رجاء الصانع لـ «الحياة»: التشكيك المحلي لا ينقص من التكريم العالمي لي

  • 11/3/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أثار حصول الروائية والطبيبة السعودية رجاء الصانع على أرفع جائزة شرفية من جامعة أميركية، ضمن مجموعة من القادة وصناع القرار، ردود فعل ذهبت إلى التشكيك في نيلها جائزة مرموقة، نظير أبحاثها العلمية ونجاح روايتها «بنات الرياض» على الصعيد العالمي. وقال هؤلاء الذين بدا أنهم مشحونون ضدها، وبالتالي غير مستعدين لتصديق الاحتفاء العالمي بها في «تويتر»، إن ما نشر حول الجائزة الرفيعة مجرد «ضجة مصطنعة». وأضافوا أن التكريم من جمعية الخريجين وليس من جامعة إلينوي، باتجاه التقليل من أهمية التكريم. لكن المؤكد أن جامعة إلينوي في شيكاغو، التي تحتل المرتبة الـ11 ضمن تصنيف «التايمز» لأفضل الجامعات الحديثة حول العالم 2013، منحت جائزتها السنوية للإنجازات العظيمة والتميز على الصعيد العالمي للصانع، وكان ذلك في حفلة خاصة أقيمت الأسبوع الماضي، بحضور مجلس إدارة الجامعة وعمداء الكليات المختلفة ولفيف من القادة الأميركيين من القطاعين العام والخاص ومن ولاية إلينوي. وتم خلال الحفلة استعراض مساري الدكتورة رجاء الصانع العلمي والمهني، إذ حصلت على بكالوريوس طب الأسنان من جامعة الملك سعود في الرياض، ثم تم ابتعاثها ضمن برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي إلى الولايات المتحدة الأميركية، إذ كانت أول طالبة من خارج الولايات المتحدة يتم قبولها في برنامج علاج العصب والجذور لدى جامعة إلينوي فرع شيكاغو، الذي نالت بعده شهادة الاختصاص، ونالت كذلك شهادة الماجستير في علوم الفم والخلايا الجذعية في ٢٠٠٨، وتم بعد ذلك تعيينها كأستاذ مساعد في جامعة إلينوي فرع شيكاغو بين عامي ٢٠٠٨ و٢٠١٠ نشرت خلالهما بحثين مهمين عن الخلايا الجذعية في مجلة «علاج العصب والجذور»، وهي من أهم المجلات العلمية المحكمة في هذا المجال. كما نالت الدكتورة الصانع شهادة البورد (الزمالة) الملكية الكندية في علاج العصب والجذور في ٢٠١٠. عادت بعد ذلك الدكتورة الصانع إلى الرياض لتعمل طبيبة استشارية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض. واحتفى المكرمون في الحفلة أيضاً بشهرة الطبيبة الصانع العالمية في مجال الأدب، إذ ترجمت روايتها «بنات الرياض» إلى 40 لغة عالمية، وبيعت منها 3 ملايين نسخة حول العالم، وكانت من أكثر الكتب مبيعاً في عدد من الدول العربية والغربية، ويتم تدريسها الآن ضمن البرنامج الأكاديمي لعشرات الجامعات في الولايات المتحدة الأميركية وكندا وأوروبا كمثال على الأدب الحديث في الشرق الأوسط، وتم إدراج الدكتورة الصانع ضمن قائمة أرابيان بزنس لأكثر النساء العربيات تأثيراً حول العالم لأعوام متتالية. وقالت الصانع في حوار مع «» إن التشكيك في جائزتها العالمية لا يزيد ولا ينقص من الموضوع شيئاً. ورفضت أن تنزل الصانع إلى مستوى أولئك المشككين والمحبطين، بل ترفعت عن مخاطبتهم باللغة نفسها التي استعملوها للنيل منها ومن تكريمها العالمي، وبقيت وفية لأخلاق الكاتب الحقيقي، ومخلصة لروح العالم والباحث المثابر. وتحدثت الصانع التي تثير الحسد والغيرة بسبب ما حققته من نجاح وانتشار عالمي، لم يتأتى لأي أديب عربي من قبل، إذ أضحت تمثل ظاهرة فريدة بحق، يندر أن تتكرر في عالمنا العربي، عن أمها وحثها لها على التحصيل العلمي، وكذلك عن دعم جامعة إلينوي لها. إلى نص الحوار: ما ردك على المشككين في التكريم العالمي الذي حصلت عليه في أميركا؟ - تم التكريم في الولايات المتحدة منذ أكثر من أسبوع، وبالتالي فإن التشكيك المحلي الآن لا يزيد ولا ينقص من الموضوع شيئاً، لكن فرح السعوديين لأجلي يزيدني فخراً ومسؤولية. تفاصيل هذه الجائزة الشرفية موردة ضمن تغريداتي لمن أراد الاطلاع عليها، واسمها جائزة جامعة إلينوي للإنجازات البارزة محلياً وعالمياً في مجال الخريج العلمي أو المهني أو مسيرة حياته. وحصل عليها معي هذا العام كل من السيدة أرثارين كوزين مديرة برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة خريجة عام ١٩٧٩، وأكسيل ستروتبيك الرئيس المالي لشركة أودي للسيارات خريج عام ١٩٩١، وهذا بحد ذاته تكريم آخر، كما منحت جائزة الخدمات الإنسانية إلى جيمس جيننغز رئيس منظمتي الضمير العالمي وأكاديميين لأجل السلام خريج عام ١٩٨٨، وتم تكريم كبار الخريجين الذي أسهموا في تطوير الخدمات الحيوية في الولايات المتحدة مثل ليندا راي موري الرئيس الطبي لمقاطعة كوك كاونتي وكساندرا فرانسيس مديرة بنك فاينانشال، وأليسون بيرونا المحقق العام في شيكاغو. > في رأيك لمن يعود الفضل في هذا التكريم؟ - الفضل لله ثم لقسم علاج الجذور والأسنان في كلية طب الأسنان بجامعة إلينوي، الذي احتواني كطبيبة متدربة وعالمة وأستاذ مساعد خلال الأعوام الأربعة التي قضيتها فيها، والأساتذة العريقين الذي تتلمذت على أيديهم وعلى رأسهم الدكتور كريستوفر وينكس الرئيس السابق للجمعية الأميركية لأطباء الأعصاب والجذور. كان لتفهم القسم وتعاونهم معي أثناء نشر الترجمات المختلفة لكتابي وسفري لطرح الكتاب في البلدان المختلفة والمشاركة في معارض الكتاب العالمية أثناء دراستي، الأثر الكبير في تفوقي وتنظيم وقتي بين المجالين، إذ كنت أصر على بذل المزيد من الجهد لأكون جديرة بهذا الدعم دائماً. كنت أقضي ليال بطولها في الكلية أعمل على بحثي بعد انتهاء ساعات الدوام الرسمية وحتى دوام اليوم التالي لأبدأ عيادتي اليومية، بعد حصولي على تمويل كبير لإجراء بحوثي في استخدام الخلايا الجذعية من الـNIH أكبر داعمي البحوث الطبية في العالم والجمعية الأميركية لعلاج العصب والجذور. كما لا أنسى أن أشكر والدتي أطال الله في عمرها وأحمد الله أن جعلني الطبيبة السادسة من أبنائها وبناتها الست لتقر عينها وعين والدي رحمه الله بنا، فالتحصيل العلمي كان همهما الشاغل في تربيتنا. والشكر أولاً وأخيراً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبرنامج الابتعاث الذي منحني الفرصة أنا وغيري من بنات وأبناء المملكة لتحقيق ما نصبو إليه في أفضل الجامعات حول العالم. والشكر أيضاً موصول لوزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري والملحق الثقافي في واشنطن الدكتور محمد العيسى اللذين وقفا إلى جانبي طيلة فترة الابتعاث ودعما مسيرة تعليمي. _ كيف رضاك عما تقدمينه لمرضاك؟ - الحمدلله أشعر بالرضا عن نفسي اليوم عندما ألمس السعادة والثقة في عيون مرضاي، الذين أقدم لهم أعلى مستويات العلاج بحسب المقاييس العلمية المحكمة والذي يتم كاملاً تحت الميكروسكوب أو المجهر الطبي في العيادة، وأسعى حالياً لأن أكمل مسيرة بحوثي في السعودية في مركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض. _ لماذا قررتِ دخول عالم «تويتر» في هذا التوقيت تحديداً؟ - لم أكن من المتحمسات لـ«تويتر»، إلا أن مباركات القراء وأولهم الدكتور عبدالله الغذامي الذي عرفني كروائية والآن كطبيبة وعالمة في الخلايا الجذعية، جعلتني أخرج عن صمتي لأشارك المغردين الفرحة، ولأضع بين أيديهم تفاصيل التكريم ضمن تغريداتي. _ ماذا عن جديدك في الرواية والأدب؟ - انضممت لقائمة الكتاب الأطباء المكونة من تشيخوف ويوسف إدريس وخالد حسيني وغيرهم، ومع أن البعض انقطع عن ممارسة الطب إلا أن الغالبية استمرت في ممارسة المهنتين. لم أنقطع عن الكتابة إلا أنني لم أنشر شيئاً بعد «بنات الرياض» لتركيزي على التخصص الطبي وكتابة البحوث. وميزة المجال الطبي أنه يلزمك بالمتابعة وتطوير علمك وتقنياتك دائماً. وكما كنت سعيدة بنجاح «بنات الرياض» قبل أعوام، فأنا سعيدة بنجاح علاج مرضاي اليوم، وسأنشر الرواية التي أقوم بكتابتها حالياً العام المقبل بإذن الله.

مشاركة :