الخيال وحلم الضبعة

  • 11/3/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قرأت مقال الدكتور هاشم عبده هاشم تحت عنوان: التوسعة بعد (50) عاما، وهو يتحدث فيه بعين العقل على ما يجري من توسعات في الحرمين الشريفين. فوقع كلامه في خاطري موقع التأمل، وأعادني للوراء سنوات، حينما ذهبت إلى المدينة المنورة، إبان بداية التوسعة الكبيرة التي أمر بها الملك فهد ــ رحمه الله، وشاهدت عمليات الهدم التي كانت تجري على قدم وساق، وما هي إلا سنة واحدة حتى أصبح كل ما حول الحرم (قاعا صفصفا) ــ وعلى فكرة فحدود المدينة المنورة كانت في عهد الرسول الكريم لا تزيد على دائرة المسجد النبوي الشريف الآن، وبعد سنة رجعت مرة أخرى وقدر لي أن أطلع على التخطيط الجديد لما ستكون عليه المنطقة مستقبلا، ووجدت أن الأرض الشاسعة قد قطعت إلى عدة (بلوكات)، ثم طرحت بالمزاد على المستثمرين. هنا، ولا بد أن أتوقف لأقول: إن الدولة نزعت وعوضت الملاك الأصليين، ثم باعتها على المستثمرين واستردت ما دفعت وأكثر، ثم شيد المستثمرون أبراجهم العالية التي طوقت الحرم، والآن بعد الشروع بالتوسعة الجديدة، سوف تنزع الدولة كل هذه الأبراج المشيدة وتدفع التعويض المضاعف للمباني زائدا الأرض ــ وكأننا يا بو زيد ما غزيناـ ومن يذهب إلى المدينة الآن سوف يشاهد الهدم الذي يسابق الزمن. أرجو أن لا يظن أحد ــ لا سمح الله ــ أنني ضد مشاريع التوسعة للحرمين، بل بالعكس، فالدولة تشكر على التضحيات والقيام بما هي مؤتمنة عليه. وإذا كان هذا هو الحال، فمن المفترض أن من نزعت أبراجهم وفنادقهم سوف يشيدون مثلها وأكبر منها في الحدود المقترحة الجديدة، ولكن من يضمن بعد ذلك أنه بعد عقد أو عقدين من الزمن سوف تحدث توسعة جديدة، وتعويض جديد، وهدم جديد؟!، (ويا قلبي لا تحزن). هل تعلمون أن الدولة ــ رعاها الله ــ دفعت تعويضات أكثر مما صرفته على تشييد الحرمين؟! وهل تعلمون أن برج (الساعة) المطل على الحرم المكي الشريف سوف يزال بعد أقل من (25) سنة، وهي مدة عقد الاستثمار لمن شيده واستأجره، هذا ناهيك عن إزالة فندق التوحيد وشركة مكة. إن القضية وما فيها ما هي إلا دولاب عجلة دائرة، ولا أقول إنه استنزاف، بل بالعكس، إنه الخير والبركة، وكل ما أتمناه وأدعو إليه أن تكون نظرتنا أبعد بكثير في (استراتيجيتها). ولو كان لي من الخيال شيء لتمنيت أن تكون مكة القديمة كلها حرما، ولجعلت المباني الشاهقة تبتعد عن الحرم عدة أميال، وركزت على المواصلات السريعة والمريحة، بحيث أن من يسمع الأذان وهو على بعد عشرة كيلومترات يصل للحرم في أقل من عشرة دقائق، وما يجري على مكة يجري على المدينة، فعلى الأقل نضمن أنه لن يكون هناك نزع وتعويض من هنا إلى ما بعد مائة سنة، وبعدها يخلق الله مالا تعلمون. وعلى كل مستثمر ألا يخاف، فرزقه سوف يأتيه حتى لو كان برجه بعيدا عن الحرم بعشرة كيلو مترات. يا خوفي أن خيالي هذا لا يبتعد عن حلم الضبعة. Meshal.m.sud@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 455 مسافة ثم الرسالة

مشاركة :