سلّي صيامك| لماذا حكم قراقوش؟

  • 4/30/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يتداول المصريون كثيرًا عبارة "حكم قراقوش" ضمن التراث الشعبي، في إشارة إلى القرارات الصارمة التي يرفض صاحبها أي نوع من المعارضة، سواء كان قراره على صواب أم يشوبه الخطأ؛ في دلالة إلى من اشتهر بفرض قراراته مهما كانت أو كانت نتائجها، وهو الأمير "أبو سعيد قراقوش بن عبد الله الأسدي" الملقب بـ"بهاء الدين قراقوش"، والذي عاش في القرن السادس الهجري وقضى قرابة الثلاثين عاما في خدمة السلطان صلاح الدين الأيوبي؛ ومن بين ما قيل أنه لم يكن يعرف الفرق بين الشعر والقرآن، حتى أن رجلا جاء إليه ومدحه بقصيدة وأنشدها بصوت طيب فقال له "يا مقرئ لقد قرأت قراءة طيبة".اشتهر قراقوش بأحكامه ومواقفه الغريبة والطريفة أحيانا، والتي تناقلتها الأجيال عبر العصور، حيث عرف بتقلب المزاج وغرابة الأطوار، حتى أنه في أحيان كثيرة كان يعاقب المظلوم ويكافئ الظالم؛ وتناوله الأسعد ابن مماتي في كتابه "الفاشوش في حكم قراقوش" ساردًا عصره، وقال "لما رأيت عقل بهاء الدين قراقوش مخرمة فاشوش، قد أتلف الأمة، والله يكشف عنهم كل غمة، لا يقتدي بعالم، ولا يعرف المظلوم من الظالم، والشكية عنده لمن سبق، لا يهتدي لمن صدق، ولا يقدر أحد من عظم منزلته، أن يرد على كلمته، ويشتط اشتطاط الشيطان، ويحكم حكما ما أنزل الله به من سلطان، صنفت هذا الكتاب لصلاح الدين، عسى أن يريح منه المسلمين".وعرف عن قراقوش أنه كان يميل إلى البيض ويكره السود، وذات يوم اضطرته الظروف إلى الحكم بين امرأة حجازية وجاريتها التركية -وكانت تلك هي المرة الأولى التي يحكم فيها- وشكت المرأة "إن هذه جاريتي قد أساءت الأدب عليَّ".. فنظر إلى بياض الجارية التركية وسواد الحجازية، وقال "ويلك خلق الله جارية تركية لجارية سوداء حجازية ما أنا أحمق أو مغفل"، ليأمر بحبس الحجازية شهرا، وبعد ذلك عادت إلى قراقوش وأخبرته أنها اعتقت الجارية، لكنه قال "إنها هي التي تعتقك فأنك جاريتها وأن ارادت أن تبيعك فأنها تبيعك، وأن ارادت أن تعتقك فأنها تعتقك، فطلبت الحجازية من الجارية أن تذهب للحاكم وتخبرها أنها اعتقت سيدتها وبالفعل استجابت لها الجارية ليأمر بالعفو عن الحجازية.وفي واقعة أخرى دخل رجلان عليه أحدهما على الآخر أنه عض أذنه، فسأل قراقوش المدعي عليه عن حقيقة ذلك الأمر، فرد قائلا إن المدعي هو الذي عض أذنه بنفسه؛ فحاول الحكام بدوره أن يعض أذنه بنفسه لكنه لم يفلح وسقط من على الكرسي الذي كان جالسا عليه خلال محاولاته فأنكسرت يده، فأمر بضرب المدعي عليه وقال له "أنت الذي عضيت أذن هذا الرجل وكسرت ذراعي زيادة على ذلك".

مشاركة :