أبطال الصبر|| طه حسين.. إرث لا يموت 2

  • 5/9/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في هذه السطور البسيطة وعلى مدى شهر رمضان المبارك نسرد لمحات عن عدد من العظماء ممن هزموا العجز وتحدوا الصعاب وجعلوا من المحنة التي أصابتهم منحة تعلو بهم إلى القمة.وقد أصدر أحمد سويلم كتابا له تحت عنوان "عباقرة الصبر والإرادة" ذكر خلاله حياة هؤلاء، وكيف تحدوا المحن ووصلوا إلى قمم المجد ومن هؤلاء عميد الأدب العربي طه حسين.كانت أمنية طه حسين أن يصبح مثل أبو العلاء المعرّي فبدأ يتحدى كل الصعاب من أجل هذه الأمنية، وشاء القدر أن يُقبل الفتى طه حسين في الجامعة الأزهرية ليبدأ حياة علمية ويتعلم على يدر كبار الأدباء منهم أحمد لطفي السيد وعبدالعزيز جاويش وحسن المرصفي وغيرهم وصار يكتب المقالات الأدبية معهم في الصحف.ذكر سويلم أن الشيخ عبدالعزيز جاويش في يوم من الأيام استدعاه فقد كان معجبا بما يكتبه طه حسين وقال له: " أُفكر يا فتى أن نفعل شيئا من أجلك.. لا بد من سفرك لفرنسا عامين أو ثلاثة أعوام". هذه الواقعة أصابت طه حسين بالصدمة إلا أنها في ذلك الوقت كانت بالنسبة له حلما وشيئا عظيما فكيف سيعيش في فرنسا وهو كفيف البصر وتذكر أيضا قول أستاذه أحمد لطفي السيد له " لو داومت على أسلوبك هذا فسوف تكون لك مكانة لا تقل عن مكانة فولتير في الأدب الفرنسي"، ومن هنا بدأ يحدث نفسه هل ستتحقق هذه النبوءة.بالفعل ذهب طه حسين لفرنسا وتعلّم لغتهم حتى استوعبها وكأنه واحد من أهلها.طه حسين كان أبوه أقصى ما يتمناه له أن يصبح شيخا أو إمام جامع الا أنه تخطى ذلك كله إلى لغة اخرى وثقافة مختلفة، وهناك في فرنسا يلتقى " بسوزان" التي أصبحت زوجته فيما بعد وكانت معينا له فقد وقفت بجواره تسانده وتشد من إرادته حتى حصل على الليسانس والدكتوراة.ورجع طه حسين من فرنسا ليتعدد نشاطه الأدبي والعلمي، فقد ترجم عن الفرنسية وكتب في الإسلاميات وكتب عن أبي العلاء المعري وله العديد من الدراسات الأدبية. طه حسين كان مثالا للإرادة القوية التي شقت طريقها في الصخر فحفر بأظفاره فيه حتى كتب لنفسه تاريخا حافلا بالإنجازات ومات في 1973 تاركا إرثا أدبيا كبيرا لا يموت.

مشاركة :