في 25 ديسمبر الماضي أعلنت اللجنة المنظمة للدورة الأولى لمهرجان ومسابقة تطييرالحمام القلّابي في الإمارات، التي بدأت في الأول من يناير الجاري، وتستمر حتى أبريل المقبل، بمشاركة 22 هاوياً إماراتياً، تجمعوا للمرة الأولى في منطقة الطي، مع مطلع العام الجديد، حيث الأجواء الباردة والأمطار والفضاء المفتوح في البر، وهما شرطان أساسيان للقيام بتطيير الحمام القلّابي، وهو اسم شعبي خليجي يوصف به هذا النوع من الحمام الذي يتقلب وهو يطير. متعة رغم التعب قال المتسابق محمد الجوهري، لـالإمارات اليوم، إنه يهوى تطيير الحمام القلابي منذ أكثر من 30 سنة، ومازال يمارس هذه الهواية ويعشقها، ويحلم باليوم الذي تكون فيه هذه الهواية منتشرة بشكل كبير في دولة الإمارات. وتابع: هذه أول مرة تشهد بطولة حيث زاد عدد الهواة، ونتمنى أن تنتشر في بلدان الخليج العربي كافة. ولفت إلى أن بدايته مع هذه الهواية كانت في خورفكان. وأوضح أن هذه الهواية بقدر ما فيها من تعب وجهد ومشقة، لكنها في النهاية مليئة بالمتعة والفرح، مشيراً إلى أن هذا النوع من الحمام القلابي أو اللوات، يتطلب عناية خاصة ورعاية وعلاج وتطعيمات ليكون في حالة سليمة، كما أنه يخضع للتدريب على الطيران مع أول شهر من عمره، إلى أن يصبح عمره على الأقل سنة واحدة أو أكثر كي يكون جاهزاً للطيران. ولفت إلى أن هذه الطيور أصلها من الكويت، لكننا في الإمارات نعمل على تربيتها وإنتاجها، وبالتالي فإن هذه الطيور التي تشارك في المسابقة إنتاج إماراتي. وأشار إلى أن حركات الطيران الأولى التي يقوم بها الحمام القلابي وراثية أساساً، ومن ثم نتيجة عمليات تدريب، لافتاً إلى أن التوقيت المناسب للطيران هو فصل الشتاء، وتوافر مكان ومساحات كبيرة مفتوحة في البر. وأعرب عن أمنيته أن تنتشر هذه الهواية على مستوى الدولة ويتعرف الشباب إليها ويمارسوها. هاوٍ منذ الطفولة قال المتسابق مايد الحوسني، إنه منذ طفولته وهو يمارس ويعرف هذه الهواية، فوالده كان أحد هواة تطيير الحمام القلابي. ولفت إلى أن هذه الهواية تتميز اليوم بأنها تشكل حالة تجمع لهواة الحمام القلابي. وأشار إلى أن كل متسابق يقوم بتطيير أربعة طيور من الحمام لكن اللجنة تحكم على طير واحد فقط، يتم تحديده والاتفاق عليه مسبقاً، وتطلع اللجنة عليه وعلى مواصفاته وحالته، وكل ما يستوجب أن يكون مؤهلاً للمشاركة في المسابقة. وقال عضو اللجنة المنظمة عمر حسن عبدالله، لـالإمارات اليوم، استضاف مجلس ضاحية مويلح اللقاء الأول الذي تم فيه الإعلان عن انطلاقة الدورة الأولى لمهرجان الحمام القلابي في الإمارات، بحضور عضو المجلس الوطني الاتحادي جاسم عبدالرزاق النقبي، ومدير إدارة الخدمة المجتمعية بمجلس الشارقة الرياضي سعيد علي العاجل، وعدد كبير من الهواة من الكويت والسعودية، إضافة إلى هواة الإمارات، كما حضر الشعر في اللقاء من خلال قصيدتين للشاعر والمتسابق محمد الجوهري، إحداهما عن شهداء الوطن، والثانية عن هواية الحمام. وفي نهاية اللقاء كرّم النقبي الرعيل الأول الذي أسس للهواية في دولة الإمارات، إضافة إلى تكريم المدعوين والضيوف الذين حضروا الافتتاح، كما تم تبادل الدروع بين هواة الإمارات وهواة دولة الكويت. وشرح عمر عبدالله حسن عضو اللجنة المنظمة للمهرجان الأول، أن هواية تربية الحمام القلابي في الإمارات بدأت منذ مطلع سبعينات القرن الماضي، لكن هذه هي المرة الاولى التي يكون فيها لهذه الهواية مهرجان رسمي. وأضاف أنه في بدايات عام 1970 جلب بعض الهواة الحمام القلابي من دولة الكويت، وذلك بعد انتقالهم من دولة الكويت للإقامة والعيش في دولة الإمارات، وتفرعت بعدها الهواية، فازداد عدد محبي وممارسي الهواية في الشارقة ودبي، وأصبح أيضاً عدد لا بأس به يمارس الهواية نفسها في أم القيوين وخورفكان. ولفت إلى أن بدايات الهواية 1970 1994، كانت تمارس في المنازل فوق الأسطح، بعدها وفي نهاية عام 1994م تم الانتقال للبر لممارسة الهواية في البر، وكان أول مكان تم الانتقال إليه هو بر الحمرية في إمارة الشارقة، وبعدها في عام 1995 انتقل بقية الهواة لبر الحمرية لممارسة الهواية، وفي عام 1996م تم إزالة العزب من منطقة الحمرية نظراً للمشروعات التي ستقام في المنطقة، وكانت عزب الحمام من ضمن العزب التي شملتها الإزالة، ومن ثم تم الانتقال لبر أم القيوين في منطقة بين إمارة أم القيوين وإمارة رأس الخيمة، وتم تجهيز الأماكن، وعند الانتهاء من جميع التجهيزات أتت أيضاً إزالة على المكان من قبل بلدية أم القيوين، فاضطر أكثر الهواة للعودة للمنازل، ما عدا شخصين انتقلا ليضعا أبراج الحمام في مزارع أصدقاء لهم، وبقيا هناك يمارسان الهواية لغاية نهاية موسم سنة 1998، بعدها وفي بداية صيف سنة 1998م عادوا أيضاً للمنازل لعدم وجود الأصدقاء معهم، وفي صيف عام 1998 اقترح أحد الهواة على الآخرين البحث عن مكان في البر يكون صالحاً ومهيئاً ليتم الانتقال إليه لممارسة الهواية، علماً بأن هذه الهواية من الشروط الأساسية لإنجاحها هو تهيئة المكان المناسب لها، وأفضل مكان لها هو البر، وبعد البحث وفي بداية موسم 99/98 تم الانتقال مرة أخرى للبر لمنطقة (البرشاء جنوب) في إمارة دبي، وظل الهواة في تلك المنطقة يمارسون هوايتهم لمدة ست سنوات تقريباً، ولغاية نهاية موسم 2004، بعدها ونظراً للتطور العمراني السريع لإمارة دبي شمل منطقة البرشاء أيضاً مشروعات سكنية، وعليه وفي موسم 2005/2004 تم الانتقال لمنطقة أخرى في البر هي منطقة القدرة في إمارة دبي، وتم الاستقرار في تلك المنطقة لمدة سبع سنوات، وذلك لغاية موسم 2011/2010، بعدها وفي موسم 2012/2011 وبمكرمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم ولي عهد دبي، وبالتنسيق مع مكتب المناطق البرية ممثلاً براشد المقعودي، تم تحديد منطقة الطي لتكون مكاناً لعزب الحمام، فتم الانتقال إليها، وتم الاستقرار بها إلى الآن، علماً بأن عدد العزب الموجودة حالياً بمنطقة الطي هو 24 عزبة، كما أنه يوجد أيضاً هواة آخرون يمارسون الهواية في إمارة أم القيوين والشارقة وخورفكان ودبي، منهم من يمارسها في البر ومنهم من يمارسها في المنازل لعدم توافر الأماكن المناسبة لها. وقال عمر حسن عبدالله، إن هواية الحمام القلابي ليست هواية حديثة الولادة، بل قديمة جداً، بدأت في العراق وانتقلت بعدها إلى الكويت ومن ثم إلى بقية دول الخليج العربي والأردن، ولفت إلى أن تربية الحمام القلابي بدأت في الكويت في ثلاثينات القرن الماضي، وكانت تُمارس في المنازل، وفي ستينات القرن نفسه، تم انتقال الهواة للبر لممارسة الهواية على أصولها، وظل هواة دولة الكويت يمارسون هوايتهم في البر حتى هذه الأيام، مع العلم أن أعداد الهواة في تزايد مستمر، ويشكل الهواة في الكويت فئة كبيرة تصل إلى آلاف عدة، وهناك مسابقات عديدة تنظم سنوياً في الكويت لهذه الهواية، وتم أخيراً في عام 2015 تنظيم المسابقة الأهم تحت مظلة الموروث الشعبي، برعاية من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت. وأضاف أن هذه الهواية موجودة في السعودية منذ القدم، وتتوزع في مناطق عدة، منها الرياض والإحساء والقطيف، وكما هي الحال في الكويت أيضاً في السعودية، فإن أعداد الهواة في ازدياد مستمر. وقال عضو اللجنة المنظمة عمر حسن عبدالله، تتضمن المسابقة توافر جهاز قياس سرعة الهواء، حيث من خلاله يمكن قياس سرعة الهواء، لضبط عملية التطيير على سرعة تراوح بين 25 عقدة و55 عقدة حداً أعلى، لافتاً إلى أن هناك جوائز في هذه المسابقة التي تعتمد في نتائجها على المفاضلة في الأداء بين الحمام القلّابي، مشيراً إلى أن عملية التحكيم تبدأ من العاشرة صباحاً حتى الرابعة عصراً، ولفت إلى أن من بين أهم محددات عملية التطيير الحالة الجوية وضرورة توافر مكان مناسبمفتوح في البر.
مشاركة :