عندما نريد التحديد فنحن أمام سجل يجمع بين دفتيه مجموعة من التراجم لرواد المسرح في مراحله الأولى، وفيما تلاها حتى وقتنا هذا، التى ازدحمت بالأحداث الفنية، والاجتماعية، تخللت خلالها حياة المسرح العربى عامة والمصرى خاصة، التى تسير بدافع من التطور المحتوم، وتكتسب أرضًا جديدة بالوعى العربى، الذى لم يشغله فن التمثيل في الكثير أو القليل، فقد خرجت من تحت عباءة خشبته العديد من الفرق المختلفة، التى أسهمت بشكل كبير في خلق جيل واعٍ بالفنانين، والمخرجين، والكتاب، حتى أصبحوا رموزًا للحركة المسرحية في مصر والوطن العربى. «البوابة» تستكمل للعام الثانى على التوالى الباب الخاص بعنوان «فرق منسية» على مدى 30 ليلة من ليالى رمضان الكريم، الذى يلقى خلاله الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، وتركت بصمة واضحة في تاريخ المسرح، وذلك من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، فقد قدموا خلالها مواسم مسرحية حققت نجاحًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، حتى توقف نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم الفنية باقية وخالدة رغم رحيلهم.تأسست جمعية التوفيق القبطية، برئاسة إبراهيم منصور، في ١٨٩١، ويقطن مقرها المركزى بالفجالة، ولها عدة فروع في جميع أنحاء مصر، وكان من بين اهتماماتها العديدة إقامة الاحتفالات المسرحية والفنية - حسبما ذكر الدكتور سيد على إسماعيل في كتابه «تاريخ المسرح في العالم العربى» خلال القرن التاسع عشر – حيث مثل فرع الجمعية بالإسكندرية في مسرح القرداحى مسرحية «أوتلو» في ١٣ فبراير ١٨٩٥، بالإضافة إلى فصلين من مسرحية «الصراف المنتقم»، كما مثل فرع الجمعية بالفيوم إحدى المسرحيات في ١٥ مايو ١٨٩٧، ثم مثلت بعد ذلك الجمعية المركزية بالقاهرة مسرحية عن موضوع الشورى في ١٠ سبتمبر من العام نفسه، وذلك بمناسبة افتتاح مدرسة التوفيق للبنات بالفجالة، في حين مثل فرع الجمعية بالإسكندرية مسرحية «السيد» بالمسرح العباسى في ١٨ فبراير ١٨٩٨، وقد احتفلت الجمعية المركزية بعيد النيروز بسراى السلحدار بالفجالة في ١٠ سبتمبر من العام نفسه، وقدمت مسرحية «انتصار الآداب والعلوم» بهذه المناسبة، وقد ألقى أخنوخ فانوس خطابا تحت عنوان «كيف تسترد مصر مجدها؟»، على حد قول المؤلف، وكانت آخر احتفالات الجمعية بفرع الإسكندرية بتقديم مسرحية «الاتفاق الغريب» في ٣١ يناير ١٨٩٩، بالمسرح العباسى من بطولة سلامة حجازى.فقد اشترك كل من جمعية المساعى والتوفيق القبطية، في فترات طويلة في إقامة العديد من الحفلات المسرحية تحت اسم «جمعية المساعى والتوفيق»، حيث قدما مسرحية «السر المكنون» من بطولة سلامة حجازى، في ٢٦ يناير ١٨٩٦، بالإضافة إلى حفل غنائى لعبده الحامولى، على تخت محمد العقاد بالأوبرا، في ١٩ مارس ١٨٩٧، ثم توالت بعد ذلك مسرحية «محاسن الصدف» في ٢٥ مارس، إلى جانب إقامة حفلة خيرية مثل إسكندر فرح إحدى رواياته، في ٣١ مارس أيضا، إضافة إلى ليلة مشابهة قدمت خلالها مسرحية «عائدة» في ١٩ مارس من العام نفسه. يوضح لنا المؤلف أن هناك العديد من الجمعيات القبطية التى مارست الفن المسرحى بخلاف جمعيتى «المساعى» و«التوفيق»، مثلما ذكرت جريدة «القاهرة» في عددها الصادر بتاريخ ٥ أبريل ١٨٨٧، قائلة: «إن الجمعيتين الخيريتين لطائفتى الأقباط الأرثوذكس والروم الكاثوليك، بتقديم رواية «عجائب القدر»، على تياترو الأوبرا الخديوى، وتُشير جريدة مصر في عددها الصادر في ١٥ سبتمبر ١٨٩٧، إلى أن الجمعية القبطية الخيرية بالزقازيق، قدمت رواية «حسام الدين الأندلسى» في الكلوب في ١٩ سبتمبر ١٨٩٧، وتخصيص إيرادها للمدرسة وتنشيط الطلاب.
مشاركة :