ما تبقى من لبنان في طريقه للهاوية

  • 5/1/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن الجوعى في لبنان لا يعترفون بكورونا، ذلك الفيروس الذي أبقى الناس في منازلهم ما عدا لبنان؛ استمرار الجوع هو بمثابة الموت البطيء، بينما قد يكون وباء كورونا لدى الشعوب الجائعة ضرباً من ضروب الموت الرحيم. اللبنانيون ثاروا على حكومتهم قبل الوباء، فلما جاء هذا الفيروس قادماً في البداية من حليف حزب الله إيران، استغلت حكومة حسان دياب الفرصة، وطلبت من اللبنانيين البقاء في منازلهم وعدم التجول، وكانوا يظنون أن الوباء والتذرع به سيخلصهم من تلك الجماهير الهادرة من كل الطوائف بلا استثناء التي كانت تطالب بالقضاء على الفساد ومحاكمة الفاسدين واللصوص واسترجاع أموال الشعب منهم، غير أن الجوع عاصفة لا تبقي ولا تذر، لن يقف في وجهها لا كورونا، ولا من يتذرعون بها. لقد انتشر الجوع في لبنان ووصل إلى كل الطبقات حتى أولئك الذين كانوا يعملون، ويحصلون بالكاد على قيمة الخبز الذي يقيم أودهم وأود من يعولون. بلغ السيل الزبى عندما وصل سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق السوداء 4200 لكل ليرة لبنانية واحدة، أي إلى ثلاثة أضعاف سعره الرسمي؛ وزاد الطين بللاً امتناع البنوك عن صرف ودائع اللبنانيين، إلا ما يوازي مائتي دولار على الأكثر؛ فكانت ثورة يوم الأحد الماضي هي في حقيقتها ثورة جياع، وثورات الجياع هي من أسوأ الثورات وأشدها شراسة، ولا أعتقد أن حكومة حسان دياب قادرة على كبح جماح هذه الثورة إلا بتوفير اعتمادات مالية تمد بها المصارف، بالشكل الذي يجعلها قادرة على الوفاء بالتزاماتها لعملائها، وغني عن القول إن حكومة حسان دياب حكومة كسيحة يسيطر عليها سيطرة كاملة المكون الشيعي في لبنان وبالذات ميليشيا حزب الله الإرهابية، وربما كانت القشة التي قصمت ظهر البعير اتهام حسان دياب حاكم مصرف لبنان بضياع خمسة مليارات دولار، بغرض الضغط عليها للاستقالة، والسيطرة على آخر القلاع التي ما زالت إلى حد ما متمردة على سلطة حزب الله، وهو مصرف لبنان الذي هو البنك المركزي اللبناني. الآن ثارت لبنان رغم وباء كورونا، ولا أعتقد أن الجهات العسكرية قادرة على إخماد هذه الثورة، وهذه الثورة في تقديري ما تزال في بدايتها، فكثير من اللبنانيين يؤيدونها، لكن الوباء حد من أعداد المشاركين فيها، وبمرور الوقت، وازدياد الضغوط المعيشية ستتزايد حتماً الأعداد، وسوف تمتد إلى أغلب المناطق اللبنانية، ولن يخمدها هذه المرة استقالة الحكومة، فالمطلوب النظام السياسي برمته، وعلى رأس هذا النظام ميليشيا حزب الله التي كان لها القدح المعلى فيما وصلت إليه الأوضاع المعيشية في لبنان من انهيار لم يسبق له مثيل، حتى في سنوات الحرب الأهلية التي استمرت خمسة عشر عاماً. لبنان، ومعه ميلشيا حزب الله في مأزق حقيقي، كما أن إيران موجهة هذا الحزب في حالة من التعقيد والضعف، وبالذات الضعف الاقتصادي، بالشكل الذي لا يمكنها من انتشال لبنان والحزب من هذه الورطة الحقيقية التي تعصف به، أضف إلى ذلك أن حكومة حزب الله الحالية لا تملك أي علاقات خارجية من شأنها مد يد العون لها وإنقاذها من مأزقها الذي تتخبط فيه. والسؤال: كيف سيخرج لبنان من ورطته؟.. لا أحد يعلم. إلى اللقاء

مشاركة :