يعد مسجد العمرى أو الوداع، أحد الكنوز الأثرية الإسلامية المهمة بمدينة المنيا، فهو شاهد على التاريخ بالمحافظة خاصة موقعه المتميز في وسط المدينة، والذي كان يكتظ بالمصلين في صلاة العشاء والتراويح في شهر رمضان المبارك إلا أنه مغلق بسبب فيروس كورونا المستجد.ويرجع سبب تسمية المسجد باسم الوداع، حيث كان يأتي إليه مودعو الموتى أثناء تشييع الجنازات قبل عبورهم بالمراكب الصغيرة والمعديات قبل إنشاء كوبرى النيل الحالى منذ 60 عامًا تقريبًا متجهين إلى الشرق لدفن ذويهم فى مقابر زاوية سلطان الكائنة شرق النيل، بينما أطلق عليه فى القرون الماضية اسم "العمراوي" نسبة إلى الصحابي الجليل عمرو بن العاص.ويقع مسجد العمراوي في مدينة المنيا فمن الناحية الشرقية يحدة كوبرى النيل ومن الناحية الجنوبية مستشفى المنيا الجامعي ومن الناحية الشمالية مساكن الأهالي ومن الناحية الغربية شارع محمد بدوي ومسجد علي المصري.أما عن تخطيط وبناء المسجد، فأقيم على الطراز الفاطمي، وهو يتكون من مربع مكشوف تحيط به 4 أروقة أكبرها رواق القبلة والتخطيط العام للمسجد مربع تقريبًا.تشمل الواجهة الشمالية 6 نوافذ بخشب الخرط الصهريجي ويعلو ذلك نوافذ مزدوجة (قندليات)، ويتوسط المدخل الشمالي الواجهة صف الشرفات المثلثة من الخارج، وتشغل الواجهة الشرقية 4 دخلات مستطيلة بكل منها نافذة مزدوجة معقودة بعقد نصف دائري.وتشغل الواجهة الجنوبية 4 نوافذ خشبية تعلو 3 منها نوافذ مزدوجة معقودة في دخلات مستطيلة معقودة صغيرة، أما النافذة الرابعة، وتعلوها فتحة مستطيلة الشكل، ويوجد في وسط الجدار الجنوبي أربع نوافذ مستطيلة صغيرة وجميع النوافذ بخشب الخرط، وتعلوها خمس جامات مستديرة.ويتوسط الواجهة الغربية المدخل الرئيسي للمسجد وقد بني من الحجر الملون بالتبادل ما بين الأسود والأحمر، ويمثل دخلة معقودة بعقد نصف دائري فتحت بها فتحة مستطيلة يتوجها عقد ثلاثي، وعلى جانبي الباب مكسلتان من الحجر، ويعلو فتحة الباب نافذة بخشب الخرط، وعلى العتب كتابات نصها "بسم الله الرحمن الرحيم جدد هذا المسجد المبارك الأمير مصطفى كاشف في محرم 1149ﻫ" 1737 م، ويوجد في الركن الشمالي الشرقي حجر مزولة أثرية نقش عليها تاريخ الصنع " في 3 صفر 1193- و1779م.
مشاركة :