بعنوان قصص من اللوفر أبوظبي: القلم افتتح يوم أمس المعرض الذي نظمته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، في منارة السعديات في أبوظبي، وتوزعت المعروضات على جناح واحد، إذ تحتفل بالقلم كأداة لنقل المعرفة ورمز للكلمة المكتوبة، بما أنتجته من فلسفة وشعر ودراسات دينية، وتعود هذه القطع الفنية إلى حضارات وثقافات مختلفة وتتميز بتأثير الكلمة المخطوطة ضمنها. مخطوطات ضمت المعروضات مجموعة من المخطوطات المكتوبة، منها: صفحتان من القرآن الكريم بالخط الكوفي، تعودان إلى منطقة الشرق الأدنى أو شمال إفريقيا، خلال العصر العباسي (في أواخر القرن التاسع الميلادي)، وكتبت الصفحتان بالحبر وماء الذهب على برشمان، وتظهر فيهما آيات من سورة القلم، حيث جرى إبراز أحرف المد بالنقاط الحمراء، بينما حددت الفواصل بين الآيات بنقاط ذهبية على شكل مثلث، واستخدمت تقنية المشق في تشكيل الكلمات حيث تمد الحروف بشكل أفقي على برشمان مستطيل الشكل، وهو الأسلوب المميز الذي كان سائداً في ذلك العصر. كما ضم المعرض الذي يستمر إلى 25 من يوليو المقبل، صفحتين مصورتين من سيرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وجدتا في تركيا - إسطنبول، وتعودان إلى العصر العثماني (نحو 1004 هجرية). ونفذت الصفحتان بألوان الغواش والحبر وماء الذهب على ورق، وتشكل هاتان الصفحتان جزءاً من كتاب يسرد سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أعد بناء على طلب السلطان العثماني مراد الثالث لتعليم أبنائه، وتوثق الصفحتان من خلال الرسم حدثاً مهماً وقع خلال إحدى المعارك التي خاضها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مع قبائل مكة المكرمة، وكتب على الوجهين الآخرين للصفحتين أسماء الأشخاص الذين تظهر رسومهم في المشهد. وإلى جانب هذا عرضت مخطوطة باللغة الفرنسية من كتاب مختار الحكم ومحاسن الكلم، وجدت على الأغلب في فرنسا، وتعود إلى العام 1480 ميلادية، وذلك إلى جانب مجموعة مخطوطات أخرى تحاكي روحانية الشهر الكريم. مقتنيات تعد هذه المخطوطات جزءاً من مجموعة مقتنيات اللوفر أبوظبي، والتي أضافها أخيراً إلى مجموعاته السابقة، ومن أبرز القطع التي سيضمها المعرض، إحدى اللوحات المعروفة باسم صور من الفيوم نسبة إلى المكان الذي عثر عليها فيه بمصر، وتعد هذه الأيقونات الفنية أول فن تصويري واقعي لوجه الإنسان، ومثالاً للوحات الجنائزية المصرية التي كانت توضع على وجه المتوفى بعد تحنيط جسده لتتعرف الروح إلى جسد صاحبها. ومن المقرر أن يعرض القسم الثاني، من 28 يوليو ولغاية 30 أغسطس المقبلين، بعنوان قصص من اللوفر أبوظبي: صور خالدة، ومن أبرز القطع التي سيعرضها تمثال خشبي باسم أولي من إيرلندا الجديدة، إضافة إلى تمثال نحاسي مطلي بالذهب لـمايتريا من نيبال، وتمثال نصفي لـالشهيد سان بيير من إيطاليا. واقتنى متحف اللوفر أبوظبي هذه الأعمال في إطار استراتيجية المتحف لاقتناء مجموعة من أهم الأعمال الفنية، وفقاً لأعلى المعايير المتحفية. إنجاز فكري يضم المعرض مجموعة من المقتنيات الجديدة التي تحتفل بالإنجاز الفكري الذي يعتبر القلم وسيطه، وذلك من خلال مخطوطات تتميز بأهميتها الكبيرة، تاريخياً وعلمياً، كما أنها تعكس جانباً جمالياً تسنده وتقويه قيمتها الفكرية النوعية.
مشاركة :