حنان الخناني ” رمضان الجائحة “

  • 4/27/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قلم ✒️ / حنان حسن الخناني. هذه السنة ،إن صح لي التعبير اسميها سنة الجائحة دخل عليك ايها الإنسان شهر رمضان فلا تستقبله الا بقلب منكسر خوفا ألا يقبله الله منك و فرح برب كريم عفو رحيم .. تسلح بهذا القلب المطمئن الواثق ،الذي يحسن الظن بربه وأقض رمضان حيث كنت… في بيتك حيث لا مساجد، أو مع عائلتك حيث لا جيران ، ولا أصدقاء ،أو أقضيه وحدك بمعية الله وقل إن الله معي سيحفظنى وإن مرضت فهو يشفيني وإن جعت سيطعمني ويسقيني سيرحمني سينصرني … فقد علمّنا الإسلام أن نفرح بالمواسم حين تقبل ،مستبشرين بعطاء الله فيها، ونفرح بالعيد بعدها حين تنتهي ، وندعو الله ألا يحرمنا أجرها… حتى ولو كانت أيام أو سنين قحط أو وباء …. فالمواسم بعطاء الله فيها ٠ لنتأمل مافعله إبن تيمية !! قضى أعواماً في السجن يغتسل لكل جمعة ويلبس أنظف ثيابه ثم يتوجه لباب السجن -وهو موقن بغلقه- حتى يقيم الحجة على سجانه من جهة، وحتى لا يحرم نفسه من سنن الجمعة ولو كان وحيداً .. فقد كان يحمل قلبَ طليقٍ وهو سجين، ونفسَ زكيه متفائله ، كلها أمل بالحرية والانطلاق نحو الله وهو محبوس!! يقول إبن القيم عن أستاذه إبن تيمية: قال لي مرة: المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى، والمأسور من أسره هواه. فلاتكن أيها الإنسان أسير هواك ،فخير لك أن تكون أسير جائحة وحجر منزلي ،وتحرم من المسجد من أن يأسرك هواك فتهللك !! فالطمأنينة في تطهير النفوس لاتطهير البيوت … ومتعة السجدة في قلب الساجد قبل المساجد!! قد يؤلمنا اختفاء الأحباء، وتلوث الأجواء ، وصمت المساجد عن النداء للصلاة… وقد يؤلمنا حرماننا من التراويح، ، والاجتماع على الإفطار، والخيمات الرمضانية … لكن ليس هذا هو المطلوب ..المطلوب أن نجعل بيوتنا مساجد، وأبناءنا أئمة، واجتماع الأسرة الصغيره حلقة للتعليم والذكر … ودعوة لحضور الملائكة إلى بيوتنا ،فنستبدل ضيوفنا من بني البشر بضيوف من الملائكة فهم خير من يدخل بيوتنا لتفر منها الشياطين ، وهم خير من نستضيف، فلنستبدل سماع عبارة (دايم وعامر وكثر الله خيركم ) بقوموا مغفوراً لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات ،. انهم الملائكة الأبرار ، الأطهار …. رمضان شهرالخلوات والختمات وقصص الانبياء للسهرات .. رمضان حبيب التائبين ، وعاشق المتهجدين. فاختره لنفسك حبيباً ترضاه ، كفانا انشغالا بتزيين البيوت عن تزيين القلوب . جاء رمضان لنقرأ القران ونتلو الأذكار والناس نيام ، فالمراءون فئام !! ولنفعل مثلما كان يفعل مالك بن دينار ( عندما يغطي مصحفه، ويخفض صوته إذا اقترب من الباب طارق أو زائر…) و آخر كان يأتيه أخوه وفي عينيه دموع الخشية فيقول مواريا: ما أشد الزكام!! فرمضان الجائحة لا يحب الصخب ، و قرآنه وتختيمه بالسر لا بالعلن، وبكاءه في زوايا الحجر لا بالحرم ، .. انه حقا رمضان الجائحة التي اجتاحت العقوق وقسوة بعض الازواج ،واهمال الآباء ، وانشغال الزوجات…،وقطع الارحام ،اجتاحت البخل واللهو والغفله والإستهتار .. .فمرحبا بها من جائحه!! تجتاح ذنوبنا قبل الأبدان في رمضان .

مشاركة :