مقالة خاصة: فلسطيني من غزة يطهو الحساء للعائلات المحتاجة مع اتخاذ إجراءات الوقائية من مرض كورونا

  • 5/2/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

غزة 30 إبريل 2020 (شينخوا) في منتصف نهار كل يوم، يبدأ وليد الحطاب بتحضير اللحم والقمح والأدوات اللازمة لطهي حساء " الجريشة" على نار موقده من الحطب، أمام منزله في حي الشجاعية المكتظ شرق مدينة غزة. ولكن الرجل الخمسيني لا يطهو الحساء لنفسه ولأسرته بل للعائلات الفقيرة والمحتاجة في منطقته كمبادرة فردية مستمرة منذ سنوات رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها سكان قطاع غزة. ويقول الحطاب بأن الإجراءات الوقائية التي أعلنتها حكومة غزة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) زادت من أعداد الفقراء في حيه، خاصة بين الأشخاص الذين يعملون بالمياومة. ويضيف الحطاب لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما كان يمسك مغرفة كبيرة ليحرك إناء ضخما "الناس هنا لا يستطيعون تأمين قوت يومهم، لذلك أحاول أن أقدم ولو القليل لأبناء الحي الذي أعيش فيه". وفرضت سلطات حماس في القطاع المحاصر سلسلة من الإجراءات الوقائية والاحترازية وأغلقت كافة الأماكن العامة، والمساجد والمطاعم وصالات الأفراح لمنع تفشي مرض كوفيد-19 بين السكان، مما أثر سلبا على الوضع الاقتصادي العام في القطاع. ويعمل الحطاب الذي يرتدي الكمامة في وجهه والقفازات في يديه، على ترك مسافة بين كل شخص وآخر يريد الحصول على الحساء الطازج، بحسب تلك الإجراءات الوقاية. وقال "الأمر لم يكن هينا علي أن أمنع الأطفال من التجمع، خاصة وأنني أحاول أن أحيي عادات فلسطينية أصيلة بالطهي أمام العامة وترك المجال للجميع أن يأكلوا منه كنوع من التماسك الاجتماعي، ولكن للضرورة أحكام". وأضاف :" لقد حضرت فرق الرقابة ووجهوا لي تحذيرا بأن يتم منعي من الطهي لاحقا في حال عدم الالتزام بالإجراءات ". وما إن ينتهي الحطاب من طهي الحساء، حتى يبدأ بسكبها في أواني الطعام، للأطفال والشباب والرجال وكل من يرغب بالحصول على حصة منه. ويتكون حساء الجريشة، من القمح المهروس الذي يضاف له لحم الخراف أو اللحم البقري، ويتم طهيه بشكل موسمي وفق التراث الشعبي الفلسطيني، حتى أن بعض القرى الفلسطينية تعتمده كحساء أساسي يقام في ولائم الأعراس العامة. ويساهم الحطاب في توفير الجزء الأكبر من مكونات الحساء، بحيث يتبرع بذبح الخراف التي يربيها، فيما يساعده ببعض التكاليف متبرعون محليون لكسب ثواب إطعام الفقراء في شهر رمضان، وتستفيد أكثر 30 عائلة يوميا من هذا الطهي. ويقول محمد الغولة في العشرينيات من عمره، والذي كان ينتظر دوره للحصول على حصته من الحساء، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "من عاداتنا الرمضانية أن يتواجد الحساء على موائدنا أثناء الفطور، ولكن لا يستطيع الجميع أن يطهو حساء اللحم نظرا لتكلفته الغالية نوعا ما، لذلك أفضل أن أحصل عليه من العم وليد". وأوضح الغولة، بأنه يأخذ ما يكفي يومه، لترك مجال لأسر أخرى كي تحصل على ما تريد من الطعام. ويضيف "أنا أعرف عائلات تنتظر مثل هذه المبادرات لتأمين قوت يومها، نظرا لفقرها المدقع وخاصة بعد مرض كورونا الأمور أصبحت أسوأ ولا نعرف إلى أين تتجه ".

مشاركة :