جاذبية الكتاب الإلكتروني

  • 5/7/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عثمان حسن تشير أحدث الاستطلاعات التي نشرت مؤخراً، من قبل مؤسسات معنية بقطاع النشر العربي، إلى أن هناك خسائر حقيقية قدرت بملايين الدولارات لحقت بهذا القطاع، ما دفع الناشرين والمؤسسات الداعمة المهتمة بهذا القطاع لدراسة هذه التحديات الجديدة جراء فيروس كورونا. ما ذكر سابقاً، هو بالفعل نذير خطر محدق، يهدد الثقافة العربية برمتها، لأنه يضرب قطاعاً واسعاً من الناشرين.لكن في المقابل، ربما تحمل جائحة كورونا في طياتها نوعاً من التدبر، والحكمة، فتؤشر إلى مكمن الخلل، حيث لم تنتبه قطاعات النشر العربية طوال السنوات الماضية إلى موضوع النشر الإلكتروني، ونحن هنا، نتحدث عن صناعة الكتاب، بوجه خاص، فمعظم المشتغلين في هذا القطاع، وبحسب دراسات المختصين، والخبراء، كان تركيزهم منصباً على الكتاب الورقي، في حين كانت مؤشرات النشر في سوق الكتاب العالمي، تطبع الكتاب الورقي بصحبة نسخة مماثلة من الكتاب الإلكتروني.وقد يقول قائل: إن لسوق النشر العربية خصوصيتها، في ظل عادات القراءة السائدة التي تفضل الكتاب الورقي، في مقابل نسبة بسيطة من القراء الشباب الذين اعتادوا على قراءة واقتناء الكتاب الإلكتروني من المواقع الشهيرة، والمعروفة، وهذا صحيح إلى حد ما، ولكنهّ يحتاج إلى إعادة نظر، لا سيما وأن كثيراً من الكتب في مجالات العلوم المختلفة، ليست متاحة في دور النشر العربية، وحتى إن وجدت فأسعارها مرتفعة مقارنة بالنسخ المماثلة المتوفرة على المواقع الإلكترونية.إن جائحة كورونا في تحدياتها المباشرة، وغير المباشرة، نجحت في قلب الكثير من المفاهيم في صلتها بصناعة الكتاب، ولم يعد مبرراً بعد الآن، النظر بعين الريبة، أو القلق من قبل الناشرين العرب لسوق الكتاب الإلكتروني، فها هو يدخل الحلبة كمنافس شرس، يلبي حاجات كثير من القراء الذين فرضت عليهم العزلة الانزواء بعيداً في منازلهم، ولم يعد أمامهم من خيارات سوى تصفح الكتب الإلكترونية، واقتنائها من محال بيع الكتب المتوفرة، وهي كثيرة.وإذا كانت مؤشرات بيع الكتاب الإلكتروني في سوق الكتاب العربي لم تتجاوز ال 5 في المئة، كما يشير الدكتور عبد الله الغذامي، وهو يتحدث عن تجربته مع نشر أحد كتبه، قبل شهرين تقريباً، مقابل مبيعات اقتربت من 95%، لمصلحة الكتاب الورقي، فإن جائحة كورونا بدلت، ولا تزال، الكثير من القناعات، خاصة أن شريحة القراء العرب ليسوا على سوية واحدة، بل هم بكل تأكيد من توجهات، وميول، ومشارب مختلفة.. ولعل في هذه الجائحة الطارئة، ما يلفت الانتباه إلى ضرورة تحسين المحتوى في سوق النشر العربية، لكي لا نخسر المزيد من القراء بين مناصري الكتاب الورقي من الناشرين، الذين تفرض عليهم التحديات الراهنة، أن يدرسوا خيارات أخرى تتعلق بالكتاب الإلكتروني، ونشره، وتوزيعه في العالم. Ohasan005@yahoo.com

مشاركة :