فرق منسية|| جمعية الابتهاج الأدبى.. غرائب الصدف

  • 5/10/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عندما نريد التحديد فنحن أمام سجل يجمع بين دفتيه مجموعة من التراجم لرواد المسرح في مراحله الأولى، وفيما تلاها حتى وقتنا هذا، التى ازدحمت بالأحداث الفنية، والاجتماعية، تخللت خلالها حياة المسرح العربى عامة والمصرى خاصة، التى تسير بدافع من التطور المحتوم، وتكتسب أرضًا جديدة بالوعى العربى، الذى لم يشغله فن التمثيل في الكثير أو القليل، فقد خرجت من تحت عباءة خشبته العديد من الفرق المختلفة، التى أسهمت بشكل كبير في خلق جيل واعٍ بالفنانين، والمخرجين، والكتاب، حتى أصبحوا رموزًا للحركة المسرحية في مصر والوطن العربى. «البوابة» تستكمل للعام الثانى على التوالى الباب الخاص بعنوان «فرق منسية» على مدى 30 ليلة من ليالى رمضان الكريم، الذى يلقى خلاله الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، وتركت بصمة واضحة في تاريخ المسرح، وذلك من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، فقد قدموا خلالها مواسم مسرحية حققت نجاحًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، حتى توقف نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم الفنية باقية وخالدة رغم رحيلهم.ذكر الدكتور سيد على إسماعيل في كتابه «تاريخ المسرح في العالم العربى» خلال القرن التاسع عشر، أن فرقة جمعية «الابتهاج الأدبى» تكونت في ١٨٩٤، مشيرا عنها جرجى زيدان في «تاريخ آداب اللغة العربية» بالجزء الرابع – بدار الهلال – د.ت، قائلا: «إن فرقة الجمعية أنشئت في مدينة الإسكندرية في ١٨٩٤، ألفها مستخدمو البريد المصرى برئاسة سليم عطا الله في ذلك الوقت، وكان موضوعها الرئيسى هو منع أعضائها من تمضية ساعات الفراغ في أماكن اللهو، بالإضافة إلى جمع النقود بهدف التأليف بها وتمثيل روايات أدبية تحضرها عائلات الأعضاء فقط، فلا يمضى شهر دون تمثيل رواية، وظلت سنوات عدة ورئيسها الآن هو صاحب فرقة للتمثيل في الإسكندرية».تألفت الجمعية الأدبية تحت لقب شركة «الابتهاج الأدبى»، وهى مؤلفة من نخبة شبان الثغر، وكانت باكورة أعمالها الاهتمام بتقديم رواية بديعة للمشتركين فيها وذويهم ليس إلا، ولا تلبث أن تقدمها على مسرح القراحى حتى يكون حليفها النجاح، حسبما ذكرت جريدة «السرور» في العدد ١٤١ بتاريخ ٢٠ سبتمبر ١٨٩٤؛ قدمت الجمعية مسرحية «غرائب الصدف» للمؤلف إبراهيم ثروت، وكانت باكورة نشاط الجمعية المسرحى في مسرح القرداحى بالإسكندرية.وقد خصص دخل هذه المسرحية إلى منكوبى الزلزال في ذلك الوقت، وأعقبها تقديم مسرحية أخرى بعنوان «عائدة» في ١٠ ديسمبر ١٨٩٤، ثم «أندروماك» في ١٤ يناير ١٨٩٥، و«شارلمان» في ١٣ فبراير، وبعد أن لاقت الجمعية نجاحها الكبير، فقد تركت مسرح القرداحى الصغير إلى مسرح منفراتو، والمعروف باسم عباس حلمى، وذلك لسعته الكبيرة من الجمهور، قدمت على هذا المسرح مجموعة متنوعة من المسرحيات من بينها «المظلوم» في ٢٥ سبتمبر، «مغائر الجن» في ٣٠ أكتوبر، «أوتلو» في ١٩ نوفمبر، «الأخ الغادر والابن الثائر» أو «هملت» في ٢٢ ديسمبر من العام نفسه، «الخليفة والصياد» في ٢٦ يناير ١٩٨٦، «الصراف المنتقم» في ٢٥ مارس، «صلاح الدين الأيوبى» في ٣٠ مارس أيضا، «عائدة» في ٦ يوليو، «عاقبة الحسد» في ١٥ يوليو من العام نفسه أيضا، وفى فبراير ١٨٩٧ قدمت مسرحية «هارون الرشيد»، حتى تقلد بعد ذلك رئاسة الجمعية «على غاريو» في ديسمبر ١٨٩٩، وقدم مسرحية «غرام الملوك» بالمسرح العباسى بالإسكندرية في ٩ ديسمبر من العام نفسه.كانت آخر إشارة لهذه الجمعية في نهاية القرن التاسع عشر، في ١٦ ديسمبر ١٨٩٩، حسبما أشار إليها مؤلف الكتاب كما ورد بجريدة «السلام» قائلة: «إن جمعية الابتهاج الأدبى أصدرت قانونا لمن يريد الاشتراك متضمنا تسعة بنود في غاية الالتزام، على أن تقوم بتقديم رواياتها بتياترو عباس حلمى، نظرا للإقبال عليها، أما مسرح الابتهاج «القرداحى» فهو معد لكل من يطلب منه بغاية التساهل.

مشاركة :