تحت عنوان (محطّات رمضانية عائلية) حث المدرب والاستشاري الأسري الدكتور أيوب بن خالد الأيوب على جملة من الأخلاقيات ينبغي استعادتها وعقد النية على تعميقها في النفوس في شهر رمضان المبارك وفي فترة منع التجوّل الذي يعد فرصة ثمينة لتطوير الذات ومعالجة الكثير من السلبيات. وركز الأيوب في اللقاء المباشر الذي نظمته غرفة الشرقية ممثلة بمركز سيدات الأعمال الجمعة (8/5/2020) على صفة "التسامح" إذ قال بأنها من السلوكيات الخيّرة التي وصفها الله جل شأنه في القرآن الكريم بــ "الصفح الجميل"، والذي يعني البدء من الصفحة الجديدة في التعامل مع الغير، موضحا بأن "الحقد والكراهية تعني السماح للغير بأن يسكن عقولنا دون أن يدفع إيجارا، وإذا لم يستحق ذلك المسيء المسامحة فينبغي أن يدفع الإيجار، وإن أجمل ما في المسلم أن ينام وليس في قلبه غشا ولا حسدا ولا حقدا على أحد". وأكد على ضرورة عقد النية على تحسين العلاقة مع الغير، خصوصا القريبين مثل (الأهل والأولاد والأحفاد)، انطلاقا من الحديث الشريف: "خيركم خيركم لأهله"، وهذا الأمر ليس ترفا ولا ترفيها وإنما هو نية في القلب تنعكس على السلوك والتعامل، الذي ينبغي أن يكون حاملا صفات الحلم والتسامح والخير بشكل عام. ويرى أن التمتع بهذه السلوكيات تعني الفهم الحقيقي للحياة، قائلا بأن الكثير من الناس لا يكتشفون للمغزى الحقيقي من الحياة، حتى يصبحوا على وشك الموت (أو عند المصيبة)، حينئذ ينتبهون الى أعمق معاني الحياة ويدركون كل ما فاتهم، بينما يفترض ان نعيش الحياة، فهي ليست "بروفة" يمكن إعادة مشاهدها، وينبغي أن يكون ذلك سلوكا فليس بالضرورة أن تأتينا أزمة كي نصلح من أوضاعنا، فالأزمة فرصة لاستعادة أدوارنا، ونطور من حياتنا، لكن المفترض أن يكون التغيير جزءا من سلوكنا اليومي. ولفت بأن الكبار (الآباء والأخوة) هم قدوات بقصد أو بدون قصد، فإذا رأوهم من هم أصغر منهم في وضع نشط وحرص لتطوير الذات فإن هذا ينعكس على أوضاع الأسرة بالكامل، من هنا فإن البقاء في المنزل الذي فرضه جائحة كورونا يعد فرصة كي نجلس مع أفراد اسرنا، ونعمل على تطوير ذاتنا. وشدد على مسألة تقبل الطرف الآخر، خصوصا القريبين منا، ووصف المبالغة في المثالية بأنها خرافة، حتى أن حكيمة قالت اريد زوجا لا أستطيع أن أكون في أحسن أحوالي دائما، وأن حكيما آخر قال:"كمالنا في عدم كمالنا" ومن اجل تعميق العلاقات الاسرية تحدث عن تقديم الصدقات العينية والمادية.
مشاركة :