أبوظبي : نجاة الفارس يؤكد الشاعر محمد نور الدين رئيس دار نبطي للنشر أن أجمل ذكريات شهر رمضان الكريم تتجلى في العشر الأواخر وقيام الليالي بعبادة الرحمن والارتباط بالخالق عز وجل، وقال: تختلف قراءاتي في شهر رمضان عن باقي الشهور وأكثر ما يشدني لقراءته، الكتب التي تتحدث عن الأديان والمعتقدات.ويتابع: رمضان شهر يلتصق بالذاكرة منذ مرحلة الطفولة، ولعل تغيّر مواعيد الأكل والنوم وطقوس العبادة من أهم أسباب التي ترسخ علاقتنا بهذا الشهر الفضيل، فأنا اليوم أجدني أعود إلى قرابة أربعين سنة وأستحضر منظر البطيخ الصيفي وهو يقطع ويوضع في الصحون ليروي ظمأ الصائمين، وهذا المنظر العالق في ذاكرتي يوحي بالكثير من الدلالات، فالجو الحار ومقاومة العطش وترقب صوت الأذان تتداخل في ذهني كصور كولاج، فعلى الرغم من توفر أشهى الفواكه إلا أن امتناعنا عن الأكل والشرب سبيل إلى التحكم بالغرائز وله قدرة كبيرة على تهذيب النفس ليوصلنا إلى شكر الخالق عز وجل على عظيم نعمه. ويضيف: أما في مرحلة المراهقة، فأتذكر كيف كانت ليالي الشهر الشتوية تعج بالدورات الرمضانية، نظراً لطول الليل وجمال الطقس وكنت أتنقل من إمارة إلى أخرى لألعب في بطولات كرة القدم، وكنا نواجه أغلب الأيام صعوبة في توفير وقت لوجبة السحور لكثرة المباريات، هذا فضلاً على وجبة الإفطار البسيطة التي كنا نتناولها استعداداً لليلة حافلة بالنشاط الرياضي، ولكن في جميع مراحل العمر تتجلى أجمل ذكريات الشهر في العشر الأواخر، وقيام الليالي والارتباط بالخالق عز وجل.إن طقوس رمضان كما يؤكد نور الدين لم تتغير كثيراً ، فالأولوية بعد الفرائض لقراءة القرآن والاجتهاد في العبادة، ولكن للرياضة نصيب أيضاً، خاصة في ظل البقاء في البيت لزيارة الأهل والأصحاب، خاصة وأن رمضان في عرف الجميع هو شهر صلة الأرحام والعطف، والأخذ بيد الفقراء والمساكين، ولكننا على يقين أن هذه الغمة ستنجلي عما قريب لنجتمع آمنين مطمئنين بالصحة والمحبة والسلامة.الكتب الدينية ويوضح تختلف قراءتي في شهر رمضان عن باقي الشهور وأكثر ما يجذبني لقراءته هو الكتب التي تتحدث عن الأديان والمعتقدات وأجد فيها سر علاقة البشر بمن يرونه قوياً وقادراً على جعل حياتهم الدنيوية أو الأخروية أفضل، وثمة ما هو مهم في معرفة عقائد الشعوب، وهنا باب مفتوح على كثير من الأسئلة الوجودية، وأظن أن الروحانية التي نشعر بها في هذا الشهر لا يجب أن تكون بعيدة عن معرفة عميقة بأسرار الكون وغيبياته، وأما أقل من باقي الشهور لأني أجد صعوبة في الجمع بين القراءة والكتابة في الوقت نفسه، لذلك أفضل أن أقرأ في شهر رمضان، بينما الكتابة تكون في إكمال بعض الأعمال البسيطة ومراجعتها.الكتب التي أرشحها للقراءة، عادة ما أنصح من يسألني بقراءة الكتب التاريخية والسِّيَر في هذه الأيام، ولكني أنصح أيضاً أن تكون القراءة نقدية ومن أكثر من مصدر لأن التاريخ كتب بأقلام المنتصرين وشوّهوا فيه سيرة كثير من المظلومين، ولكن بالإجمال فإن التاريخ يبقى موعظة كبرى للأجيال، وقد نكون على استعداد أكثر لتقبل مثل هذه العبر والدروس في هذا الشهر الفضيل.
مشاركة :