يقال إن خطأ المعلم يسير على الأرض، ويتجذر في المجتمع : قيمه، وعاداته، وتقاليده، وأخلاقه بل موازين قواه؛ وهذا على وجه الحقيقة يجب ألا يختلف عليه اثنان .فإذا كانت تلك الرسالة الرائعة وهي غرس القيم والأخلاق في نفوس الطلاب هي رسالة الأنبياء فإن المعلمين المخلصين حملوها على أكتافهم ويرون غرسهم في طلابهم على مر الزمن، أما غيرهم من الماديين فلا يرون إلا المال المؤقت وقيما تتهاوى أمامهم محتجين بضياع الواقع وغرس بلا ثمر .في الحقيقة، يواجه المعلم تحديات لا ينظر إليه فيها؛ فظروفه المعيشية ومقومات المنظومة التعليمية على رأي سواء من قيمة المعلم وقامته !إذا كان يخرج لنا الطبيب الذي له باع في تشخيص الأوبئة؛ حفاظا على الأرواح فحري بنا الاهتمام، وإذا كان تخريجه للمهندس الذي يزين لنا مشاهد الدولة العصرية رؤية، واقتصادا، ومقومات تكنولوجية فحقيق بنا أن نرفع له القبعة وننظر له بعين الأصل لا الفرع، ناهيكم عن الأمن والأمان والعدل والاستقرار من خلال ضباط الشرطة والمستشارين، وغير ذلك من غرس القيم والأخلاق في هؤلاء جميعا منذ صغرهم فيستوي المجتمع وينطلق متقدما ومنافسا لغيره من المجتمعات : تصنيعا، وتصديرا، واكتفاء .فإذا قلنا لمنظومتنا الموقرة أكرمي مثواه فقيمته أكبر من ذلك بكثير؛ فهو أصل كل انطلاقة وتقدمية، يصل عقله إلى قلب كل طالب، وتصل أخلاقه إلى كل نفس تصير على هذه البسيطة : تأثيرا وتأثرا .وإذا قال الشاعر : قم للمعلم وفــــه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولافإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ... وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان... ".وقال رب العزة ـ جل وعلا ـ " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ".ونقول لكم : أكرموا المعلم تنصركم أجيالكم وترفع شأنكم بين مصاف المتقدمين .
مشاركة :