بين الرغبة في كسر حالة القلق والترقب التي تخلقها تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد، والفضول لدى المشاهد، ونقص الوعي والرغبة في الهروب من الواقع، جاءت إجابات قراء «الإمارات اليوم» عن الاستطلاع، الذي نشرته الصحيفة عبر منصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، حول «أسباب ما تحققه برامج المقالب من نجاح، رغم ما تلاقيه من انتقادات». وأكدت شريحة كبيرة من القراء أن النجاح لا يقترن بنسب المشاهدات المرتفعة، إذ قد يحقق برنامج أو عمل فني نسب مشاهدات غير مسبوقة، لكنه يظل سيئاً رغم ذلك، محذرين من التأثير المدمر لهذه البرامج في المجتمع، مترحمين في الوقت ذاته على أيام «الكاميرا الخفية»، وغيرها من البرامج التي لم تكن تتعمد الإساءة، أو تتلذذ بتعذيب أحد. وبينما قلل عدد من المشاركين في الاستطلاع من أهمية الموضوع، معتبرين أن المشاهد هو المتحكم في الأمر، ويمكنه بسهولة تجاهل هذه البرامج، حذرت شريحة كبيرة من تأثير هذه البرامج في سلوكيات مشاهديها من الأطفال والمراهقين، إذ تميل هذه الفئة في الأغلب إلى تقليد ما تشاهده من مواقف غريبة، وما يمكن أن ينتج عن ذلك من ارتكاب جرائم خطرة من قبل بعض المراهقين، بالإضافة إلى ما تسهم فيه هذه البرامج من اعتياد المشاهدين العنف وتبادل الإهانات والتجاوز في حق الآخرين. هرباً من «كورونا» اعتبر القارئ عبدالحميد محمد أن الخلل يكمن في قلة الثقافة الاجتماعية والعلمية، وتراجع المحتوى الهادف والمفيد، سواء على شاشات التلفزيون، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي لم تعد تقدم سوى أخبار زواج وطلاق الفنانين، مشيراً إلى «غياب برامج دعم المواهب العلمية، التي نحتاج إليها الآن في هذه الأزمة». وألقى بالجزء الأكبر من المسؤولية في هذا الموضوع على المشاهدين: «نحن مَنْ نشاهد، ونرفع قيمة هذا المحتوى، فلو تجاهلناه لانقرضت هذه البرامج». في حين أرجع القارئ محمد دياب نجاح هذه البرامج إلى بحث الناس عن الترفيه، بعد الضغط الإعلامي حول فيروس كورونا المستجد، وأخباره وتداعياته، أو أخبار العالم المحزنة بشكل عام. وأضاف أن برامج المقالب السابقة كانت أكثر عفوية، وكانت تخلو من الخطورة والإساءات، مثل «الكاميرا الخفية»، و«مطبات»، و«ابتسامة مع أسامة»، وغيرها، وإذا عادت من جديد بشكل عصري فسيتجه الناس نحوها، وسيتجاهلون برامج المقالب المدفوعة الأجر، والفارغة شكلاً ومضموناً، والتي لا تناسب أصلاً الشهر الكريم، بحسب قوله. غياب القدوة من ناحيتها، أرجعت القارئة أسماء أحمد السبب في رواج هذه النوعية من البرامج إلى غياب القدوة والهدف لدى الشباب، وحالة الضياع التي أصبحت مسيطرة على البعض، إلى جانب رغبة كثيرين في الهروب من واقعهم، بإيجاد واقع موازٍ، عبر مواقع التواصل الاجتماعي والأعمال الدرامية. أما القارئ ميمو محمد، فربط في تعليقه بين هذه البرامج من جهة، والفئة العمرية من جهة أخرى، مشيراً إلى أن معظم مشاهدي هذه البرامج هم من فئة الأطفال والمراهقين، أو من هم في بداية مرحلة الشباب، وهم الفئة الأكبر من ناحية العدد في الوطن العربي، وهم، كذلك، الفئة المستهدفة من البرامج المدمرة وبرامج السخافات. في المقابل، معظم منتقدي هذه النوعية من البرامج من البالغين، الذين باتوا يتمتعون بقدر من النضج. الأمر نفسه أشار إليه القارئ نبيل أحمد، الذي أوضح في مشاركته أن الرفض من شريحة من المشاهدين، تقابله شريحة أخرى لا تجد مانعاً في عرض هذه البرامج، وشريحة أكبر تحب المقالب، وتتلذذ بعذاب ضيوف البرنامج، لافتاً إلى هناك برامج عالمية يمكن مقارنتها ببرنامج «رامز مجنون رسمي»، مثل برنامج «الحصن»، وهو برنامج مسابقات صيني، يعتمد على تعريض المشاركين فيه لمقالب مؤذية، والجمهور يحب ذلك ويضحك عليه. ولفت نبيل إلى أن السعي خلف عدد المشاهدات، وجذب الإعلانات والدعاية، سيؤدي إلى زيادة النشاز في المجتمع. دراسات نفسية رأى بعض المشاركين في استطلاع «الإمارات اليوم»، حول «أسباب ما تحققه برامج المقالب من نجاح، رغم ما تلاقيه من انتقادات»، أن هذه النوعية تسهم في نشر فكرة أن التسبب في ذعر للآخرين وإفزاعهم وتهديد سلامتهم أمر مضحك ومقبول إنسانياً واجتماعياً، ما يهدد أخلاقيات المجتمع ككل. ودعا البعض إلى إجراء دراسات نفسية واجتماعية، حول التغييرات التي يمكن أن تتسبب فيها برامج المقالب. عبدالحميد محمد: «الخلل يكمن في قلة الثقافة العلمية، وتراجع المحتوى الهادف والمفيد على الشاشات ومواقع التواصل». ميمو محمد: «معظم المشاهدين لهذه البرامج، هم من الأطفال والمراهقين، أو من هم في بداية الشباب». نبيل أحمد: «السعي خلف عدد المشاهدات، وجذب الإعلانات، سيؤدي إلى زيادة النشاز في المجتمع». أسماء أحمد: «رواج هذه البرامج سببه رغبة كثيرين في الهروب من واقعهم، بإيجاد واقع موازٍ». نحن مَنْ نشاهد، ونرفع قيمة المحتوى، لو تجاهلناه لانقرضت. مخاوف من تأثير هذه البرامج في سلوكيات الأطفال والمراهقين. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :