كتب - إبراهيم بدوي: أكد سعادة السيد كشيشتوف سوبروفيتش سفير جمهورية بولندا لدى الدولة، الذي تمثل سفارته الرئاسة المحلية لمجلس الاتحاد الأوروبي في قطر خلال نصف السنة الأول لعام 2015، دعم بلاده للتطلعات القطرية تجاه الإعفاء من التأشيرة الأوروبية "الشينجن"، وأن القطريين مرشحون للإعفاء منها قريبًا. قائلاً: ربما تستفيد قطر والكويت في المستقبل القريب من هذا الإعفاء الذي تمّ تطبيقه مؤخرًا مع الإمارات. وأعرب سعادة السفير سوبروفيتش في حديثه مع الراية عن ثقته في قدرة قطر على تنظيم كأس عالم ناجح في مونديال 2022 لكرة القدم، مشيرًا إلى ما لمسه من إمكانيات كبيرة في تنظيم قطر لكأس العالم لكرة اليد يناير الماضي وإن قطر تكتسب خبرة أكثر لاستضافة كبرى البطولات الدولية، عامًا بعد عام. وأشار - في سياق آخر- إلى أنه سيبدأ استلام مليون طن من الغاز القطري المسال سنويًا ابتداءً من أكتوبر القادم، مؤكدًا أن افتتاح سفارتي البلدين في الدوحة ووارسو ساهم بدرجة كبيرة في تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات متنوّعة إضافة إلى الكثير من التفاصيل في السطور التالية. فرص كبيرة وعن آفاق التعاون والعلاقات بين قطر وبولندا قال سعادة السفير سوبروفيتش: تم تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1989 بعد التحوّل السياسي الكبير في بولندا وإسقاط النظام الشيوعي وكان هناك اهتمام كبير بافتتاح سفارتنا في الدوحة منذ عام 2000 ويشهد الحوار السياسي بيننا تطورًا في اتجاه جيد، وأذكرك بزيارة سمو الأمير الوالد إلى بلادنا مرتين رسميًا، كما زار الرئيسان البولنديان قطر مرتين أيضًا آخرها في ديسمبر 2013. ومنذ شهرين، قامت سعادة الوكيل في وزارة الخارجية البولندية، سعادة السيدة كاتاجينا كاتسبيرجيك بزيارة الدوحة، وقمنا أثناء الزيارة بتنظيم منتدى قطر- بولندا للأعمال بالتعاون مع الغرفة التجارية القطرية، وجلبنا أكثر من 20 شركة من بولندا، الأمر الذي يعكس الاهتمام المُتنامي من الجانبين. زخم العلاقات وعن تأخر هذا الزخم في العلاقات أوضح: دائمًا تكون التوقعات كبيرة في البدايات ولكن هناك فترة ضرورية لتأسيس العلاقات ويمثل افتتاح سفارتي بلدينا في الدوحة ووارسو منذ 8 سنوات تقريبًا، فتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين البلدين، وتم تعزيز هذه العلاقات عبر تطوير الإطار القانوني للعلاقات وتبادل المعلومات عن الفرص المتاحة وتحقيق التقارب بين قطاعات الأعمال في البلدين ورفع مستوى الاهتمام بينهما حتى وصلنا الآن إلى مرحلة الزخم حيث أصبح بالإمكان اعتبار العلاقة ذات بعد إستراتيجي. وأضاف: دائمًا ما كان ينظر إلى قطر باعتبارها أرض الفرص الكبيرة التي لم يتم الانتباه إليها من جانب مجتمع الأعمال في بولندا ربما لعدد السكان وحجم السوق المحلي وقد تزامن ذلك مع سنوات التطوّر المتنامي الذى شهده الاقتصاد البولندي والذى يحتل حاليًا المركز 21 عالميًا والسادس أوروبيًا. ثلاثة شركاء وقال سفير بولندا في الدوحة: إنني لا أشك بأن قطر سوف تصبح من أهم ثلاثة شركاء اقتصاديين لبولندا في المنطقة في المستقبل القريب. ولدى رجال الأعمال البولنديين العديد من المشروعات في الإمارات التي تعد حاليًا أكبر شريك لبولندا في الخليج وهناك توقعات أن تكون السعودية الأكبر في المستقبل نتيجة حجم السوق بها. وأكد أن لدى رجال الأعمال البولنديين اهتمامًا كبيرًا بتأسيس علاقات طويلة الأجل مع الشركاء القطريين وذلك في مجالات متنوّعة مثل تكنولوجيا المعلومات وصناعة الأغذية والمقاولات والقطاعات الخدمية بشكل عام. الاستثمارات القطرية وقال السفير سوبروفيتش إنه خلال العشرين عامًا الماضية من عضوية بولندا في الاتحاد الأوروبي أصبحت بلاده مكانًا جاذبًا للاستثمارات المباشرة الأجنبية التي تصل إلى أكثر من 160 مليار دولار أمريكي وتمثل الاستثمارات القطرية بها نسبة 1% وأكبرها شراء "مدينة أورينج" في قلب العاصمة وارسو بقيمة 180 مليون دولار تقريبًا منذ عامين وهي عبارة عن مجمع للمكاتب الإدارية الفخمة. وأضاف: هناك اهتمام كبير من جانب رجال الأعمال القطريين لزيارة بولندا التي تعدّ من بين أكبر المنتجين والمصدرين للمواد الغذائية في أوروبا ولدينا القدرة على التعاون مع برامج الحكومة القطرية في مجال الأمن الغذائي وتنفيذ مشاريع كبرى للإعداد لمونديال 2022، إلى جانب التعاون في تحقيق رؤية قطر 2030. الخطوط القطرية وأشاد السفير البولندي بتدشين الخطوط الجوية القطرية خطًا جويًا مباشرًا بين الدوحة ووارسو واصفًا القرار بالحكيم، وقال: لدينا الآن رحلات يومية تقرّب المسافات بين بلدينا في رحلة تستغرق 5 ساعات ونصف الساعة. وأعلم أن نسبة الإشغال تصل إلى 90% وهناك آفاق واسعة للخطوط القطرية لإنشاء محور إقليمي كبير في بولندا للانطلاق إلى أماكن أخرى في العالم. وفي رأيي فإن إنشاء المركز الإقليمي لخدمة العملاء في مدينة فروتسلاف (جنوب غرب بولندا) والذي تمّ افتتاحه قبل عامين تقريبًا سيساهم في أن يصبح مطار وارسو الدولي محورًا إقليميًا للخطوط الجوية القطرية. الإعفاء من التأشيرة وقال السفير سوبروفيتش: إن الرحلات اليومية شجعتنا للعمل على تسهيل دخول مواطني البلدين إلى أراضينا ومنذ حوالى عامين يستطيع البولنديون الحصول على تأشيرة دخول قطر في المطار بالدوحة كما تدعم بولندا التطلعات القطرية تجاه الإعفاء من تأشيرة دول الشينجن. وعن إمكانية إعفاء القطريين من التأشيرة وتوقيت ذلك قال: "ربما تستفيد قطر والكويت في المستقبل القريب من هذا الإعفاء الذى تمّ تطبيقه مع الإمارات مؤخرًا". التبادل التجاري وعن حجم التبادل التجاري بين البلدين قال سعادته إنه يبلغ حوالي 52 مليون يورو مؤكدًا أنه لم يصل إلى مستوى طموحات وإمكانيات البلدين رغم أن اقتصادهما متكامل وقوي للغاية ولدى كل طرف ما يحتاجه الطرف الآخر. وأكد أنه مع وضع قطر برامج ضخمة للتطوير والتحديث واستعداداتها لتنظيم بطولة كأس العالم 2022 فإنه يمكن للشركات البولندية أن تشارك في تنفيذ العديد من هذه المشروعات. الغاز القطري وحول صفقات الغاز القطري المسال قال سعادة السفير سوبروفيتش: إن احتياجات بولندا من الغاز كبيرة ويؤمن الإنتاج المحلي في حدود 30% منها، وفيما كنا نعتمد على استيراد البقية من مصدر وحيد وهو روسيا، وقعنا منذ خمس سنوات تقريبًا عقد استلام الغاز المسال القطري وبدأنا من هذا التوقيت في بناء محطة استقبال الغاز المسال LNG في شمال غربي بولندا على بحر البلطيق بطاقة استيعابية ستصل في المستقبل إلى 5 ملايين طن ومن المقرر أن يبدأ استلام مليون طن سنويًا من الغاز القطري المسال ابتداءً من أكتوبر القادم. وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن جمهورية بولندا تتطلع لأن تصبح محورًا هامًا للغاز المسال للمنطقة ككل في المستقبل القريب. كأس العالم وعن تنظيم قطر مونديال 2022، أعرب سفير بولندا عن ثقته التامّة في قدرة قطر على تنظيم المونديال قائلاً: قطر قادرة على تنظيم كأس عالم ناجح وأنا متأكد أن لديها القدرة الكاملة على تنظيم المونديال لأنني شاهدت بنفسي تنظيمها لكأس العالم لكرة اليد في يناير الماضي، وأعترف أنني تأثرت للغاية بالإمكانيات الموجودة في هذا البلد الصغير لتنظيم مثل هذه الفعاليات الدولية الضخمة. كما أن هذا العام سوف نشاهد بطولة العالم للملاكمة في قطر وعامًا بعد عام تكتسب قطر خبرة أكثر وتجربة أعمق لاستضافة كبرى البطولات الدولية في العالم. تعاون ثقافي وأكد السفير البولندي حرص بلاده على التواصل مع الثقافة القطرية والتعريف بالثقافة البولندية بالتعاون مع وزارة الثقافة في قطر، لافتًا إلى زيارة سعادة د.حمد عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث لبولندا وتقليده وسامًا رفيعًا تقديرًا لجهوده في تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين. وأضاف: إن القرية التراثية "كتارا" تعد شريكًا آخر مهمًا بالنسبة لنا، والمسرح الوطني أيضًا، وشهدت الدوحة العام الماضي، أكبر معرض للفن التشكيلي البولندي الحديث في منطقة الخليج والشرق الأوسط بمشاركة 17 من أشهر فناني بولندا المُعاصرين. ونخطط هذا العام لإقامة حفلتين موسيقيتين، إحداهما لموسيقى فريديريك شوبان بالتعاون مع فنانين بولنديين وأوركسترا قطر الفلهارمونية في أمسية العيد الوطني ليوم الاستقلال لجمهورية بولندا الموافق 11 نوفمبر.