ورد في القرآن الكريم بعض الأطعمة والأشربة التي تحمل قيمة غذائية عالية، أو لها فوائد دوائية واستخدامات حياتية مهمة، وكذلك أوضحتها السنة النبوية المطهرة، ومن ذلك التمر الذي يقوي بصيلات الشعر ويقلل تساقطه، ويؤخر ظهور علامات التقدم في السن، كالتجاعيد، ويقلل نسبة الإصابة بالسكتات الدماغية، ويعالج فقدان الشهية، ويعد من المدرات الطبيعية للبول، ويعالج التهاب الأغشية المخاطية، ويحسن مرونة الجلد ويمنحه نضارة عالية. ولم يذكر الله تعالى شجرة كما ذكر النخل، فقد ورد ذكره في عشرين موضعاً في القرآن، وبعض الآيات ذكرته بصفاته. قال تعالى: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً)، «سورة مريم: الآية 25»، وقال: (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ)، «سورة ق: الآية 10»، وقال سبحانه: (وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ)، «سورة الشعراء: الآية 148». ويعد التمر أهم الأطعمة التي يفضلها الصائم، فهو أول ما يتناوله عند الإفطار، ولا تكاد تخلو منه مائدة في رمضان، ويعتبر غذاءً متكاملاً للإنسان منذ القدم. وعن قيمته الغذائية وفوائده تقول الدكتورة زينب بكري، العميد السابق للمعهد القومي للتغذية بالقاهرة: إن التمر غني بالعديد من الفيتامينات والأحماض والمعادن وغيرها، مما يجعله غذاء مفيداً جداً خاصة للصائم، فيمد الجسم بالسكر الفركتوز الذي ينشط الدورة الدموية ويحسن النشاط الذهني وينبه الجهاز الهضمي خلال دقائق، ويستطيع الصائم بعدها أداء الصلاة ويتخلص من حالة الإعياء أو الهبوط التي كان عليها قبل المغرب. وتضيف: التمر بكل أنواعه مفيد، وهو غني بالحديد، مما يجعل منه أساساً لزيادة معدل الهيموجلوبين في الدم، والوقاية من الإصابة بالأنيميا، ومن أقوى مضادات الأكسدة، ويقاوم الشوارد المسببة للسرطان، ويحتوي على الفلور الذي يقي من تسوس الأسنان، ويخلص الجسم من السموم ولذلك يفيد الكبد ويحسن وظائفه. وأوضحت أن التمر يحتوي على مجموعة من الفيتامينات الأساسية، وعلى رأسها «ج»، الذي يقوى الجهاز المناعي، ويقاوم الالتهابات والحساسية والعدوى الفيروسية والجرثومية، والبكتيرية، وهو غني بالبوتاسيوم مما يؤدي لخفض ضغط الدم، وبالكالسيوم الذي يقوي العظام. وقالت: إن التمر مفيد لصحة الحوامل، ويسهل الولادة الطبيعية، ويخفف آلام المخاض، لاحتوائه على مادة قابضة للرحم، تسهل الولادة وتقلل النزيف بعد الولادة.