حكومة الوفاق تندد بـ«انقلاب جديد» في ليبيا بقيادة حفتر

  • 4/29/2020
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

طرابلس - الوكالات: نددت حكومة الوفاق الوطني الليبية التي تعترف بها الأمم المتحدة بما اعتبرته «انقلابا جديدا» على السلطة يقوده المشير خليفة حفتر بعد إعلان حصوله على «تفويض شعبي» لإدارة الحكم و«إسقاط» الاتفاق السياسي الذي وقعه الليبيون قبل نحو خمسة أعوام. وفي خطاب متلفز ألقاه الاثنين من بنغازي، شرق ليبيا، أعلن المشير حفتر «إسقاط» الاتفاق السياسي الموقّع في الصخيرات بالمغرب في 2015 وحصوله على «تفويض شعبي» لإدارة البلاد بدون تحديد كيفية ذلك.وحفتر المدعوم من البرلمان المنتخب ومقرّه في شرق ليبيا لا يعترف بشرعية حكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة وشُكلت بموجب اتّفاق الصخيرات. وقالت حكومة الوفاق الوطني التي مقرها في طرابلس في بيان (في مسرحية هزلية يعلن المتمرد عن انقلابٍ جديد يضاف لسلسلة انقلاباته التي بدأت منذ سنوات). وأضافت أن حفتر «انقلب حتى على الأجسام السياسية الموازية التي تدعمه والتي في يوم ما عينته، وبذلك لم يعد في مقدور أحد أو أي دولة التبجح بشرعيته بأي حجة كانت»، في إشارة للبرلمان المنتخب الذي نصبه قائدا عاما «للجيش الوطني». ودعت اعضاء البرلمان المنتخب في شرق ليبيا الى «الالتحاق بزملائهم في طرابلس، لنبدأ الحوار الشامل ويستمر المسار الديموقراطي وصولاً إلى حل دائم عبر صناديق الاقتراع». ولم يصدر عن البرلمان المنتخب أي تعليق حتى الان على ما اعلنه حفتر.وفي أول رد فعل غربي على إعلان حفتر توليه السلطة من خلال تفويض شعبي، عبرت الولايات المتحدة الأمريكية عن أسفها لهذه الخطوة ووصفتها بإعلان «أحادي الجانب». وأعربت السفارة الأمريكية لدى ليبيا في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك، عن «أسفها لاقتراح المشير حفتر التغييرات في الهيكل السياسي الليبي، وفرضها من خلال إعلان أحادي الجانب».  وحثت السفارة الأمريكية قوات «الجيش الوطني» على الانضمام إلى حكومة الوفاق الوطني في إعلان «وقف فوري» للأعمال العدائية لدواعٍ إنسانية ممّا يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، وفقا لخارطة الأمم المتحدة بخصوص تسوية الأزمة الليبية. كما رحبت بأي فرصة لإشراك حفتر وجميع الأطراف، في حوار جاد حول كيفية حلحلة الأزمة وإحراز تقدّم في البلاد، بحسب البيان. وفور إعلان حفتر قبول «التفويض الشعبي» لإدارة الحكم في ليبيا، أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم، استمرار تواصلها مع الفرقاء الليبيين لإيجاد حل سياسي وإيقاف الحرب.وقالت بعثة الأمم المتحدة في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي على الانترنت، «ضمن جهودها لإيقاف الحرب وإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية عبر التواصل مع الفرقاء، تواصلت هاتفيا الممثلة الخاصة للأمين العام بالإنابة ستيفاني ويليامز مع المستشار عقيلة صالح (رئيس المجلس النيابي الليبي) للتشاور، وتطرقت إلى مبادرة المستشار صالح التي اعتبرتها وليامز إشارة ايجابية». وأبدت ويليامز ترحيبها بجميع المبادرات التي «لا تستثني أحداً» وتسعى لإنهاء حالة الاقتتال والانقسام والعودة الى الحوار السياسي في إطار مخرجات مؤتمر برلين، في إشارة لعدم دعم خطوة المشير حفتر بتولي السلطة. كما اكدت الممثلة الخاصة أهمية «الانصات لليبيين في نداءاتهم المتواصلة للدخول في هدنة إنسانية»، لإنهاء حالة الحرب نهائيا بما يتناسب مع مصلحة الليبيين عامة. وكان المستشار عقيلة صالح رئيس البرلمان المنتخب والمنعقد في شرق ليبيا، قد دعا الأسبوع الماضي إلى إحياء الحوار السياسي، وضرورة تشكيل سلطة سياسية جديدة، لوقف الاقتتال بين الليبيين. لكن جلال الحرشاوي من معهد كلينغندايل في لاهاي، يقول إنه إذا طلب خليفة حفتر الآن من مجلس النواب «الخضوع بالكامل للجيش... فمن غير المحتمل أن يواجه معارضة». كما أن رئيس البرلمان «سيجد صعوبة في الوقوف في وجه المشير علانية». بدوره يقول عماد بادي، الخبير في معهد أتلانتيك كاونسل، إنه من خلال الإعلان عن الحصول على تفويض شعبي، يريد حفتر أن يثبت نفسه كمحاور وحيد في الشرق ويقطع  الطريق على أي طرف فاعل يحبذ الحوار، مثل عقيلة صالح.

مشاركة :