تمكن لبنان، أمس، من احتواء انتفاضة في عدد من المدن إثر نشر فيلم عن تعذيب السجناء في سجن رومية المركزي، بعدما تكثفت الاتصالات السياسية بين قادة تيار المستقبل، إذ أجرى رئيسه سعد الحريري سلسلة اتصالات لاحتواء غضب الشارع الذي انتفض في أكثر من مكان، خاصة بعد ختم التحقيق في قضية الفيلم، الذي تم نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بناء على إشارة النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود، الذي أوقف على ذمة التحقيق 5 عناصر أمنية وأحال المحضر إلى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر لإجراء المقتضى بشأن الادعاء. وأدعى صقر على الدركيين الموقوفين الخمسة في جرم ضرب السجناء ومعاملتهم معاملة غير إنسانية ومخالفة التعليمات العسكرية، وعلى ثالث لتصوير الحادثة، وعلى اثنين آخرين لعدم إخبار السلطة، وأحالهم إلى قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا، لكن الحادث كان دافعاً للسجناء المحكومين للتحرك في محاولة لتحقيق بعض مطالبهم، حيث قاموا، أمس، بانتفاضة في مبنى المحكومين في سجن رومية (أ). وأرسل وزير الداخلية نهاد المشنوق موفداً لتسوية الوضع، وقد تمّ الاستماع إلى مطالب المساجين وعمل على تسوية أوضاعهم، فيما قطع أهاليهم طريق الأوزاعي جنوب بيروت لبعض الوقت، بينما اتهم وزير العدل أشرف ريفي حزب الله بتسريب فيديو التعذيب، مؤكداً أن هناك فيلمين لا يملكهما سوى الحزب، واعتبر في مؤتمر صحفي مشترك مع المشنوق أن الاتهامات التي توجه إليه بأنه وراء نشر الفيديو سخيفة. وأكد المشنوق أنه وريفي متفاهمان على أن ما يحصل لا يخدم سوى التطرف وضرب الاعتدال، وأن لا مصلحة لأي أحد فيه. سياسياً، بات من المؤكد أن جلسة مجلس النواب اللبناني رقم 25 لانتخاب رئيس للجمهورية المقررة، اليوم (الأربعاء)، ستؤجل لغياب النصاب الدستوري بسبب استمرار الخلاف الداخلي، في وقت حسم رئيس الحكومة تمام سلام الجدل حول الشلل الحكومي، وأكد أنه سيدعو لجلسة لمجلس الوزراء، وأن البلاد بحاجة إلى تعاون السلطتين التنفيذية والتشريعية، وأضاف لست أنا الذي يتخلى عن مسؤولياته في هذه الظروف الصعبة، بل سأستمر وسأصارع وسأتعاون مع الجميع وسيكون هناك مجلس وزراء، ومواقف لمجلس الوزراء، لأن البلاد بحاجة لدور وموقف نرفع جميعاً رأسنا به. وأطلق سلام دعوة واضحة لعدم تعطيل السلطة التشريعية، وأوضح أنه سيكون إلى جانب السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية أيضاً لتقوم بواجبها. أمنياً، استهدف الجيش اللبناني بالمدفعية الثقيلة تحركات الإرهابيين في وادي رافق بين بلدتي رأس بعلبك والقاع وفي جرد عرسال، في وقت تقدم فيه الجيش السوري وحزب الله في جرد الجراجير وأحكما السيطرة على مرتفعات شعبة البكارة وشعبة ثلاجة البركان وقرنة شعبة الشكارة وشعبة بيت شكور ومرتفع ظليل الحاج علي، وسقط قتلى وجرحى في صفوف المسلحين، بينما أعلنت جبهة النصرة عن تفجير دبابة لحزب الله في جرود فليطا، وتدمير آلية مجنزرة للحزب في جرود عرسال. وتمكنت قوى الجيش اللبناني في منطقة اللبوة بالبقاع من توقيف سوري شارك في الاعتداء على مراكز الجيش خلال أحداث عرسال. وأعلن الجيش في بيان توقيفه خمسة سوريين للاشتباه في انتمائهم إلى تنظيمات إرهابية.
مشاركة :