سامح عبد الصبور يكتب: العمل والأثر

  • 5/10/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لكل عمل أثره إيجابا كان أم سلبا؛ فالإخلاص والصبر نتيجته الجنة " .. إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب "، والمكر والخديعة والانحراف يقابلها ما يستحقها " .. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " ؛ فإذا كان الجزاء من جنس العمل فنحن بذلك أمام مفترق الطرق : طريق مليء بالروائع من الطاعات وآخر رخيص يعقبه أثره السيء؛ فعلى سبيل المثال لو نظرت لأدعية الأحوال وأحاديثها النبوية لوجدت " الذين يخشون ربهم بالغيب " يعجون ليل نهار بها وبرطوبة ذكرها؛ طاعة وتقربا؛ لذلك " اجعل لسانك رطبا بذكر الله "، كذلك من يضع أمامه " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا .." وإذا وقع في سقطة ما، يثبت بقوله ـ تعالى :" قل يا عبادي الذين أسرفوا .." ويدعمه في ذلك " يغفر للعبد ما لم يغرغر " .وأنت تفكر بالعائد الذي يعود عليك من هذه الروائع ضع نصب عينيك أن المعطي هو الله، ليس ذلك فحسب بل " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة .. " وآيات الله في ذلك لا حصر لها، والأحاديث المحفزة كثيرة جدا أبسطها أدعية الأحوال؛ فأنت بهذا أمام نعم عظيمة لا تعد، وكرم الخالق فيها لا يحد، ومثال الكرم في ذلك أن جعل رمضان مضاعف الطاعات، مزود البركات، مكفر السيئات، شهر الصفوة من خلقه؛ دعما لإيمانهم؛ فرصة للتائهين؛ نجاة للهالكين؛ فالشخصية الحركية المسلمة التي سبق الحديث عنها لها في ذلك ذخر وادخار، مفيدة لتعلم الأجيال، ولتربية النشء قدوة وعلما وثقافة، هذا هو الأثر الذي نقصد الاهتمام به، ونريد أن نحصله دنيا وآخرة.وإذا كان العمل أمرنا به في القرآن الكريم بأن " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله والمؤمنون .." فإن النفس البشرية التي تحسن العمل وضع الله لها بشرى في نهاية الآية " وستردون إلى عالم الغيب والشهادة .." ؛ فتضع نصب عينيك " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه "، وأنت في رمضان وفي ذهنك كل هاتيك الطاعات لا تنفك عن الله وكنفه، على عكس أن تكون تائها في الدنيا، هالكا في ملذاتها، لا تستطيع حتى أن تدعو الله وأنت في شهر الطاعة، تصوم شكلا لا جوهرا ، تقوم قراءة لا تدبرا، تعيش وقتا لا لذة ، وفي نهاية المطاف عملك الذي أحسنته هو نعمة من الله في الأصل منحك الله أن تفعله؛ لأنه يحبك ويغار عليك أن تبتعد عنه . فاللهم اهدنا، واهد بنا، واجعلنا سببا لمن اهتدى؛ قدوة؛ علما؛ ثقافة؛ فكرا يرضيك ويدخلنا الجنة ..هذا وبالله التوفيق

مشاركة :