واجه الأطباء السوفييت عام 1933، انتشار مرض غامض بمعدل وفيات مرتفع جدا في جبال الأورال في روسيا. أعراض المرض في بداياته، كانت تذكر بالتهاب اللوزتين، لكنه كان يتسبب في تقيح شديد في اللوزتين مع ارتفاع درجة الحرارة ومن ثم تلف الأنسجة ونزيف دموي من الفم والأنف ولاحقا إلى الوفاة بعد مرور عدة أيام. انتشر المرض في أكثر من 100 منطقة سكنية، وتم فرض الحجر الصحي بمساعدة قوات الأمن، لكن  مات بسبب المرض أكثر من نصف المصابين لم يكن هناك علاج محدد ولم يتضح حتى نوع المرض. في البداية، أكدت مجموعة من كبار الأطباء، أنه لا يوجد أي وباء وأن المرضى يسببه نقص الفيتامين سي. وفي اجتماع مع الأطباء المحليين قالوا إنه ليست هناك حاجة للحجر الصحي وأن سبب المرض هو سوء التغذية. ولكن أحد الأطباء المحليين، لم يوافق على الاستنتاج وقام بتشريح جثث بعض ضحايا المرض، لكنه لم يعثر على سبب المرض وبعد تعرضه لموجة انتقاد حادة أقدم على الانتحار. استمر الحجر الصحي في المنطقة واستمرت عملية البحث عن السبب وبعد عدة أشهر، تمت تسمية المرض "التهاب اللوزتين الإنتاني"، لكن اللجان الطبية، لم تتمكن من تحديد العوامل المسببة للمرض بشكل تام. وقالت إحدى اللجان: "نحن نتعامل مع مرض جديد تماما بالنسبة لنا، والذي بالكاد بدأت دراسته. مسألة العامل المسبب للمرض تتطلب المزيد من البحث المستمر". وبعد فترة تمت الإشارة، إلى وجود تهويل في المسألة ولا يوجد ما يثبت أن المرض ينتقل من إنسان إلى آخر وتم رفع الحجر. وظهرت في تلك الفترة تفسيرات كثيرة لانتشار المرض، من بينها تناول القمح القديم الفاسد، وقيل إن بعض المخربين قاموا بتسميم مخزون الحبوب في المنطقة. وبعد تسع سنوات، تكرر تفشي "مرض الأورال" وهذه المرة في مقاطعة أورينبورغ وتكررت الصورة السابقة تماما على خلفية سوء التغذية بدأ العديد من الأشخاص يشعرون بالتهاب حاد في اللوزتين، لم يكن معدل الوفيات أقل مما كان عليه في عام 1933 وتبين أن جميع المرضى تناولوا حبوبا من موسم العام الماضي. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في سنة 1945، تم أخيرا حل لغز "مرض الأورال" القاتل وتبين أن السبب يكمن في عفن فطري سام جدا من جنس Fusarium sporotrichiella الذي كان ينتشر بشدة في حبوب الموسم الماضي بما فيها في القمح والشعير. المصدر: news.mail.ru      تابعوا RT على