الحمام لا يطير في حقول داعش!!

  • 6/24/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ولكن المحيِّر ـ والسرد للأستاذ محظوظ ـ أن يتدهور الفن؛ رغم توفر عناصر النجاح والإبداع؛ فالأغنية وصلت إلى مستوى (خميس ومالي خلق أزعل)، وأصبحت (كوكب الفرق) أحلام، مع أبله (نانسي) من أساتذتها، وحكام الذوق فيها! في الوقت الذي بلغ فيه الشعر المحكي ذروة التجلي! ولو اكتفى الملحنون والمطربون بما تنشره المجلات الشعبية، منذ (25) عاماً فقط، لأحدثوا ثورة موسيقية تخلدهم إلى عصر يوم القيامة! ولكنهم حتى فيما (طربقوه) لكبار الشعراء أفسدوه وشوّهوا ذائقة الأجيال القادمة! هنا لا يجد الأستاذ (محظوظ) سوى نظريته في (الإخصاء الممنهج)، منذ اختطف تيار (الصحوة) التلفزيون فحجب (كوكب الشرق)، ومنع (الحلا كله)! واختطف التعليم فحذف من المقررات روائع الشعر العربي، وأحل مكانها ما يؤجج آيديولوجيا التطرّف، ويملأ وجدان صغارنا حماسةً للجهاد، وشوقاً للقيا الحور العين، كخطب (أبي حمزة الخارجي)، وشعر (قطري بن الفجاءة)، وبيضة (يوسف القرضاوي) الشهيرة: (مسلمون مسلمون مسلمون)!! لحظة يا أستاذ (محظوظ) .. كنت تعلم طلابك أن لا يأخذوا حتى ما تقوله أنت على أنه صوابٌ لا يحتمل الخطأ.. ونظريتك قد تصدق على السعوديين، الأميِّين فنياً ودرامياً، كما تقول، ولكن ماذا عن مصر وسوريا والكويت، حيث توجد فيها المعاهد العالية للفنون، ومع هذا لا نشاهد من إنتاجهم إلاّ المتردية والنطيحة! وبابتسامته المعهودة قال: سعودناهم يا صديقي بفلوسنا.. فتِّش عن (المنتج) منذ ظاهرة (أفلام المقاولات) في السينما، إلى مهازل (طارق العلي) في الرياض، مروراً بظهور القنوات الفضائية الأبرز، ستجد أن (الريال السعودي) كالبصل؛ موجود في كل طبخة!! وإن لم يكن المنتج السعودي مخصياً ـ فكرياً وليس (عدوياً) ـ فهو رمادي يحابي الفكر المتشدد، و(ينعشه) بهذا التسطيح، ولا يقترب من لحمه الحار، كما فعل الروائي العالمي النصراوي (يوسف المحيميد) في رائعته (الحمام لا يطير في بريدة)، التي توثق لبداية الإرهاب، بحركة (جهيمان)، وظهور (السرورية)! أما أهم رواية تفضح تفاصيل الإرهاب (الممنهج) في مدارسنا فهي: (حقول طالبان) لعبدالعزيز السليم، وقد صدرت في (2008)، وهلكت (طالبان) وانتقل تصدير (الحقول) إلى (داعش)! فهل يواكب (المنتج السعودي) المرحلة، وينقل هاتين الروايتين إلى عالم الفن والدراما الحقيقية؟!!! نقلا عن مكة

مشاركة :