سامح عبد الصبور يكتب: الشخصية الحركية للصائم

  • 5/4/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا يغيب عنكم ما أوردناه لكم من مقاصد الصيام سابقا؛ فهو بين العبد وربه وكلما زاد الإخلاص زاد الارتقاء، إلا أن هناك أمرا لا يقل أهمية عن سابقه ألا وهو المعاملة بين المسلمين في ظل الصيام : يسير الإنسان صائما فيتعامل مع الناس قريبين أو بعيدين فلا يلقي بالا للسانه هنا أو هناك؛ فكما تعود يتحدث بما يريد، وهو مسكين لا يعلم أن الصوم جعل؛ ليعيد ترتيب أوراقه قولا وعملا ، والأصل في ذلك أن يضبط المسلم لسانه مع الناس؛ خوفا وطمعا " وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم ؟! " وما يترتب على ذلك من العقاب المهين يجعل الإنسان يفكر مليا فيما يقول ـ خاصة في رمضان ـ مستغلا تلك الفترة في زيادة الطاعة والتقرب إلى الله . اخترت لكم هذا العنوان " الشخصية الحركية للصائم " " لعلكم تتقون " المحاذير التي يقع فيها الكثير من خلال تعاملاته؛ فحديثك مع الصديق ربما يوقعك في النميمة أو الغيبة أو البهتان ، وحديثك المتكرر يفقدك لذة الصيام ويبعدك درجة عن الذكر في يومك المصوم ، وإذا لم يصل لذهنك الغاية من العنوان فاعلم أن الحديث يخص القدوة أيضا لعلك تنتبه إلى ذلك وأنت معلم أو أخ أكبر أو مرب فاضل في بيتك أو فصلك التعليمي؛ فتعرف عواقب التفريط في شخصيتك القدوة خاصة في رمضان؛ فالتعلم بالموقف خير من المجلدات؛ فأنت تتعامل مع أولادك أو إخوتك أو أخواتك أو زملائك ومع ذلك كله في كل موقف يمر بينكم درس مستفاد في الحياة، فإذا لم يكن الموقف معلما لك درسا يستفيد منه غيرك فما فائدة المعاملة والقدوة؟! وإذا أردتم أن يستوضح لكم معناه " الشخصية الحركية للصائم " فانظروا إلى معلميكم الذين تعتزون بهم، وما بشخصياتهم الرائعة من سمات مميزة تأخذون بها وترسخونها في ذويكم وأبنائكم من الأجيال القادمة المضيئة . وأنت في تحركاتك اليومية تراقب الله ـ عز وجل ـ وحالك في ذلك " أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " فتنتقل بذلك إلى تحصيل الجزاء " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " ؛ فإذا كانت الآية حديثها ينصب على من قامت قيامتهم وحصلوا نتائجها، فلا بد لنا أن نزرع؛ كي نجني ثمرات الصبر والإخلاص والإنفاق ، وإن لم تتفقوا معي في هذا " فذروه في سنبله " يحصده الآخرون ويجنون ثمراته، والخسارة كل الخسارة عند الصائم الذي ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش؛ واللسان كما هو، والحقد والضغينة كما هي، والتعدي على الآخرين كما هو !هل تتفقون معي أن للشخصية الحركية تأثيرا مميزا وله خصيصة في نشر القيم والمبادئ وسط الأشبال الناشئة والزهراوات أمهات المستقبل ؟فإذا كنتم تتفقون فلتضعوا اقتراحا لنشر الفكرة وكيفية تطبيقها بين المربين، ننتظر اقتراحاتكم أنتم المربين مميزون في هذا .

مشاركة :