يبدو في رأي Max Boot في مقالة More Small Wars أن الحروب التي ستقوم داخل الدول سوف تكون أكثر من الحروب التي ستقع بين الدول. وكما دخلت الولايات المتحدة الحرب في كثير من الدول ولأسباب مختلفة ومنها مكافحة التمرد، محاربة الفوضى، محاربة القرصنة.. والأمثلة كثيرة. فليس هناك ما ينمّ أن هذا المنوال سيتغيّر في المستقبل وكثيراً ما تمسّ هذه الحروب مصالح أمريكا ويتوجب التدخل فيها. مما تعلمت أمريكا في حربي أفغانستان والعراق التخطيط لما سيحدث بعد الحرب، وعليهم إعادة النظر في كثير من الافتراضات التي كانوا عليها قبل الحرب مثل كون الانتخابات في العراق قادرة على إصلاح شؤونها على المدى البعيد، فبناءً على هذا الافتراض الخاطئ سحب بوش الإبن أسرع المقاتلين قبل الأوان في العراق، وعليهم كما يقول المؤلف تعيين خبراء إستراتيجيين وعليهم أن يدربوا لأنهم لم يكونوا مستعدين لبناء الدول، ولم يتحدثوا اللغة الاجتماعية، أي أن عليهم أن يتحسّنوا في فهم الدول. كما قد أثبتت التكنولوجيا العالية أنه لا يمكن الإستناد عليها وحدها وضرورة التعامل مع حوادث الأرض بمساعدة الأسلحة الخفيفة، ويرى المؤلف أن الخطأ الأعظم كان الانسحاب الأمريكي من العراق. ويختلف معه Richard Betts في مقال Pick Your Battles. إذ أنه يقول: إن الحروب التي دخلتها الولايات المتحدة في السنوات العشر الأخيرة نتج عنها الخسارة إلا كوسوفو. وقد توجه الرأي العام نحو إعادة التحصين واختيار الحروب والإبتعاد عن الدول الفوضوية والتركيز على إحتماليات الحرب مع دول عظمى. فكما حدد Colin Powell أن تحارب أمريكا فقط عند إنعدام الحلول الأخرى وأن تتمتع الحرب بموافقة الرأي العام وأن تكون مرتبطة بمصالح الدولة. أرى أن العالم قد أصبح متصلاً بدرجة أن الحروب الصغرى والفوضى في أي دولة قد ينتج عنها ما يضرّ الجميع. فمن مصلحة الولايات المتحدة التدخل وإعادة التدخل وعدم الميل لإرادة الشعب إن لم تتفق مع مصلحة الدولة. وأن لا تترنح في سياستها فحرب العراق كان ينبغي أن تستمر فيها فخروجها المبكر ساعد الفوضى.
مشاركة :