مثل كل المؤمنين، يعيش مشاهير تركيا أجمل أحاسيسهم الإنسانية والدينية في شهر رمضان المبارك الذي يتيح لهم فرصة العودة إلى ذواتهم وعائلاتهم، ولو لأيام معدودة في العام. ونجوم تركيا في رمضان، كما يؤكدون في مقابلاتهم ويومياتهم، لهم طقوسهم الخاصة، ويسعدون كثيراً باستحضار أجمل ذكريات طفولتهم وصباهم في شهر رمضان المبارك، كما أجمع الكثير منهم على أنهم يحبون أخذ إجازات فيه وعدم الاستمرار في تصوير أعمالهم إلا عند الضرورة القصوى، والمحظوظ منهم من أنهى عمله الدرامي قبل رمضان بأيام للاستمتاع بطقوسه مع عائلته كاملة. "سيدتي التركية" رصدت لكم أجمل ذكريات ويوميات ومشاعر نجوم تركيا في رمضان: بيرك أوكتاي: إفطاري مع أطفال الشوارع لا ينسى الممثل التركي بيرك أوكتاي، الشهير بـ ريان في «ويبقى الأمل»، استعاد أجمل ذكرياته في شهر رمضان المبارك في بداية بزوغ نجوميته وخلال تصويره مسلسله «الشوارع الخلفية» فقال: «أجمل ذكرياتي الرمضانية شعرت بها خلال امتداد تصوير مسلسلي «الشوارع الخلفية» إلى وقت صلاة المغرب. فتناولنا طعام الإفطار مع أطفال الشوارع على مائدة طعام واحدة. وكانت فرحة الأطفال بإفطارهم معنا رائعة وجميلة، ونظراتهم الفرحة أسعدتني، وكان لهذا الإفطار قيمة إنسانية عندي لا يمكن أن أنساها. واكتشفت من إفطاري معهم أن هناك بشراً بحاجة لمن يشاركهم حلاوة الإيمان برمضان، وبحاجة لمن يفطر معهم على مائدة واحدة ليشعروا بوجودهم مثلنا على حد سواء». سبيل جان: العبادة مهمة وأستمتع بأدائها في رمضان أما المغنية والممثلة سبيل جان، الشهيرة بـ جيهان، فعبّرت عن عشقها الشديد لشهر رمضان المبارك الذي تنتظره بشغف من عام لآخر فقالت: «نشأت وسط أسرتي على عشق رمضان منذ طفولتي، وكنت أفرح حين أصحو على صوت أمي يناديني لتناول السحور معهم ليلاً، وأفعل ذلك اليوم مع أبنائي بمتعة شديدة. وأفتتح إفطاري بكوب ماء وحساء ساخن ثم أذهب للصلاة. وبعد الصلاة، أتناول وجبة الإفطار مع عائلتي، فالصوم والصلاة عبادة مهمة بالنسبة لي، وأؤديها بروحانية بالغة وسعادة. وأتسحّر غالباً بكوب حليب وصحن فاكهة طازجة كل يوم. وفي رمضان، أتفرغ تماماً للعبادة ولعائلتي وأكرّس وقتي كاملاً لهم، وأرفض قدر الإمكان الارتباط بعمل ما خاصة خارج تركيا. وأجمل ما أذكره في شهر رمضان هو ذكرياتي الجميلة مع والدتي الراحلة، رحمها الله وجعل مثواها الجنة، وهي تناديني بصوتها الجميل إلى مائدة الإفطار المليئة بأطايب الطعام التي أمضت يومها كله تعده لنا بحب وسعادة، وافتقادي لها وللراحل والدي يشعرني بوجع لا يداوى في قلبي، فرائحة الخبز الذي تعدّه كان يثير شهيتي، وللطعام نكهة خاصة، وجمال الليل فريد، كان كل شيء معهما جميلاً ومختلفاً». زحل أولغاي: كنت أنام لغاية موعد الإفطار حتى لا أشعر بالجوع للممثلة والمغنية التركية زحل أولغاي، الشهيرة بـ فتون في «حكاية حب» ذكرياتها الرمضانية فقالت: «بدأت في الصيام مبكراً من سن السادسة أو السابعة لكني كنت أستمر بالنوم في النهار لغاية موعد الإفطار حتى لا أشعر بالتعب والجوع، وكنت آكل أشهى الطعام في أحلامي النهارية، وعندما لا آكل كمية كبيرة من الطعام وقت الإفطار كانت أمي تبدي دهشتها وتشك بأني صمت اليوم كله. تغيّر الأمر عندما كبرت طبعاً، وصرت أستمتع كثيراً بالصيام، وأشعر بفوائده الصحية على صحتي وجسدي. ولرمضان مكان خاص رفيع في حياتي، ولا أشعر بروحانية وقدسية رمضان إلا إذا تحققت من نيل الفقراء حصتهم منه عبر وصول خير الله إليهم مني ومن المؤمنين الطيبين في هذا الشهر المبارك وباقي أشهر العام». نبهات شهري: كسرت بيضة بيدي من شدة جوعي قالت الممثلة الكبيرة نبهات شهري الشهيرة بالسلطانة الأم: «كنت في طفولتي مثل كثير من الأطفال يباغتني الجوع الشديد مبكراً في النهار قبل موعد الإفطار بساعات فأتسلى باللعب بالبيضة لتمضية الوقت، ومن شدة جوعي كسرت البيضة بيدي، وكنت حين يرتفع آذان المغرب آكل البيض قبل أي نوع آخر من الطعام حتى لا أقع على الأرض. وأنا اعتدت الصيام والصبر على الجوع من سن السابعة، واليوم أنتظر قدوم رمضان بشوق عارم، وأحرص على أن أعطيه حقه من الحب بأداء عباداته كاملة غير منقوصة، وتذكر الفقير والمحتاج والأحباء ومشاركتهم فضائله بمحبة كبيرة». أتيلا سارال: لشهر رمضان مكانة هامة في حياتي أما الممثل أتيلا سارال، الشهير بـ وائل في «الشهرة» فيجد سعادته الروحية العظيمة في شهر رمضان ويقول: «لشهر رمضان مكانة هامة جداً في حياتي، عندما كنت صغيراً في رمضان كنت أتمنى حين أرى أطفالاً لو كان معي مال كثير لأعطيهم إياه بمحبة، وعندما كبرت صار ذلك بمقدوري. وشهر رمضان فرصة لي ولغيري لتقديم العون والمساعدة للمحتاجين والمرضى والفقراء، ومن واجبنا دعوة الطلاب المغتربين للإفطار معنا بهدف إسعادهم لأنهم بعيدون عن عائلاتهم للدراسة في جامعاتنا. جميل أن يحاول كل صائم إدخال الفرح في قلوب المحيطين به». بورجو كارا: أعشق سماع آذان المغرب تذكر الممثلة الشابة بورجو كارا، الشهيرة بـ زينب في «لحظة الوداع»، طفولتها الجميلة في رمضان حيث كانت تتسابق مع أطفال العائلة في مدينة بورصة في صف طويل بانتظار طهي البيض بالفرن لتأكله في موعد الإفطار. وتضيف: «أعشق سماع آذان المغرب الساحر وفضاء الشوارع المضاءة للفجر بين ساعات الإفطار والسحور». كريم أليشيك: لعب كرة القدم كان ينسيني جوعي في رمضان يعشق أيضاً الممثل المسرحي والسينمائي كريم أليشيك، خطيب سونغول أودين الشهيرة بـ نور، رمضان فيقول: «بدأت الصيام من سن الثامنة أو التاسعة، وكنت صبوراً على الجوع، وقوياً ضد إغراءات بعض أصدقائي المفطرين فلا أستجيب لدعوتهم لمشاركتهم تناول الفاكهة والشوكولاتة سراً عن الأعين لخوفي من الله سبحانه وتعالى، فكنت أقول لهم محاولاً جذبهم إلى عبادة الصوم طوعاً: إن لم يرني الناس فإن الله يراني، وأنا لا أريد عصيانه بل طاعته في رمضان حباً به، وتقرباً منه. وكان العطش والجوع يؤلمانني جداً كطفل، خاصةً العطش الذي كان يحرقني، لكني كنت ألعب كرة القدم مع أصدقائي حتى أنسى جوعي وأقتل الوقت ريثما يقترب موعد الإفطار، فأرتوي من نبع ماء عذب مع أصدقائي قرب بيتنا ثم أهرول مسرعاً إلى المنزل لتناول الطعام اللذيذ الذي حضرته لنا والدتي رحمها الله». بورتشن عبدالله: أجمل فضائل رمضان تتذكر الممثلة بورتشن عبدالله، الخطيبة السابقة لإلكير أكسوم الشهير بـ علي في «20 دقيقة»، رمضان بحب كبير وبحنين جامح قائلة: «أجمل فضائل شهر رمضان هو أن قدومه وحلوله علينا يعلمنا قيمة تقديم الشكر لله على ما منحنا وأعطانا من نِعَم كثيرة، ومن فضائل الصوم في رمضان أنه يعلمنا أهمية صوم الروح والجسد قبل صوم المعدة عن الشراب والطعام، فالصبر على الجوع يعلمنا حكمة الصبر على البلاء وعلى مشاق الحياة ومتاعبها. وأجمل ذكرياتي في رمضان هو تناولي الإفطار مع عائلتي الكبيرة على مائدة واحدة بعد صلاة المغرب جماعة، الكبار مع الصغار، وكنت أحب الجلوس قرب جدتي وسماعها وهي تتلو آيات من القرآن الكريم بصوتها الجميل. وكنت أحب تناول الحلويات الممزوجة بالقرفة والجوز. ومازلنا، رغم مشاغل الحياة الكثيرة وإقامة الكثير من عائلتي في مدن مختلفة متباعدين، نجتمع على مائدة إفطار واحدة لاستعادة جمال رمضان أيام زمان التي لا تعوض أبداً». توجي كزاز: هذا ما وجدته في الصوم والصلاة أما الممثلة وعارضة الأزياء الشهيرة توجي كزاز، شريكة هازال كايا في مسلسل «صيف البلقان الأخير»، والعائدة بقوة إلى ديانتها الإسلام بعد انفصالها عن زوجها اليوناني المسيحي فقالت: «لست نادمة على الارتباط برجل من ديانة أخرى لأني كنت مندفعة إليه بمشاعر الحب الجامحة لكني بعد انفصالي عنه أدركت قيمة ديانة الإسلام، وروعة شهر رمضان الكريم». وذكرت توجي أنها تحب الاستجابة لدعوات الإفطار التي تتلقاها في رمضان من الأهل والأصدقاء والجمعيات الخيرية ولا تتخلف عنها، وتعطيها أولوية على الأشياء الأخرى. واعترفت بأنها اليوم أصبحت أكثر التزاماً بدينها من أمس. فلم تعد تعرض أزياء كاشفة للمفاتن أو أزياء السباحة كالسابق، وقامت بمحو الأوشام من جسدها، وأدت مناسك العمرة من فترة. وهي لا تحب سوى المشاركة بأعمال فنية جيدة وراقية على غرار مشاركتها النجم التركي الشهير كينان أميرزالي أوغلو بطولة فيلمه الأخير «قصة طويلة» الذي حقق نجاحاً مميزاً في دور السينما التركية والمهرجانات العالمية، وهي تفضل شاشة السينما على شاشة التلفزيون. وختمت حديثها قائلة: «أجمل ذكرياتي في رمضان أناشيد الصوفيين في اسطنبول، وتلاوة القرآن الكريم يومياً»، وأكدت أنها وجدت في الصيام والصلاة في رمضان سلاماً داخلياً لم تحس بمثله أبداً. ديميت أكالين: محظوظة بالتزامي الديني منذ كنت طفلة أكدت المغنية التركية الشهيرة ديميت أكالين بأنها شديدة الإيمان بالله وملتزمة بواجباتها الدينية ولم تدع يوماً نجوميتها وشهرتها تنسيانها وجهها الإنساني الآخر كمؤمنة مسلمة فقالت: «عائلتي شديدة التدين فأرسلتني لمعهد ديني تلقيت فيه دورات خاصة بتجويد القرآن وعلوم الدين الإسلامي إلى جانب دراستي عندما كنت طفلة صغيرة، وهذه الدورات حببتني بالإسلام منذ الطفولة، وقرّبتني من الله فلم يبعدني عنه يوماً أي شيء في الحياة. وشهر رمضان كان فرصتي الأكبر والأجمل للتقرب منه عبر عبادات الصوم والصلاة وطاعة والديّ المقدسة، فلا أذكر أني عصيت لهما أمراً، ولا أشعر بدفء العائلة في رمضان إلا عندما أتناول الإفطار معهما، وأطعمهما ما صنعته بيديّ لهما من سمبوسك وحلويات منها فطيرة التفاح. وأشعر أن من يؤدي شهر رمضان بروحه وعباداته بإيمان وإخلاص يطهّر نفسه من سموم العقل والجسد معاً، ويطهّر نفسه من ملوثات البشر والدنيا. ومن يحرم نفسه من أداء هذه العبادات يخسر الكثير من الأشياء، وأنا محظوظة بالتزامي الديني منذ كنت طفلة، والفضل في هذا الالتزام يعود إلى والديّ المدينة لهما بالكثير من القيم الرائعة في حياتي». هوليا كوتشييت: تجربتي الأولى مع الصيام لا تنسى أبداً الممثلة السينمائية والمسرحية هوليا كوتشييت ذكرياتها الجميلة في تجربتها الأولى مع الصيام فتقول: «حرص والداي على تجهيزنا مبكراً لعبادة الصيام حتى نلتزم بها أكثر حين ننمو ونكبر ونصل إلى سن النضج، وكانت والدتي تحفّزنا، أنا وأخي، بتقديم جائزة لنا إن استمررنا في صوم نهار كامل حتى موعد الإفطار، لكني لم أستطع الصيام في يومي الأول إلا لنصفه الذي نمت فيه حتى لا أشعر بالجوع، وعذرتني أمي لكنها طلبت مني المحاولة في اليوم التالي الذي كان أفضل بالنسبة لي، أما أخي فتظاهر بأنه أكمل النهار كله، وحاول سرقة الطعام وأكله خلسة في المطبخ لكن جدتي تصدت له، ومنعته طالبة منه المزيد من الصبر ليكسب ثواباً أكبر. وظللنا، أنا وأخي، بحكم سننا الصغيرة لا نفهم معنى الصيام الحقيقي حتى بلغنا سن الرشد، فصرنا أكثر التزاماً به ككبار عما كنا عليه ونحن صغار»
مشاركة :