فيما واصل مقاتلو المقاومة الشعبية صمودهم في وجه ميليشيات الانقلاب الحوثية، المدعومة بفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، في كثير من المواقع والمدن اليمنية، كشفت مصادر مطلعة أن قوى التمرد الحوثي قصفت بعض المناطق في مدينة عدن بقذائف عنقودية محرمة دوليا. وأشار ناشطون محليون إلى أنهم وثقوا عملية القصف، وحصلوا على بعض الأدلة ومخلفات القنابل، وسيقومون في خلال الأيام القليلة المقبلة بعمل ملف كامل وتسليمه للحكومة الشرعية، مدعما بشهادة شهود ميدانيين، لتقديمه إلى منظمات عدلية وحقوقية لإدانة الإرهابيين. وأكدت المقاومة الشعبية أن المتمردين قصفوا فجر أمس أحياء مدينة عدن، جنوب اليمن، بأسلحة عنقودية محرمة دوليا، وفق ما أفادت مصادر محلية أضافت أن قصف مناطق في المنصورة والشيخ عثمان، جرى بقنابل مضيئة تنطلق منها شظايا. ونشر ناشطون صورا على الإنترنت تظهر ما قالوا إنها لقطات توثق القصف الحوثي. ويأتي استخدام هذه الأسلحة من ميليشيات الإرهابيين، بعد ساعات على إحراز الثوار، تقدما ملحوظا في مختلف جبهات القتال. وكانت مصادر إعلامية قد نقلت عن قيادي في المقاومة الشعبية قوله إن الثوار تمكنوا من التقدم في منطقة دار سعد، وجولة الكراع على طريق عدن ـ لحج. وأضاف المصدر أن المقاومة استطاعت كذلك السيطرة على مفرق عمران ـ الوهط، غرب محافظة عدن، بعد معارك ضارية ضد قوات التمرد، سقط فيها عدد من القتلى والجرحى من الجانبين، وسط قصف لقوات التحالف العربي استهدف تجمعات حوثية في مناطق الاشتباكات، وأوقع الكثير من الخسائر في المعدات العسكرية والبشرية، بحسب الشهود. تقدم المقاومة وعلى صعيد المواجهات الميدانية التي تجري داخل مدينة عدن، تصدى الثوار لمحاولات التوسع التي يقوم بها المتمردون. وقالت مصادر ميدانية إن ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع شنت قصفا عشوائيا على الأحياء السكنية في مدينة عدن، مضيفة أن القصف الذي استخدمت فيه صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون استهدف أحياء عبدالقوي والبساتين، كما طال القصف مناطق بينها المنصورة والشيخ عثمان. كما وقعت اشتباكات عنيفة بين الحوثيين وأفراد المقاومة الشعبية الذين يحاولون التقدم نحو مواقع المتمردين ومحاصرتهم. وكان الثوار خاضوا أول من أمس معركة عنيفة حققوا خلالها التقدم على حساب قوى الإرهاب، حيث تمكنوا من السيطرة على مفرق عمران - الوهط غرب محافظة عدن، وسقط خلالها قتلى وجرحى للانقلابيين. وقال مصدر في المقاومة الشعبية إن الثوار تمكنوا أيضا من التقدم بمنطقتي دار سعد وجولة الكراع على طريق عدن لحج شمالي المدينة. أما في تعز، فقد لقي 11 متمردا حوثيا مصرعهم، وأصيب 15 آخرون في هجوم شنته المقاومة فجر أمس على مواقع الانقلابيين في منطقة البرج غرب تعز. وكان مسلحو الحوثي وقوات صالح قصفوا في وقت سابق مسجد الأشرفية في تعز، ودمروا أجزاء منه. وكان فريق إيطالي قد رمم المسجد المذكور قبل عدة أشهر، بإشراف من معهد "فينيو" للتراث. وكانت القوات المتمردة على الشرعية قد قصفت بالمدافع والصواريخ أحياء الروضة وعصيفرة وجبل جرة وكلابة في مدينة تعز، وتحدثت مصادر محلية عن إصابتين على الأقل بين السكان. وبث ناشطون يمنيون صورا تظهر النيران وهي تشتعل في مبنى بحي الروضة تعرض للقصف. وقد زاد الحوثيون وتيرة القصف العشوائي مع دخول شهر رمضان، وفقا لمصادر المقاومة. تطهير الضالع وعلى صعيد محافظة الضالع، جنوب اليمن، التي تمكنت من طرد المتمردين من داخل عاصمتها الشهر الماضي، فقد قتل مدنيان وأصيب 15 آخرون، بينهم نساء وأطفال في قصف للحوثيين على مناطق سكنية بالمحافظة. وأشارت مصادر إلى أن القصف العشوائي شمل مناطق خوبر، ولكمة صلاح، والعقلة، بصواريخ الكاتيوشا. كما تصدت المقاومة لمحاولة تسلل للإرهابيين عن طريق جبهات العقلة ولكمة شعوب وريشان، حيث اندلعت مواجهات بين الطرفين أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 25 انقلابيا، بينهم قائد عسكري، بحسب مصادر طبية. وكان محافظ الضالع، فضل حسن الجعدي، قد قال إن المتمردين يعيشون لحظاتهم الأخيرة، مشيراً إلى أنه سيتم إعلان تطهير المحافظة تماما من الإرهابيين، وأن المحافظة تتوقع انتفاضة شعبية عارمة بمنطقة قعطبة، تم بموجبها تشكيل مقاومة جديدة من أبناء الشمال ضد عصابات وميليشيا الحوثي المنقلبة على الشرعية في البلاد. وتابع بالقول إن بقية المناطق في مديرية قعطبة تعد العدة للقيام بانتفاضة لدحر هذه الميليشيات المغتصبة للسلطة بقوة السلاح. وأضاف أن منطقة سناح سيتم قريبا تطهيرها هي الأخرى، من المتمردين الذين فقدوا مراكز مهمة في المنطقة، وتكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وأشار إلى أن الوضع الإنساني بمدينة الضالع صعب للغاية حيث وصلت كميات قليلة من الإغاثة الإنسانية أرسلتها المنظمات الدولية، لكنها لا تفي بحاجات الناس. وأضاف "نقوم حاليا بإعادة ترتيب أوضاع اللواء 33 مدرع بقيادة اللواء علي مقبل صالح من جديد. وفي مديرية أرحب، شمالي صنعاء، أكدت مصادر خاصة أن مقاتلي المقاومة الشعبية نفذوا هجوما على نقطة لميليشيا الحوثي. وأضاف المصدر أن الهجوم استهدف نقطة بالقرب من قرية يحيص، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى وسط الانقلابيين. غنائم الثوار وفي إقليم آزال الذي يضم العاصمة صنعاء، قال مقاتلو المقاومة الشعبية إن مسلحيها نفذوا هجمات ضد تجمعات للإرهابيين في الحيمة وبني مطر، غرب صنعاء. وفي محافظة البيضاء، وسط اليمن، قتل ثلاثة من مسلحي الحوثي بانفجار عبوة ناسفة فجر أمس. كما سقط قتلى وجرحى في كمين نصبته المقاومة الشعبية لدورية للانقلابيين في لودر بمحافظة أبين جنوبي البلاد. أما على صعيد محافظة مأرب، شرق صنعاء، فقد سقط 28 متمردا في هجوم شنته المقاومة الشعبية بمنطقة مجزر، بينما أصيب ثلاثة من أفرد المقاومة بجروح. وأحرق الثوار دبابة تابعة للمتمردين، وغنموا اثنتين، واستولوا على عربة عسكرية أثناء محاولة الانقلابيين التقدم باتجاه مناطق تابعة للمقاومة. وفي محافظة إب، وسط اليمن، أكد سكان محليون سقوط قتلى وجرحى من المتمردين في وقت مبكر صباح أمس، إثر انفجار سيارة مفخخة استهدفت تجمعا لهم في منطقة الدائري. وأشارت مصادر إلى أن سيارات الإسعاف هرعت إلى مكان الانفجار، في الوقت الذي أغلق فيه الحوثيون الشوارع المؤدية لموقع الحادث منعا لاقتراب المواطنين. كما أشارت مصادر وسط المقاومة الشعبية إلى أن 11 من مسلحي الحوثي قتلوا، وأصيب 19 آخرون في هجوم شنته المقاومة، على نقطة تفتيش تابعة لهم، في محافظة تعز، وسط البلاد. وأضافت المصادر أن ثوار المقاومة الشعبية هاجموا نقطة تفتيش تابعة للإرهابيين في منطقة البرح، غربي تعز. وأضاف المصدر نفسه أن المهاجمين انسحبوا بعد تنفيذهم العملية دون أن يصاب أحدهم. وفي مديرية لودر، شهدت مدينة العين صباح أمس اشتباكات عنيفة بين المقاومة الجنوبية المتمركزة في جبل عكد وميليشيا الحوثي الموجودة في أطراف المدينة، حيث استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة، الثقيلة والخفيفة والمتوسطة، واستمرت حتى ظهر أمس. وبحسب المصادر فإن المقاومة الجنوبية استهدفت تجمعات الحوثيين وأماكن إطلاق النار التي يتركز فيها الانقلابيون، وحققت أهدافا كبيرة. هذا وردت مليشيا الحوثي على هذا القصف بعشوائية وقامت بقصف مدينة العين بصورة عبثية وعشوائية ترتب عليها مقتل أحد الأطفال وإصابة آخرين بجراح. .. ويمنع سفن الإغاثة من دخول الميناء في تعنت جديد، أقدمت قوات المتمردين الحوثيين على منع سفينة محملة بالمساعدات التابعة لبرنامج الأغذية العالمي، من الرسو في ميناء عدن، وتوجيه مسارها إلى ميناء الحديدة. وقال نائب محافظ عدن نايف البكري إن السفينة التي كانت محملة بالدقيق تم تغيير مسارها بالقوة لترسو في الحديدة التي يسيطر المتمردون الحوثيون على مرفأها. وأكد البكري أن ميليشيا الحوثي وصالح: "يريدون حرمان سكان عدن الذين يقاومون وجودهم من هذه المساعدات". وكانت قوات المتمردين الحوثيين وفلول صالح قد فرضت حصارا متواصلا على كل مداخل مدينتي عدن وتعز، ومنعت دخول أي مواد إغاثية لهما، كما لم تستفد المدينتان من فترة الهدنة التي استمرت خمسة أيام، بعد أن أقرتها المملكة والتزمت بها قوات التحالف، مقابل انتهاكات متكررة من جانب الحوثيين. وتهدف قوى التمرد من حصارها للمدينتين إلى إرغام أهلهما على الاستسلام. كما أقدمت ميليشيات التمرد في وقت سابق على قصف سفينة إغاثة كانت تحمل مئات الأطنان من المواد الإغاثية والطبية ومشتقات البترول، كانت في طريقها للرسو في ميناء عدن، لكن القصف العنيف أرغمها على التراجع والعودة من جديد إلى جيبوتي. ومع أن الحوثيين حاولوا إنكار مسؤوليتهم عن قصف السفينة، إلا أن مسؤولين محليين أكدوا أن المتمردين الحوثيين الذين يوجدون في بعض أحياء عدن، هم الذين أطلقوا النار باتجاه السفينة لمنعها من الرسو في الميناء الخاضع لسيطرة مقاتلين موالين للشرعية. وقال البكري "الحوثيون أطلقوا قذائف مدفعية باتجاه السفينة التي استأجرتها الأمم المتحدة، وكانت محملة بآلاف الأطنان من الأغذية، من دون أن يصيبوها، وذلك بينما كانت على بعد ميل بحري من ميناء عدن". وأضاف أن السفينة اضطرت إلى العودة أدراجها. وأضاف أن السفينة أبحرت من جيبوتي، البلد الذي تستخدمه الأمم المتحدة مركزا لتلقي المساعدات الإنسانية وإعادة إرسالها إلى اليمن. وأكد مسؤول في ميناء عدن واقعة تعرض السفينة للقصف. وقال إن قصف الحوثيين أجبر السفينة على العودة بينما كانت تقترب من الميناء، متهما الحوثيين بفرض حصار غذائي على المناطق الخاضعة للمقاومة الشعبية في عدن"، في إشارة إلى قوات المقاومة الشعبية.
مشاركة :