المارق سعد الفقيه وحلم الضبعة

  • 10/4/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في إحدى حلقات برنامج الساعة الثامنة، سأل الزميل والصديق داوود الشريان، ضيوفه عن المثل الشعبي «لا يكون حلمك مثل حلم الضبعة»، فلم يعرف الضيوف شيئاً عن ذلك المثل. وقصة المثل أن الضبعة الماكرة، كانت إذا استيقظت من النوم قالت: لقد رأيت في منامي أن الجو اليوم سيكون صحواً، أو غائماً. فإذا اتضح أن ذلك اليوم صحو، قالت: قد أخبرتكم، وإن اتضح أنه غائم، قالت: قد قلت لكم هذا. لا أدري لماذا تذكَّرت هذا المثل، وأنا أقرأ خبر اختراق مجموعة من الشباب الـ «هاكرز»، الذين سمُّوا أنفسهم باسم «أهل العوجاء»، حساب مجتهد، المعروف في عالم «تويتر». وقد اتضح أن مجتهد، الذي ملأ الدنيا ضجيجاً ليس سوى سعد الفقيه «ما غيره». لم أستغرب من أن يتضح أن الفقيه ومجتهد شخص واحد، فقد سبق أن غرَّدت تغريدة بتاريخ 1 فبراير الماضي في صفحتي بـ «تويتر»، وقلت: «سعد الفقيه عَلِمَ أن الناس كرهته. فابتدع شخصية مجتهد لكي يقبل الناس منه. الأسلوب هو نفسه والمنهج واللغة». اللغة فاضحة، فكل كاتب، جيد أو رديء، له حصيلة من المفردات، التي يفضِّلها، ويُكثر من استخدامها، مثل الميل إلى استخدام مفردة «شعور»، بدلاً من «إحساس»، أو العكس، وهذا طبعاً له أسبابه، التي درسها العلم، واستنطقها. لنترك موضوع اللغة الآن، ولنعد إلى موضوع الضبعة، وحلمها. حقيقة، عندما تمرُّ على الحسابَين، حساب الفقيه، وحساب مجتهد، فإنك ستجد أنها بالفعل أحلام الضبعة، التي تكذب على الناس ليل نهار بـ «وجه صفيق». إنها نفس الضبعة، التي تقول سيكون الجو غداً إما صحواً أو غائماً، وتراهن على السذج من الناس، أولئك الذين يملكون القدر الكافي من الغباء بحيث يقولون: نعم لقد سمعناها تقول إن اليوم صحو، وهو الآن صحو. أكاذيب لا يستحي كاتبها، ولا يخجل من تكرارها. إنها الصفاقة، التي لا تتوقف عند حد. ليس في بني البشر أحقر في عيون العقلاء من ذلك الشخص، الذي يحاول أن يملأ القلوب بالكراهية، فتجده يدور بين المجالس محاولاً أن يبذر بذور الشقاق والخصومة بين الأشقاء، مع علمه بأنه لن يخرج من كل ذلك بأدنى فائدة تذكر، فلا هو حصَّل أجر المستغفرين الذاكرين، ولا هو حصَّل غنيمة التاجر، الذي يصفق في الأسواق، ويتكسَّب بالتجارة المباحة. كما أن التفرُّق والتشتت، الذي يحلم سعد الفقيه بنشره، هو أبعد من كل أحلام الضباع، فالمملكة اجتمعت قلوب أهلها على محبة هذا الملك الحكيم، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومحبة ابنَيه محمد بن نايف، ومحمد بن سلمان، وقد رأينا في هذه الفترة أمثلة لا تحصى، تدل على عمق المحبة، وقوة الأساس في علاقة الحاكم والمحكوم في المملكة، أوصلتنا إلى تحقيق نجاحات كثيرة، وأخرى في الطريق. لذلك كله، نصيحتي لك أيها القارئ الكريم بأن تكون من أهل المحبة ودعاتها، واترك عنك مَنْ اختاروا لأنفسهم أن يكونوا مثل الحيَّات، التي تتعذب كل يوم أشد العذاب بسمِّها، الذي تحمله في داخلها.

مشاركة :