في هذه السطور البسيطة وعلى مدى شهر رمضان المبارك نسرد لمحات عن عدد من العظماء ممن هزموا العجز وتحدوا الصعاب وجعلوا من المحنة التى أصابتهم منحة تعلو بهم إلى القمة.وأصدر أحمد سويلم كتابا له تحت عنوان «عباقرة الصبر والإرادة ذكر خلاله حياة هؤلاء وكيف تحدوا المحن ووصلوا إلى قمم المجد ومن هؤلاء..عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين الذى عرفه الصغير قبل الكبير فقد بصره لكنه لم يفقد بصيرته وعلى الرغم من أنه كان كفيف البصر فقد خلّد اسمه على مر الزمان كواحد من أعظم من أنجبت مصر..تحدث الكاتب أحمد سويلم في كتابه هذا «عباقرة الصبر والإرادة عن الجانب الخفى من طه حسين وما عاناه اولاقاه طوال حياته بعد فقد بصره.ذكر سويلم أن طه حسين كان السبب في فقد بصره هو الجهل، حيث كان يعيش في أسرة بسيطة وأصيب في السادسة من عمره بمرض الرمد الصديدى في عينيه وعُولج عند حلاق القرية الأمر الذى جعله يعيش طوال حياته كفيفا.بيّن سويلم أنه عقب فقد طه حسين بصره تبدلت حياته فهذا الأمر حرمه من اللعب مع أصدقائه ممن هم في عمره وكذلك بدأ يستحى من الجلوس على الطعام ليأكل مع إخوته.ورغم أن هذا الأمر كان قاسيا على طه حسين إلا أنه جلب إليه منحا كثيرة فقد تعلّم القرآن الكريم وحفظه وشغف إلى الاستماع إلى القصص وشاعر الربابة الذى يحكى السير الشعبية وبعد أن أتّم حفظ القرآن قرر أبوه أن يلتحق بالأزهر ليصبح شيخا حقيقيا مثل هؤلاء الذين يسمع عنهم ويراهم.وبعد أن فرح طه حسين بالتحاقه بالأزهر لم يمهله القدر ليكمل فرحته فأخوه الذى كان سيرافقه في رحلته للدراسة الأزهرية أصابه مرض الكوليرا وقضى عليه وبقى على طه حسين أن يستكمل هذه الرحلة بمفرده.كانت حياة طه حسين شاقة بما يعانيه من فقد بصره ولم يؤنسه في رحلته غير أنه تعّلق بأبى العلاء المعّرى الذى تمنى أن يكون مثله فأقبل على دراسته ومعرفة أسرار حياته. يقول طه حسين عن المعرى في كتابه الأيام: «رحم الله أبا العلاء لقد ملأ نفس الفتى ضيقا بالحياة وبغضا لها وأيأسه من الخير وألقى في روعه أن الحياة جهد كلها ومشقة كلها وعناء كلها».. يتبع
مشاركة :