لقد أكرم الإسلام المرأة إكرامًا عظيمًا، سواء بنتًا كانت زوجًا أو أمًّا، أو أختًا، وفي القرآن الكريم ذُكرعددًا من النساء اللائي كان لهن دور بارز في تاريخ البشرية كحواء وأم موسي وزوج فرعون ومريم بنت عمران، كما نزلت آيات من القرآن في عدد من النساء، بل من سور القران سور كان حديثها عن النساء فقط وهما سورتان سورة النساء وسورة الطلاق، وفي سورة الممتحنة تحدثت عن المؤمنات اللاتي جئن إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم مبايعات أو مهاجرات كما بينت السورة، كل ذلك إن دل فإنما يدل على أن للمرأة دورًا كبيرًا في المجتمعات. ومما ينبغي على المرأة المسلمة اليوم: أن تتعرف علي هؤلاء النساء اللائي كان لهن دور بارز في تاريخ البشرية، بمعرفة سيرهن وأخبارهن؛ لتدرك الحال التي كنَّ عليها ولتجعل منهن قدوة حسنة ومشاعل تنير أمامها الطريق ، فقد كن مثالًا قديرًا لمن أيّد الدعوة وحمل الراية، ودافع عن الحق ووقفن كالطود الشامخ من حول رسول الله صلي الله علين وسلم يؤيدنه ويناصرنه ومن هؤلاء النسوة أم المؤمنين، وأحب النساء إلى قلب المصطفى-صلى الله عليه وسلم- السيدة عائشة -رضى الله عنها- وهي الصديقة بنت الصديق أبي بكر، عبد الله بن أبي قحافة ، القرشية، التيمية، المكية.ولاشك أن لأم المؤمنين مكانة عظيمة في حياة الأمة، فهي من فقهاء الأمة بل إن الصحابة-رضوان الله عليهم- كانوا يرجعون إليها كمرجع لهم في المسائل التي يختلفون فيها ليتعلموا منها فقد قال عنها عطاء بن أبي رباح رحمه الله (كانت عائشة أفقه الناس وأعلم النساء، وأحسن الناس رأيًا).ومن الجدير بالذكر أن السيدة عائشة-رضى الله عنها- كانت حريصه أشد الحرص على كرامة المرأة، فكانت شديد الدفاع عنها حريصة على كرامتها، كما كانت في نفس الوقت شديدة الإنكار على اللواتي يخالفن بعض أحكام الشريعة، فقد واجهت نساء "حمص" عندما نزلن عليها قائلة:" لعلكن من اللواتي يدخلن الحمامات. سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقول: " أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله" وحينما رأت تغيرًا في ملابس بعض النساء بعد عهد النبي-صلى الله عليه وسلم- أنكرت ذلك وقالت:" لو أن رسول الله رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعت نساء بني إسرائيل" ومن باب الإحسان إلى البنات تروي لنا السيدة عائشة-رضى الله عنها- قائلة: جاءتني امرأة ومعها ابنتان لها، فسألتني فلم تجد عندي شيئًا غير تمرة واحدة ؛ فأعطيتها اياها، فقسمتها بين ابنتيها، ولم تأكل منها شيئًا، ثم قامت فخرجت وابنتاها، فدخل النبي-صلى الله عليه وسلم- فحدثته حديثها، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- "من ابتلى من البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترًا من النار" . وغير ذلك من النصوص التي تدل على كرامة المرأة وصونها من كل شيء قد يؤذيهاولما لا؟! فقد جاء الإسلام ليحفظ للمرأة حقوقها ويصون لها كرامتها ويعطيها ما تستحق من الحرية التي تيسر بها حياتها الخاصة، فهي عنصرٌ مهم وأساسيّ ومكمِل للحياة، وقد عاشت المرأة في ظل الإسلام تتمتع بما لا تحظى به النساء في الحضارات الأخرى من الحقوق والميزات، منها حق اختيار الزوج، وحق الاحتفاظ باسم العائلة، وحق الميراث من الأهل والزوج، هذا وقد جعل الإسلام للمرأة كيانها العظيم كعنصر أساسي في العائلة، فهي الأمُّ التي رضاها أعظم الحسنات وأجل القربات إلى الله بعد رضى الله عز وجل، وهي الزوجة التي حرص رسول الله صلَّى الله عليه وسلم على الوصية لها في حياته كلها، وهي الابنة التي أثنى رسول الله على من أحسن تربيتها ورعايتها بما آتاه الله وقدّره من علم ومال فقال: مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلاَثُ بَنَاتٍ يُؤْوِيهِنَّ وَيَرْحَمُهُنَّ وَيَكْفُلُهُنَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنْ كَانَتِ اثْنَتَيْنِ؟ قَالَ: وَإِنْ كَانَتِ اثْنَتَيْنِ قَالَ: فَرَأَى بَعْضُ الْقَوْمِ أَنْ لَوْ قَالُ وَاحِدَةً؟ لَقَالَ: وَاحِدَةً.وهكذا نرى كيف أنّ الإسلام أعلى من شأن المرأة، وبوّأها مكانة رفيعة في مجتمعنا الإسلامي، وضَمن لها حقوقها كاملة.
مشاركة :