الدكتور جورج شاكر يكتب: نداء للأثرياء

  • 4/26/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يمر العالم كله فى هذه الأيام بأزمة كورونا، هذا الفيروس اللعين الذى أصاب الدنيا كلها بصورة بشعة غير مسبوقة، وجعل البشرية كلها تضع يدها على قلبها في خوف وهلع، وقامت الدول والحكومات بالتصدى له، والحق يقال أن ما قامت به مصر في مواجهة هذا الخطر غير المرئى يفوق الخيال، وصار مضرب الأمثال. نعم. تحية تقدير وامتنان لسيادة الرئيس السيسى الذى يضع صحة وسلامة المواطن المصرى فى مقدمة اهتماماته وأولوياته. ووقفة احترام وإكرام لقواتنا المسلحة، وشرطتنا الوطنية، وجيشنا الأبيض، ووسائل إعلامنا المقروءة والمسموعة والمرئية، وكل الأجهزة المعنية في حكومتنا التى تسابق الزمن في محاربة هذا الوباء. ولا شك بأنه خلال هذه الأزمة ظهرت بيننا بعض الفئات التى تحتاج إلى المساعدة والمساندة المادية إلى جانب الاحتياج الصارخ إلى أدوية وأجهزة وأدوات ومستلزمات طبية لمكافحة هذا الوباء وأضحى لازماً بل واجباً أن نتكاتف جميعاً بروح الفريق الواحد ونتصدى لهذا الخطر الرهيب. لذا حان الوقت الذى فيه يجب أن يمد الأثرياء والمؤسسات والهيئات والمنظمات والبنوك والمصانع والشركات يد العون للفقراء في هذه المرحلة الإستثنائية العصيبة. والحقيقة التى لا يشوبها أدنى شك أن العطاء سر السعادة، والإنسان السوى الإيجابى هو الذى يقيس درجة سعادته بمقدار ما يسعد الآخرين، فى الوجه المقابل مَنْ يريد أن يأخذ دون أن يعطى يكون أشبه بالمستنقع الراكض الذى بلا فائدة، أو كالبحر الميت الذى يستقبل ولا يرسل ... أما النهر العذب فهو الذى يأخذ ويعطى فيظل دائماً عذباً ونافعاً ومفيداً. نعم! يصنع الإنسان الثروة، ولكن الثروة لا تصنع الإنسان..فقيمة الإنسان الحقيقة ليست من أمواله وممتلكاته، وإنما قيمته في عطائه وخدماته. والحقيقة الواضحة كالشمس والراسخة كالجبال... أنه لو عاش الغنى في قصر، وقضى الفقير عمره في أسر، فالدنيا لهذا وذاك ليست أكثر من أنها ممر، وليس فيها لأحد مقر، والفقير والغني ليس لهما من الموت مفر. وفي هذا السياق من الطريف عزيزى القارئ أن أذكر لك أن أحد الفلاسفة في يوم من الأيام رأى صورة لرجل فقير وضع يده على بطنه لأنه كان يتضور جوعاَ، وصورة أخرى لرجل غني وضع يده على بطنه لأنه يتوجع من عسر الهضم، فعلق على الصورتين قائلا: لو أعطى الغني بعضاَ من طعامه للفقير، لشبع الإثنين، وما أصاب الأول فقر دم، وما نال الثاني قسطا من الذم. والحقيقة التي يجب أن نرفع من أجلها أكف الضراعة بالشكر والامتنان إلي الله من أجل الأثرياء في مصرنا الغالية، فهناك الكثير منهم عندما أحسوا بهذه المشكلة وهذه الضائقة تسابقوا عن طيب خاطر ومدوا أياديهم بالعون للمحتاجين والمهمشين والمعوزين والمتضايقين بروح التراحم والتكافل للعبور من هذه الأزمة التي تمر بها بلادنا بل والعالم أجمع، وندائي هنا لجميع الأثرياء أن يقدموا الدعم والمساندة لمَنْ هم في إحتياج في هذه الأيام.و ما أجمل أن نغلف عطايانا بالمحبة الحقيقية، فقيمة عطايانا تزداد وتتضاعف قيمتها بمقدار المحبة الموجودة فيها. وقبل هذا وذاك لا يمكن أن ننسى الحقيقة الخالدة وهى أن ما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاَ، فمَنْ يزرع الخير للغير.. سيأتى الوقت الذى فيه سيحصد الخير الوفير.

مشاركة :