عندما نريد التحديد فنحن أمام سجل يجمع بين دفتيه مجموعة من التراجم لرواد المسرح في مراحله الأولى، وفيما تلاها حتى وقتنا هذا، التى ازدحمت بالأحداث الفنية، والاجتماعية، تخللت خلالها حياة المسرح العربى عامة والمصرى خاصة، التى تسير بدافع من التطور المحتوم، وتكتسب أرضًا جديدة بالوعى العربى، الذى لم يشغله فن التمثيل في الكثير أو القليل.فقد خرجت من تحت عباءة خشبته العديد من الفرق المختلفة، التى أسهمت بشكل كبير في خلق جيل واعٍ بالفنانين، والمخرجين، والكتاب، حتى أصبحوا رموزًا للحركة المسرحية في مصر والوطن العربى.«البوابة نيوز» تستكمل للعام الثانى على التوالى الباب الخاص بعنوان «فرق منسية» على مدى 30 ليلة من ليالى رمضان الكريم، الذى يلقى خلاله الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، وتركت بصمة واضحة في تاريخ المسرح، وذلك من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، فقد قدموا خلالها مواسم مسرحية حققت نجاحًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، حتى توقف نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم الفنية باقية وخالدة رغم رحيلهم.هذه الجمعيات كانت توجد في مصر بكثرة وبخاصة في القرن التاسع عشر، وكان من بين اهتماماتها التمثيل المسرحى، ومن هذه الجمعيات، الجمعية الخيرية السورية التى مثلت في الأوبرا في ٩ أبريل ١٨٩٦، - حسبما ذكر الدكتور سيد على إسماعيل في كتابه «تاريخ المسرح في العالم العربى» خلال القرن التاسع عشر – وهى تختلف عن الجمعية السورية الخيرية برئاسة الزند ورئيس لجنتها إسكندر شلهوب، التى مثلت في الأوبرا عدة حفلات في شهرى أبريل، ومايو ١٨٩٧، من بينها مسرحية «أسد الشرى» في ٢٧ أبريل من العام نفسه، وقد تكونت جمعية الأحوال الشرقية السورية في أغسطس من العام نفسه أيضا، وقدمت مجموعة من المسرحيات من بينها «شيرين بنت الملك كسرى أنو شروان». في ١٠ سبتمبر، «بديع الزمان» في ١١ سبتمبر ١٨٩٧.يوضح لنا المؤلف أن الجمعية الخيرية المصرية السورية للروم الأرثوذكس في مصر تكونت في ١٨٩٨، وأشارت عنها مجلة «الهلال» في عددها الصادر في ١٥ مارس ١٨٩٨، قائلة: «إن تجديد انتخاب أعضاء الجمعية لعامها الحاضر في ذلك الوقت، حيث وقع الاختيار على إدوارد بك إلياس رئيسا لها، حنا بك عرقجى، نائب الرئيس، حبيب أفندى دبانة، أمينا للصندوق، إسكندر أفندى أبو شعر كاتم السر، والخواجة نعمان الخورى، كاتب الحسابات.أما الأعضاء الباقون هم: «جبرائيل أفندى حداد، إلياس بك حمودى، والخواجات ميخائيل ميدانى، جبران خورى حداد، سليم ظريفة». وكان أول مشروع قامت بالإشراف عليه هو إحياء ليلة تمثيل في الأوبرا الخديوية في ٢١ مارس، بتقديم رواية «صلاح الدين الأيوبى» من بطولة الفنان الشهير إسكندر فرح في ذلك الوقت، وغناء ملكة سرور، خلال فصول الرواية، وظلت هذه الجمعية تسعى في تقديم خدماتها لعشاق الفن المسرحى. فقد قدمت هذه الجمعية بعد ذلك مجموعة متنوعة من المسرحيات من بينها «السيد» مثلما ورد في جريدة «المقطم» في عددها الصادر في ٣ مارس ١٨٩٩، في حد قول المؤلف، قائلة: «إن الجمعية تحتفل بإحياء ليلة خيرية في ٥ أبريل بالأوبرا الخديوية عن تمثيل الرواية الشهيرة «السيد» من بطولة البارع الشيخ سلامة حجازى، وغناء المطربة مريم مراد خلال فصولها، وإحساس الحضور بشراء أوراقها، وذلك تنشيطا للجهود والمساعى الخيرية رأفة بالفقراء». وهذا ما كانت تسعى إليه هذه الجمعيات من أجل تخصيص جزء من إيراداتها لصالح الفقراء.
مشاركة :