في هذه السطور البسيطة وعلى مدى شهر رمضان المبارك نسرد لمحات عن عدد من العظماء ممن هزموا العجز وتحدوا الصعاب وجعلوا من المحنة التى أصابتهم منحة تعلو بهم إلى القمة.وأصدر أحمد سويلم كتابا له تحت عنوان «عباقرة الصبر والإرادة ذكر خلاله حياة هؤلاء وكيف تحدوا المحن ووصلوا إلى قمم المجد ومن هؤلاء..محمود صبح، والذى يلقبونه بملك الموشحات، والذى يعتبر أحد البارعين في فن الموسيقى والغناء خلال النصف الأول من القرن العشرين في مصر، الذى عاش بمحنة لازمته من عمر الرابعة من عمره حتى وفاته.كان والد محمود صبح يعمل في تجارة الأخشاب يتمنى أن يرزقه الله بمولود ليساعده في هذه التجارة، إلا أنه قد شاءت الأقدار أن يُصاب بهذا الولد محمود صبح بالرمد ليعيش كفيف البصر.رضى والد محمود صبح بقضاء الله الذى بذل قصارى جهده في علاج ابنه لكن دون جدوى، والتحق محمود بالكُتاب ليحفظ القرآن الكريم وهو في سن العاشرة من عمره.أحبّ محمود صبح الإنشاد فقد كان يجمع أصدقاءه وينشد معهم أناشيد المولد، وقد أُعجب الناس بصوته فكثيرا ما كان يغنى وينشد في مواكب رؤية رمضان.ذكر سويلم في كتابه أن صبح تعلقت أُذنيه بحب الموسيقى منذ نعومة أظافره يمكن أن يستوعب ألحانا صعبة وبسهولة شديدة حتى أنه صنع عودا بدائيا صغيرا، ويشد خيوط الدوبارة بين خشبتين يضرب عليه ويغني.في أحد الأيام ذهب صبح إلى زيارة أصدقاء أسرته من أصل تركى فتعلم لغتهم حتى يستطيع التحدث معهم الذى كان فتحا له لتعلم ومعرفة كثير من الموسيقى التركية وفن الغناء هناك.استطاع صبح أن يتعلم البيانو وعزف عليه السلم الموسيقى حتى أصبح ماهر في العزف على البيانو فكان أول عهد له بالآلات الموسيقية في الرابعة عشرة من عمره. تميزت موسيقى صبح بصدق المشاعر والقدرة على إشعال الروح بالعاطفة والمتعة الثمينة فقد تعلم آلة العود بطريقته الخاصة فله طريقته المميزة في العزف، إلى جانب هذا أخذ يقرأ القرآن في المساجد والاحتفالات بصوت رخيم وجميل.. يتبع في حفل بسيط افتتحت أول محطة إذاعة لاسلكية في مصر، وقد ألقى إبراهيم فهمى باشا وزير المواصلات خطابه أمام الميكروفون الذى يذيع الخطاب لأول مرة في أنحاء القطر المصرى.
مشاركة :