ما فعله أصحاب القرار بالجامعة الهولندية وبتسارع وثيرة قرار الحكومة بإلغاء كل الأنشطة الرياضية ألغى العقل والحكمة عندما حوكمت البطولة بلا بطل، وتركت الأوضاع كما هي من دون نزول أي فريق ولا صعود من قاتل وسرق مسافة طويلة بين الصاعد والمنافس على ذلك، اعتبر جريمة في حق الكرة وحق كل من أهل نفسه لاحتلال أي مركز ريادي أو حكم مقاعد في الكؤوس الأوروبية، أو حظ النازلين بحياة جديدة، وحظ الصاعد بالموت البطيء ومصادرة حقه المشروع في الصعود. طبعا ما حظي به أجاكس فقط بالحضور في عصبة الأبطال إلى جانب أزيد الكمار ليس له طعم على الإطلاق لإعلان نهاية الموسم بلا بطل، وما اجتاح فريق أوتريخت من غضب عارم لعدم تواجده في طابور الإندية الستة المتبارية على مقعد أوروبي وإعلانه رفع الغضب إلى الجهات العليا يؤكد أن الحاكمين بالقرارات بلداء في التسرع ومصادرة الحقوق، وما الإبقاء على النازلين دينهاخ وفالفيك في مصاف الكبار يعتبر إفلاتا من العقاب وحياة جديدة أريد لها أن تكون على أنقاض جهد وعرق الصاعدين كامبور ودي غرافشاب، هذا الظلم، لم يهضمه كل من شعر بالإهانة سواء في القمة أو القاعدة، ولكن حدته بلغت حرقة الصاعدين في حكم الضياع لدرجة سارع فيهما الناديان إلى الكشف عن رغبتهما في الحصول على فرصة الصعود إلى الدوري الممتاز، من خلال اللجوء إلى القضاء، وقلب القرارات التي أصدرتها الجامعة الهولندية، بشأن عدم استكمال فعاليات الموسم الحالي لدواعي تفشي وباء كورونا، أي بدفع الجامعة الهولندية إلى إتخاذ قرار بصعود كامبور ودي غرافشاب وعدم إنزال دين هاخ وفالفيك على اساس أن يشهد الموسم المقبل رفع البطولة إلى عشرين فريقا بدلا من ثمانية عشر فريقا، وهو ما يجري تداوله الآن في المحكمة. وعلى العكس من ذلك ، وبعد خمسة ايام من صدور قرار هولندا بإنهاء الموسم بأحكامه الظالمة، يأتي الدور على فرنسا لتحاكم الإلغاء النهائي بحكمة مضادة راعى فيها العقلاء قواسم الصراع المرير لكل الأندية التي وضعت مشروعاتها على أرض المطامح، ولم تظلم أحدا وسطرت كل الحدود الخاصة بكل نادي حسب درجة الإستحقاق، وحكمت على باري سان جيرمان بطلا والبقية على رؤوس المقاعد الأوروبية، والنازلان اميان وتولوز بدون صداع والصاعدان لوريون ولانس بمؤشر الميزة، وكل هذه الأحكام لم تعجل بالسخط والإنتقاد أو اللجوء إلى المحاكم لأن الأمور إتخذت بالرزانة وليس العشوائية كما ساد بهولندا. ويجرنا هذا الحديث طبعا إلى مآل البطولة الإحترافية الوطنية بالشكل الذي هو عليه في الترتيب العام والمختلط بين من أكمل العشرين مباراة ومن توقف عند الدورة الخامسة عشرأو الثامنة عشر أو التاسعة عشر، ولكن ليس بمستويات البطولة الهولندية التي افتقدت لدورة واحدة لدى بعض الأندية التي تملك تأجيلا لذلك، ولكن السؤال الكبير الذي يجعلنا نطرحه بالبند العريض نحو فرضية حسم البطولة نهائيا، هو كيف ستعالج الجامعة مشكلة وضعية الرجاء التي تنتظر خمس مؤجلات للوصول إلى القمة التي يعالجها الوداد كقائد مع مؤجلين في الإنتظار ؟ وكيف ستحاكم قمة الترتيب التي تتجمع فيها العديد من الأندية الطامحة للكؤوس القارية ؟ وكيف سيتم إنزال فريقين واحد منهم إلا وهو رجاء بني ملال مطروح لقبول وضعية النزول من دون فضائح، بينما وضع إتحاد طنجة قابل للنقاش وانتظار مصير الإفلات بصعوبة بالغة وهو الذي استوفى جميع مبارياته ؟ هذه الأسئلة أعرف أنها مطروحة للنقاش وموجودة على طاولة المكتب الجامعي في حال صدور قرار من الدولة بانهاء الموسم، ولكنها أسئلة ملغومة تقتضي التروي والتعقل مع أن الرجاء كليا لن يستسيغ أي حكم، وسيفرض أمر الواقع على الأقل للوصول إلى الصدارة أو إلى أرقام ما لعبه الوداد من دورات، ولكن في هذه الظرفية، لا يمكن المغامرة في ظل توقف كل شيء بالمغرب لكون صحة الإنسان فوق كل اعتبار وفوق الرياضة أو أي شيء آخر. ولذلك، وإن تواصل الحجر الصحي لما بعد العشرين، وإن تفاعلت الجامعة مع تباعد الأحداث الرياضية إلى شهر يونيو مناصفة مع مشاكل الكاف التي تريد قرارا نهائيا حول استئناف البطولة من عدمها، فإن صراع العودة يمكن أن يطول تماشيا مع مشاكل فئات من المجتمع المغربي الذي يظهر الكثير من علامات الشؤم الخاص بالمخالطة الدائمة لوباء كورونا، ولا يساعد الدولة في البقاء بالمنازل، ولا يحصن نفسه بالوعي لتكريس معالم نجاح الدولة على الوباء. ولذلك، وفي انتظار نهاية حالة الطوارئ، سننتظر كيف ستقرأ الجامعة تداعيات التدرج من الحجر الصحي الى مراحل أخرى قبل العودة إلى التباري، أما وإن إستعاد تمديد الطوارئ نفسه نحو البيوت، فسينتظر اللاعبون والأندية إفلاسا جديدا، والجامعة فوق مطب من الأسئلة والحيرة الحارقة. *نقلاً عن المنتخب المغربية
مشاركة :