القاهرة 9 مايو 2020 (شينخوا) يقيم الدكتور محمد عيد مدير أكبر مستشفى حكومي لأمراض الصدر في مصر، منذ منتصف مارس الماضي في مكتبه لمساعدة زملائه في مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19)، الذي بلغ عدد ضحاياه حتى اليوم (السبت) 8964 مصابا و514 حالة وفاة. وقال عيد، وهو مدير مستشفى الصدر بحي العباسية في القاهرة، وهو أقدم مستشفى في مصر متخصص في علاج مشاكل الجهاز التنفسي الحرجة، "بالكاد أذهب إلى المنزل، ربما مرة واحدة في الأسبوع، ولا يمكنني مغادرة المستشفى لأننا مشغولون في التعامل مع حالات الإصابة بمرض فيروس كورونا على مدار الساعة". وأضاف عيد، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن "اتخاذ قرارات عاجلة على مدار الساعة لا يمكن أن يتم من المنزل، لهذا السبب قررت استخدام غرفة صغيرة في مكتبي كمقر إقامة طالما أن الفيروس مستمر". وأوضح الطبيب المصري، أن الإقامة فى المستشفى أكثر أمانا لعائلته، لأنه بذلك يجنبهم خطر الإصابة بالفيروس، معربا عن امتنانه الكبير لعائلته. وأشار إلى أن أول حالة استقبلتها المستشفى كانت لطالبة مصرية عائدة من الصين في الأول من فبراير الماضي، مضيفا أن التحاليل أظهرت سلبية الحالة. وتابع أنه منذ ذلك الحين "بدأنا في استقبال الحالات المشتبه فيها، حيث تلقينا أكثر من 500 حالة مشتبه فيها، من بينها 133 حالة إيجابية". ولفت الدكتور عيد، إلى أن العديد من المرضى الذين يعانون من أمراض أخرى، وحالتهم مستقرة، خرجوا من المستشفى لإكمال علاجهم في المنزل، من أجل إفساح المجال للحالات المشتبه بإصابتها بمرض فيروس كورونا. وقال إن "هناك أيضا بروتوكولات تعاون مع مستشفيات الصدر الجامعية، التي تعاونت معنا في استقبال ومعالجة بعض الحالات، التي تعاني من مشاكل في الصدر"، مضيفا أن المستشفى به 448 سريرا، ويمكنه استيعاب حتى 650 سريرا. ويعمل "مستشفى صدر العباسية" الآن كمستشفى عزل للحالات المؤكدة والمشتبه بها، بينما يتم استخدام مبنى واحد فقط في المستشفى لعلاج مرضى الدرن الرئوي، حسب مديرها محمد عيد. ويوجد في المستشفى 582 موظفا، من بينهم أطباء وممرضون وموظفون آخرون، ويتخذ الجميع كافة إجراءات الحماية لتجنب العدوى، وفقا لعيد. وشدد على أن "عملنا خطير حقا.. لكننا سنقوم بواجبنا بقوة تحت أي ظرف". وحتي مساء اليوم، وصل إجمالي الإصابات بمرض فيروس كورونا الجديد في مصر إلى 8964 حالة، من ضمنها 2002 حالة تم شفاؤها، و514 حالة وفاة. ومددت مصر يوم الخميس الماضي، حظر التجول الليلي على مستوى البلاد لمدة 15 يوما أخرى حتى نهاية شهر رمضان المبارك للحد من انتشار المرض. وبدأت الحكومة المصرية مؤخراً في تخفيف قيود مكافحة كورونا عن طريق إعادة فتح بعض الخدمات والمكاتب التي تم إغلاقها خلال الأسابيع الستة الماضية. وكجزء من "خطة التعايش" مع المرض، تعتزم مصر الحفاظ على بعض الإجراءات الوقائية مع استئناف بعض الأنشطة الاقتصادية. لكن الحكومة ستبقي المدارس والجامعات والرحلات الجوية والأنشطة الرياضية وأماكن الترفيه ومراكز التسوق والصلاة الجماعية مغلقة من أجل مكافحة انتشار الفيروس. من جانبها، قالت الدكتورة سحر السيد مديرة المختبرات بمستشفى العباسية للصدر، إن المعامل تجري فحوصات دم وأشعة سينية وتصوير مقطعي لجميع الحالات المشتبه بها لتشخيص مرض فيروس كورونا. وأوضحت لـ ((شينخوا))، أنه "بمجرد أن تصبح نتائج الفحص والأشعة جاهزة، يحدد الأطباء ما إذا كانت الحالة المشتبه فيها ستبقى في المستشفى أم ستغادر، حيث يخضع الذين يبقون في المستشفى لاختبارات PCR التي لا يمكن إجراؤها إلا في المختبرات المركزية التابعة لوزارة الصحة". وتابعت أنه "في بداية الأزمة، كان يتم إرسال عينات قليلة إلى المختبرات المركزية كل يوم، لكن الآن نرسل ما يتراوح بين 50 إلى 70 عينة دم في اليوم". وأردفت أن "نتائج الاختبارات الآن تظهر أن حوالي 20 في المائة من الحالات المشتبه فيها إيجابية للفيروس". وشددت على أن عمال المختبرات هم من بين الأشخاص الأكثر عرضة للعدوى، لكنهم يقومون بجميع الإجراءات بناء على تقييم المخاطر لتجنب الإصابة.
مشاركة :