في هذه السطور البسيطة وعلى مدى شهر رمضان المبارك نسرد لمحات عن عدد من العظماء ممن هزموا العجز وتحدوا الصعاب وجعلوا من المحنة التى أصابتهم منحة تعلو بهم إلى القمة.وأصدر أحمد سويلم كتابا له تحت عنوان "عباقرة الصبر والإرادة" ذكر خلاله حياة هؤلاء وكيف تحدوا المحن ووصلوا إلى قمم المجد ومن هؤلاء..إليزابيث براوننج التى تربت وسط تسعة إخوة من الذكور إلا أن أباهم كان يمتلك قصرا ريفيا بالقرب من لندن وكان تعامل والدهم مع أبنائه شديدا وقاسيا فقد حرمهم من مخالطة الناس وسمح لهم أن يتعاملوا مع من يوافق هو عليه فقط.كانت إليزابيث أكبر إخوتها من البنات، وكان القصر الذى تعيش فيه بالنسبة لها كالسجن، لأن أبيها حرمها الخروج منه ومن الحديقة المحيطة به ولم يسمح لها مثل أخوتها بالذهاب إلى المدرسة حتى لا تختلط بغيرها من الأطفال واكتفى باستدعاء المدرسين والمدرسات إلى المنزل في ساعات معينة من النهار.اكتفت إليزابيث بقراءة الأدب والعلم في مكتبة أبيها، لكنها كانت أكثر الأبناء تمردا وعبرّت عن ذلك في أشعارها التى نبهت أبيها إلى نبوغها، لكنه آثر عدم اللا مبالاة وبدأ يمارس ضدها ضغطا نفسيا شديدا.تأثرت إليزابيث بتوجيهات معلم إخوتها الأديب "بويد" وطلبت من أبيها حضور درسه، لكنه رفض مما تسبب ذلك لها في نوبات عصبية ونفسية حادة كانت تأتى لها بين الحين والآخر، ولم تتوقف هذه النوبات إلا عندما سمح لها أبيها بحضور جلساته.يقول «سويلم»: إن أخيها إدوارد عندما بلغ عامه الثالث عشر أرسله أبوه إلى المدرسة وطلبت إليزابيث مرافقته إلا أن أباها رفض أيضا لأنها فتاة فتقاليدهم تقضى بأن تقيم الفتاة في البيت ولا تذهب إلى المدرسة الأمر الذى جعل إليزابيث تثور بشدة.وسمح والد إليزابيث لها أن تدخل مكتبته وحدد لها ما هو مسموح لها أن تقرأه كما حدد لها جانبا من المكتبة لا تقترب منه على الإطلاق وهذا جعلها تقرأ لهوميروس وشكسبير وميلتون وبايرون وأفلاطون وبدأت تكتب مذكراتها وبعض القصائد الحزينة.يتبع..
مشاركة :