نمط من الشباب الطموح، يطور مشاريعه بصمت بعيداً عن صخب الإعلام وأضواء التواصل الاجتماعي. صحيح أن ثروته البالغة 18 مليار دولار ناتجة في القسم الأكبر منها عن الإرث، لكن موروثه من الخبرة في عالم الأعمال هو الذي يضمن تنميتها واستدامة أنشطتها التي يشكل الحفاظ على البيئة عمودها الفقري.هذا الشاب هو لوكاس والتون، الوريث الأقرب لصاحب إمبراطورية قطاع التجزئة «وول مارت» سام والتون، الذي تبرع بملايين الدولارات من ثروته لإيجاد حلول للمشاكل البيئية.ويبلغ لوكاس 33 عاماً، وهو حفيد سام والتون؛ رجل الأعمال الأمريكي الذي أنشأ إمبراطورية «وول مارت». نشأ لوكاس في مدينة صغيرة اسمها ناشونال سيتي قريبة من سان دييجو لا يتجاوز عدد سكانها 25 ألف نسمة، وفقاً لإحصاء عام 2000.من سوء الطالع أن الفتى الذي ينافس اليوم على المراكز الأولى في قوائم الأثرياء، عانى إصابة بالسرطان وهو في الثالثة، لكن العناية الإلهية أنقذته، بعدما اعتمدت والدته كريستي، نظام حمية غذائية نباتياً من منتجات حديقتها.التحق لوكاس بكلية كولورادو، حيث تابع تخصصه في مجال الأعمال المستدامة بيئياً، ثم درس كفاءة الطاقة التي شملت ميكانيك الطاقة الهيدرولوجية، والطاقة الحرارية الأرضية في أيسلندا.كانت فرصة تعافيه ثم تخرجه في الجامعة، بمثابة بوابة فتحت له آفاق السعادة، حيث تزامنت مع حصوله على ثلث ما كان بحوزة والده عام 2015، بعد أن توفي الأخير في حادث تحطم طائرة صغيرة كان يقودها.كان والد لوكاس جون والتون، ثاني أكبر أبناء سام. وقد ترك جون حوالي سدس ثروته لزوجته كريستي، والثلث لابنه الوحيد لوكاس، بينما وزع الباقي على صناديق الأعمال الخيرية.كما ورث لوكاس 20% من حصة الأسرة في مجموعة «وول مارت» البالغة 50.2% من الشركة القابضة.وفي قائمة فوربس للأثرياء الأمريكيين 2019، احتل لوكاس المرتبة 28، بينما منحته المجلة المرتبة الأولى على الأثرياء الشباب بثروة 18 مليار دولار.يحرص لوكاس الذي يشغل حالياً منصب رئيس لجنة برنامج البيئة في مؤسسة والتون فاميلي، على عدم الظهور كثيراً في المناسبات العامة، ولا تتوفر معلومات كثيرة عن حياته الشخصية.بعد وفاة جون المبكرة، انتقلت كريستي ولوكاس إلى جاكسون، وايومنج، حيث يعيش لوكاس حتى اليوم. وتهتم العائلة عموماً بتطوير مشاريع بيئية متميزة.وانغمس لوكاس في السنوات الأخيرة في تطبيق دراساته وشغفه بالعمل المستدام على الاستثمارات والمشاريع التي ترعاها وتنفذها مؤسسة والتون فاميلي الهادفة إلى إيجاد حلول للمشكلات الاجتماعية والبيئية.يشغل لوكاس منصب رئيس لجنة برنامج البيئة، وهو أيضاً عضو مجلس إدارة المؤسسة. وقد تبرع بمبلغ 149 مليون دولار، من ثروته لصالح المؤسسة.ويبدو أن التبرع خصلة توارثتها العائلة أيضاً. فقد أفادت فوربس بأنه بين 2014 و2018، تبرعت مؤسسة والتون فاميلي بما يقرب من مليار دولار لبرامج التعليم في المرحلة الأساسية، و441 مليون دولار للمشاريع البيئية.ومع انشغاله في المشاريع البيئية يحقق لوكاس عائدات مبيعات مليارية سنوياً، من خلال موقع بيع التجزئة على الإنترنت الذي يتعامل مع 50 ألف عميل مميز.
مشاركة :