لماذا فقدنا القدرة على الإنتماء الى الإنسانية ؟؟ رغم إنّنا نرى ونتكلم إلا إنّنا عجزنا عن فهم بعضنا للبعض الآخر ….. رغم إننا نمتلك عينان نرى بهما …. الا إنَّ بصيرتنا عمياء عن النظر إلى حقيقة الامور ….. رغم إننا نمتلك ألسن غير إننا لا ننطق كلمة الصدق ولا نلفظ الكلمة الطيبة ، أو نتكلم ونحاور دون تجريح أو إساءة ونجعل أجواء الإحترام والمحبة هي السائدة رغم إننا نقول نحن مؤمنون إلا إننا لا نؤمن إلا بما نريد ونشتهي ونتهم الآخرين ونظن بهم السوء .. فأين نحن من الإنسانية ؟! كلمة واحدة تحمل معاني كثيرة خاطبنا الله عز وجل بها وقال أيها الإنسان وليتنا فهمنا معناها وأتصفنا بصفاتها وعرفنا حكمة الخالق حين خلق لنا العقل لنفكر به والقلب لينير بصيرتنا فيجتمع الإثنان ليجعل منا أشخاصاً يتصفون بالرحمة والعطف ، تحركنا إنسانيتنا لا أهواءنا لنكون عناصر فَعّالة في المجتمع ونقدم له كل ما يفيده ويفيد الآخرين .. فلماذا وجدنا أنفسنا نعيش في دوامة الصراعات والحروب التي لا تنتهي ..ظلم ، اضطهاد ، سوء ظن ، حقد ، كُره .. هذا يُكفّر هذا ، وهذا ينتقد ذاك ، وذاك يتهم أخيه الإنسان بما ليس فيه ويأكل لحمه ميتاً ، وهناك من يعيش في ظلام يجلس أسيراً لنفسه الأمارة بالسوء يحترق بنار الغيرة والحسد يرسم الخطط لإسقاط غيره بمجرد أنه رآه ناجحاً محاولاً هدمه .. لماذا كل هذا ؟ ولأجل ماذا ؟ المال ، المُلك؟ الشهرة ؟ متى نفهم إن كل هذا زائل وكلنا راحلون ولم يبقى منا إلا الذكر الطيب الى متى نبني سعادتنا على تعاسة الغير ؟ والى متى نتبع قول نفسي ومن بعدي الطوفان ؟ هل استصعب علينا حتى أن نكون مثل بعض الحيوانات التي تساعد بعضها و قلوبهم تملأها الرحمة ؟ ولم نتعلم من قانون الغاب شيئاً سوى إن البقاء للأقوى وحين يجوع القوي يأكل الضعيف . لنصرخ بوجه الظلم ويقول كل منا أنا إنسان .. فيمد يدي الرحمة ويصافح قلب أخيه الإنسان بحبٍ ومودة فكفانا نزرع الشر ونحصد كثيراً من الدمار لأنفسنا المسكينة ولغيرنا ولمجتماعتنا الصغيرة وأوطاننا الكبيرة .. فلنجعل النهار يشرق بنور الإيمان .. ونفهم معنى التعايش بسلام ونقبل الآخر كما هو وكيفما كان.
مشاركة :