا ثوابها. وأكد د.سليمان الجبيلان أنه لا جزاء بدون سعي، حيث قال الله تعالى:"وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا"، مشيراً إلى أن معنى كلمة "مؤمن" التي وردت في الآية الكريمة هو التصديق، موضحاً أنه لو أن رجلاً يعمل في شركة ما وهو يعلم أنه لن يأخذ راتباً في نهاية الشهر فإنه بكل تأكيد لن يذهب إلى هذا العمل وأن الإنسان لو كان لديه إيمان حقيقي بالثواب العظيم الذي أعده المولى عز وجل لعباده المؤمنين فإنه بكل تأكيد سيعمل من أجل الحصول على ما أعده الله عز وجل له من ثواب. ودعا د.الجبيلان إلى أن يعمل المسلم من أجل تقوية إرادته ضارباً المثل بخالد بن الوليد رضي الله عنه عندما أرسل رسالة إلى كسرى وقال: أسلم تسلم وإلا جئتك برجال يحبون الموت كما تحبون أنتم الحياة. فلما قرأ كسرى الرسالة أرسل إلى ملك الصين يطلب المدد والنجدة.. فرد عليه ملك الصين قائلاً: "يا كسرى، لاقوة لي بقوم لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها". وذكر مثالاً آخر على قوة الإرادة فأشار إلى أن سيدة أمريكية عمرها 65 عاماً قررت أن تتسلق الجبال ففعلت وحصلت على المركز الأول في إحدى مسابقات تسلق الجبال وأبدى الجبيلان تعجبه من سلوكيات بعض شبابنا المسلم الذي يخشى السير لمجرد بضع خطوات للذهاب إلى المسجد بدعوى أنه يخشى من الإصابة بنوبة برد بسبب أجهزة التكييف في المسجد. وأشار إلى أن قطر قبل نحو 20 عاماً مضت لم تكن بهذا المستوى من التطور ولكنها بفضل قوة الإرادة لدى قيادتها الرشيدة وشعبها استطاعت أن تصل إلى ما وصلت إليه في الوقت الحالي من تقدم.. كما ذكر مثالاً آخر على قوة الإرادة فأشار إلى أن سيدة بدوية من السعودية عمرها 85 عاماً لا تقرأ ولا تكتب حفظت القرآن الكريم خلال عام واحد من خلال سماعه عبر جهاز التسجيل الذي كانت تصطحبه معها بصفة دائمة وهي ترعى الغنم في البادية. وأكد أن العلماء قالوا إنه رب عمل صغير تكبره النية ورب عمل كبير تصغره النية، ناصحاً بضرورة استحضارها في كل الأعمال.

مشاركة :