«فواز نشار»: الاقتصاد الرقمي اقتصاد مسؤول بيئيًا واجتماعيًاالاقتصاد الرقمي سريع الوقع ومؤتمت والأخطاء فيه محدودةلا مكان في المستقبل إلا لمن يفكر بالرقمنة الاقتصاد الرقمي قائم على الاستثمار في العقول والعبرة فيه بالنتائج ليس العلم وحده هو ما يستوجب تغيرات جذرية حتى يتطور، كما كان يحلل Thomas Kuhn في كتابه “بنية الثورات العلمية” the structure of scientific revolutions، ولكن العالم برمته يخضع لهذه الأحداث الجذرية كي يتطور، بمعنى أن التطور الذي يحدث ليس تراكميًا، وإنما هو يحدث وفق نقلات في النموذج السائد ذاته “Paradigm”، وموضوع الاقتصاد الرقمي واحد من هذه النقلات التي باتت مطروحة أمامنا، بل صرنا مجبرين على مواكبتها والسير في ركابها. إذًا، فالمستقبل الرقمي والأتمتة هو البديل العملي الوحيد، على ما يبدو، المطروح أمامنا، فكل مستقبل بني البشر مرتبط بهذا النمط الاقتصادي الجديد. وبخصوص هيمنة الآلة على العالم، فثمة وجهات نظر متباينة ومتعارضة، فالبعض يرى أن العصر القادم هو عصر صمت الإنسان وحديث الآلات، وأن هذا الإنسان لن يعدو كونه كائنًا زائدًا على الوجود، فيما يذهب آخرون إلى أن الإنسان سيزدهر في “الحقبة الرقمية” القادمة؛ إذ سيتم توظيف طاقاته وقدراته التوظيف الأمثل، كما سيكون عماد هذه الرقمنة هو الاستثمار في العقول قبل الاستثمار في الأنظمة الرقمية والآلات. اقرأ أيضًا: شابان سعوديان يقترحان التسوق بالدرونزنمط اقتصادي جديد وفي هذا السياق، أشار فواز محمد علي نشار؛ مدير عام قطاع تطوير الأعمال بغرفة مكة المكرمة خبير التحول الرقمي وتغيير النمط التشغيلي، في تصريحات خاصة لموقع “رواد الأعمال” إلى أن هناك اقتصادات عديدة، سوى أن الاقتصاد الرقمي مختلف عن كل هذه الأنماط الاقتصادية المعروفة لدينًا سلفًا، لافتًا إلى أنه إذا كان الاقتصاد التقليدي يتميز بالتدخل الكثيف للعنصر البشري، وبكثرة الأخطاء، وبدورات العمل الطويلة، فإن الاقتصاد الرقمي على العكس من ذلك تمامًا. وأضاف أن الاقتصاد الرقمي اقتصاد سريع الوقع، مؤتمت، الأخطاء فيه قليلة؛ فاعتماده على الآلات يأتي بشكل أساسي. ورأى مدير عام قطاع تطوير الأعمال بغرفة مكة المكرمة أن الاقتصاد الرقمي ينطوي على ميزة من نوع خاص، وهي تلك المتعلقة بالربط السريع بين أصحاب المصلحة، وموردي الخدمات والمزودين؛ إذ أمست العلاقة بين هذه الأطراف تحكمها وسائط مرقمنة وهو الأمر الذي اختصر دورة طويلة، ووفّر وقتًا طويلًا. اقرأ أيضًا: المدن الذكية.. حين يصمت الإنسان وتتحدث الآلة!«صانع القرار الآلي» وذهب إلى أن هذا النمط الجديد من الاقتصاد ادخر الكثير من الجهد، كما سرّع من دورة العمل وحركته، فكل شيء، في هذا الاقتصاد، يتم عبر كبسة زر، ومن ثم لا مجال هنا للتسويف أو المماطلة، أو حتى الإجراءات الروتينية العقيمة. واعتبر أن ما أسماه «صانع القرار الآلي»، وهو كل ما ينتج من أفعال Actions بناءً على نظام أُعد سلفًا هو المسؤول عن تسريع حركة العمل، وجعلها دائمة بشكل لا ينقطع؛ فبينما نكون نائمين تستمر الآلات في العمل، وتؤدي خدمات محددة، وتقوم بكل ما بُرمجت وفقًا له.فواز النشار ونفى «نشار» أن يكون الاقتصاد الرقمي يمثّل تهديدًا للإنسان عبر إحلال الآلات محله، مؤكدًا أن العمل موجود وسيظل موجودًا، ولكن كل ما هنالك أنه ستظهر وظائف جديدة، فيما ستتطور الوظائف القديمة نفسها. اقرأ أيضًا: طرق قياس الابتكار.. كيف تدوم الشركات؟الاستثمار في العقول ولفت إلى هذا الاقتصاد الرقمي قائم، في الأساس، على الاستثمار في العقول، والاستثمار في البشر؛ فالعبرة النهائية في هذا النمط الاقتصادي هي الكفاءة والنتائج النهائية، موضحًا أنه من الواجب توافر البنية التحتية الممكّنة لهذه النقلة الرقمية، فهذا هو الشرط السابق والضروري على هذا النوع من الاقتصاد. وأفاد مدير عام قطاع تطوير الأعمال بغرفة مكة المكرمة بأنه لا مكان في العالم لمن لم يفكر بالرقمنة، لمن لم يتبن هذا النهج، فالعالم يتحول وعلينا أن نلحق بالركب. اقرأ أيضًا: ما لا تعرفه عن الإبداع.. أساطير يجب التخلص منها وذهب «نشار» إلى أن الاقتصاد الرقمي اقتصاد مسؤول اجتماعيًا وبيئيًا؛ فمن جهة، هو يعمل على إعادة تنظيم المجتمع من جديد، وتوفير سبل عيش أفضل لأفراده، ومن جهة أخرى، يساعد في الحفاظ على البيئة، وقطع الطريق على الكثير من الممارسات التي من شأنها الإضرار بالبيئة أو السطو على الموارد الطبيعية الموجودة على ظهر هذا الكوكب. اقرأ أيضًا: مستقبل العمل عن بعد وأثره في أداء الموظفين «العمري»: الأزمات فرص رائعة للمستثمرين الأذكياء معتز حجاج: التحول الرقمي فرصة لتطوير آليات العمل وتحسين تجربة المستخدم
مشاركة :