أبلغ "الاقتصادية" مسؤولون في شركات ألبان محلية، أن ثبات أسعار الحليب المجفف المستورد عند 2800 دولار للطن، مقابل وفرة في الإنتاج العالمي، دفع شركات الألبان المحلية إلى طرح منتجاتها بأسعار تنافسية خلال رمضان. وأرجعوا الوفرة في الإنتاج العالمي من الحليب المجفف، إلى توقف روسيا عن استيراده من دول الاتحاد الأوروبي بسبب الحظر الاقتصادي المفروض عليها، مشيرين إلى أن الصين التي تعتبر أكبر مستورد للحليب المجفف حققت خلال هذا العام اكتفاء ذاتيا من الحليب المجفف، ما أوجد استقرارا في الأسعار عالميا في حدود 2800 دولار للطن، بعد أن وصلت خلال العامين الماضين إلى قرابة 5300 دولار للطن. وذكروا، أن السوق المحلية وبقية أسواق المنطقة استفادت من استقرار الأسعار، سواء من حيث وفرة المعروض أو ثبات الأسعار، ما دفعها لزيادة طاقتها الإنتاجية وبالتالي تغطية الاستهلاك في تلك الدول والتي من بينها السعودية. وأضافوا، أنه حتى وقت قريب كانت شركات الألبان تطالب بدعم وإلغاء الرسوم الجمركية على الحليب المستورد وتوفير مدخلات الإنتاج بأسعار تشجيعية، بعد أن وصلت أسعار الحليب المستورد في البورصات العالمية إلى حدود 6000 دولار للطن، ما جعل من الصعوبة الاستمرار في الإنتاج والبيع وفق الأسعار الحالية، لذا جاءت تلك المطالبات من شركات الألبان. واستدركوا أنه بعد انخفاض الأسعار في الوقت الراهن، أصبح هناك تنافس بين الشركات المحلية لطرح منتجاتها بأسعار تنافسية خاصة خلال رمضان الحالي. من ناحيته، قال لـ"الاقتصادية" فادي علوية؛ مدير المبيعات في إحدى شركات الألبان، إن هناك وفرة من الحليب المجفف في الدول الأوروبية، بعد أن اتجهت روسيا بسبب الحظر المفروض عليها إلى الأرجنتين والبرازيل لاستيراد حاجتها من الحليب المجفف، كما أن الصين قللت الكميات التي كانت تستوردها من نيوزيلندا، ما أدى إلى حدوث زيادة في المعروض، خاصة أن الدول الخليجية، خاصة السعودية تستورد حاجتها من الحليب المجفف من أوروبا ونيوزيلندا بشكل خاص. وأوضح علوية، أن البلغاريين اضطروا إلى التخلص من منتجاتهم الزائدة من الحليب في الشوارع احتجاجا على تدني الأسعار، بعد أن أوقفت روسيا الاستيراد من دول الاتحاد الأوروبي التي أصبحت تعاني كسادا في منتجات الألبان. وبين، أن استقرار الحليب المجفف ما بين 2600 و2800 دولار، انعكس على الأسعار محليا، حيث أصبح يباع كيس الحليب المجفف بين 260 و280 ريالا للكيس زنة 25 كيلو. فيما اعتبر أن هذه الأسعار ثابتة في الوقت الحالي، ما دفع الشركات المحلية لتقديم عروض تسويقية خاصة لمنتجاتها من الزبادي واللبن، نتيجة ارتفاع معدلات استهلاكهما خلال رمضان، والتي يرتفع الطلب عليهما بنسب تصل إلى 20 في المائة، لافتا إلى أن هذه الزيادة في الاستهلاك تأتي غالبا من مناطق كالرياض، ومكة المكرمة وجدة. من جانبه، توقع نصرالدين الطيب؛ مسؤول مبيعات في إحدى شركات الألبان، تحقيق نمو في مبيعات شركات الألبان، مستدركا أنه من الصعب حاليا تحديد نسبة هذا النمو، إلا بعد انتهاء شهر رمضان.أضاف لـ"الاقتصادية"، أن شركات الألبان ستحقق هامش ربح جيدا، مستفيدة من ثبات الأسعار عالميا وزيادة الاستهلاك محليا خلال رمضان، الأمر الذي دفع البعض للتنافس على الحصص في السوق، من خلال طرح عروض تسويقية مشجعة أمام المستهلكين. وأوضح الطيب، أن شركات الألبان تعمل على تعدد منتجاتها، بهدف تنويع مصادر دخلها، مبيناً أنها تقوم بتصنيع الحليب المبستر واللبن واللبنة والزبادي والقشدة والزبدة والكريم والآيس كريم ومنتجات الألبان الأخرى، لافتاً إلى أنه يتم التركيز أكثر على زيادة إنتاجها من اللبن والزبادي خلال رمضان.
مشاركة :